العريس األزرق وجمهور الفوضى
لــــم يــكــن أحـــــد يــتــوقــع أن تــشــهــد ليلة تتويج الهالل في املباراة التي جمعته مع النصر مساء أمس األول، هذا القدر مــــن الـــفـــوضـــى والـــــخـــــروج عــــن الـــــروح الــريــاضــيــة، وانــتــهــاك حــقــوق جمهور نـــــادي الــنــصــر بــشــكــل ســافــر وصـــــارخ، بـــمـــبـــاركـــة مــــن املـــســـؤولـــن فــــي استاد امللك فهد، الـذيـن سهلوا عملية تعدي جـــمـــهـــور الــــهــــالل واســـتـــيـــالئـــهـــم على مدرجات النصر، بطريقة أقل ما يمكن أن توصف به أنها فوضى. لقد أكدت أحداث ليلة التتويج بطريقة أو أخــرى أن نــادي الـهـالل عندما يريد فهو قادر على انتهاك النظام والقانون وكـل االعتبارات واملعايير التي تحكم املــنــافــســة، وأن نـــادي الــهــالل يــجــوز له مـا ال يـجـوز لغيره، وأنــه يحصل على االستثناء ات التي يريدها حتى لو داس فــي سـبـيـل ذلـــك عـلـى هـيـبـة املؤسسات الرياضية. وأكـــــاد أجــــزم أن مـــا شــهــدتــه مدرجات استاد امللك فهد لم يكن حدثا عرضيا، بــل رتـــب لــه بـعـنـايـة بــعــد أن تــم رفض النصر ملطالب الهالل بتنازل النادي عن نصيبه من املـدرجـات لصالح جمهور الهالل، وحدث ما حدث بتهاون واضح من القائمن على تنظيم عملية دخول الجماهير عبر البوابات. لـقـد تــعــرض نــــادي الـنـصــر وجمهوره الذي طرد من مدرجه إلى تجاوز بالغ جراء هذا التعدي عليه وعلى حقوقه من قبل جمهور نـادي الهالل، وكـان يمكن أن تفلت األمور في املدرج ويحدث ما ال تحمد عقباه بسبب بعض االحتكاكات الــتــي رافــقــت بــدايــة اقــتــحــام الجمهور الهاللي للمدرج الـنـصـراوي، فمن كان سيتحمل املسؤولية عن ذلك؟ وال أريـــد الــعــودة إلــى املــاضــي القريب والــــــبــــــعــــــيــــــد الســــــــتــــــــعــــــــراض سلسلة االســتــثــنــاءات واملـــزايـــا الــخــاصــة التي حــصــل ويــحــصــل عـلـيـهـا نــــادي الهالل دون غيره من أندية الوطن، فهي أكثر من أن تتسع لها مساحة هـذا العمود، وعــقــب كـــل حــالــة يــتــم إســـكـــات الشارع الـريـاضـي بـتـبـريـرات واهــيــة وضعيفة لن تغطي الحقيقة املــرة التي استقرت في يقن الجماهير الرياضية، وهي أن إرادة الهالل فوق ما عداها من إرادات. وشخصيا، أعتبر إدارة النصر ورئيس النادي األمير فيصل بن تركي يتحمالن جــــزءا مــن املــســؤولــيــة لــعــدم املحافظة والدفاع كما يجب عن حقوق النادي
التي كفلها النظام والقانون.