معاوية عبداملجيد: شغفي باإليطالية يعود إلى جذور كرويّة
يــرفــض املــتــرجــم مــعــاويــة عــبــداملــجــيــد وصف الترجمة بالخيانة، مؤكدًا أن الترجمة إبداع مواز، ويرى أن من يخون ال يستحق أن يكون مترجمًا. إال أن مفردتي املترجم والخائن قريبة مــن بعض فــي اللغة اإليـطـالـيـة ما يجعلها أشبه باملترادف كـأن تقول (كاتب. كاذب). معاوية كاتب ومترجم سوري مواليد دمـــشـــق عـــــام .1985 درس األدب اإليطالي فــي جـامـعـة سـيـيـنـا. واشــتــغــل بــتــدريــس اللغة اإليطالية في جامعة دمشق. حـاز املاجستير فـــي الــثــقــافــة األدبـــيـــة األوروبية-ترجمة أدبية من جامعة بولونيا في إيطاليا واأللــــــزاس الـعـلـيـا فــي فــرنــســا. ترجم عــــددا مـــن الــــروايــــات مـــن اإليطالية واإلســبــانــيــة مـنـهـا (ضـمـيـر السيد زيــنــو) و(بــيــريــرا يــدعــي) و(اليوم مـــا قــبــل الـــســـعـــادة) و(ظــــل الريح) و(ال تقولي إنــك خائفة) و(آخذك وأحـــــمـــــلـــــك بـــــعـــــيـــــدا) وهـــــنـــــا نص حوارنا معه:
• ما سر شغفك باللغة اإليطالية؟ فــي الــحــي، وكــنــت أشــجــع نـــادي يـوفـنـتــوس. كانت األضـــواء مسلطة على هــذا الفريق فـي العالم كله، مـنـذ أيــــام بـالتـيـنـي وروبـــرتـــو بــاجــيــو، والكالتشو اإليـطـالـي كــان لـه ضـجـة كبيرة تـراجـعـت مـع مرور الوقت. لكن الشغف باللغة اإليطالية، أعتقد أن له جــذورا كـرويـة في ذاكـرتـي. في املـدرسـة االبتدائية، كانت تجري قرعة لالختيار بني اللغة اإلنجليزية والفرنسية. أنـت وحـظـك! كـان حظي مع الفرنسية. أذكر أن أبي كان يواسيني بالقول: «اللغة الفرنسية جميلة وستفتح لك الباب إلى لغات أوروبية أخرى كاإليطالية». في مخيلتي، كنت أرى اللغة اإليطالية بمزيج من الغموض وبعد املنال، إن صح التعبير. وفــي النهاية صــدق والـــدي. وســافــرت إلــى إيطاليا لــدراســة الـلـغـة واآلداب والـثـقـافـة اإليــطــالــيــة. وكما فتحت لــي الفرنسية بــابــا عـلـى اإليـطـالـيـة، فتحت لي اإليطالية بابا على اإلسبانية، ألجد نفسي بني بـراثـن كـارلـوس زافــون البرشلوني، فـي حـني تغير انتمائيالكرويألصبحمشجع ا.لست مـتـأكـدا تـمـامـا، ولـكـن ربــمــا يـوجـد رابـــط خـفـي بني شغفي باللغة وشغفي بمتابعة مباريات كرة القدم. وبما أن السؤال قائم على «شغف» و«سر الشغف» فــكــالمــي يـبـقـى تــكــهــنــات... تــكــهــنــات تــتــغــذى على الذاكرة الفردية وغرابة الحياة. • كيف تصف تجربتك في ترجمة رباعية ايلينا فيرانتي واألصداء الصاخبة حولها هذه األيام في أوروبا؟
•• ال أستطيع أن أصف هذه التجربة ألنها لم تكتمل
بعد. مازلت أعمل عليها. لكني أقول إن هذه الرباعية تنتمي لألدب الحقيقي. األدب الرفيع. الكاتبة تنتمي لـلـمـدرسـة الــواقــعــيــة، وبـالـفـعـل الـــروايـــة قـائـمـة على ســرد واقـعـي ألجـيـال كاملة وشخصيات كثيرة من مدينة نابولي. تتكلم عن تجربة املــرأة في التحرر واالستقاللية ضمن حياة صعبة وخطيرة. إضافة إلى تفاصيل أخرى ال تقل أهمية. أمــا األصــــداء الصاخبة سببها أن هــذا العمل أعاد لألدب اإليطالي املعاصر مكانته في أوروبا والعالم. الـــقـــراء يـتـهـافـتـون عــلــى قـــــراءة الــــروايــــة. واملستوى الـلـغـوي واألدبــــي عــال جـــدا ويـحـتـاج إلــى صـبـر في القراءة والربط بني الدالالت.
• من بني عدة روايات ترجمتها ما هو العمل األكثر مشقة في الترجمة؟
•• أق ɝɝɝ ول إن ك ɝɝ ل رواي ɝɝɝ ة ل ɝ ه ɝ ا مشقتها ال ɝɝ خ ɝɝ اص ɝɝ ة بها.
ولكن رباعية زافـون التي أعمل عليها اآلن من أكثر األعـــمـــال مــشــقــة فـــي الــتــرجــمــة. ألنــــي اعــتــمــدت على نــظــريــة الــتــرجــمــات املــقــارنــة، كــأنــي أتــرجــم الرواية الـــواحـــدة أربـــع مـــرات فــي املـــرة الـــواحـــدة. أقــــارن بني الترجمات اإليطالية والفرنسية مع النص األصلي اإلسباني. صحيح أنه من املهم أن ندرس كيف يؤلف األوروبــيــون األدب، ولكن مـن املهم أيـضـا أن نتعلم كيف يترجمونه. ثم إني أترجم رباعيتني مختلفتني جـدا في الوقت نفسه. رباعية فيرانتي إيطالية من نــابــولــي، وربــاعــيــة زافـــــون إســبــانــيــة مــن برشلونة. رباعية فيرانتي واقعية ورباعية زافــون فانتازية. األدب عند فيرانتي وسيلة، أما عند زافون فهو غاية. لكن الرباعيتني معاصرتان وحظيتا على اهتمام عاملي واسع. ويسعدني أن أكون ناقل هذين العملني إلى القراء العرب.
• هل هناك عمل تريد ترجمته ولكنك تؤجله دائما؟
•• أعمال كثيرة أتمنى أن أترجمها. ال أجد لها وقتا.
عـن الشعر اإليـطـالـي وفلسفة الجمال وتــاريــخ الفن والـعـمـارة فـي إيطاليا. عسى أن يأتي يـوم وظروف مواتية لنقل بعض هذه األعمال املهمة إلى املكتبة العربية.
• تنقلت ب ɝ ني دور ن ɝ ش ɝ ر ع ɝɝɝ دة، ه ɝɝ ل تخضع لثقافة السوق؟
ت ɝ ح ɝ ب
ال ɝɝ ت ɝɝ رح ɝɝ ال
دائ ɝɝ م ɝɝ ا
أم
•• أخضع لثقافة السوق. أنا أعمل مترجما، وأي دار
نشر توفر لي فرصة التعاون معها في سبيل ترجمة عمل مهم بعقد يرضي الطرفني فأعمل معها. هكذا بكل بساطة.