°AEAEå…oeuF
حلها السحري الحالم «الوظيفة». هذا التدخل املتهور في السوق وبهذه العقلية البيروقراطية لم يحل مشكلة ضــعــف دخـــل املـــواطـــن املــحــتــاج، وتــســبــب فــي إربــــاك أصــحــاب الــعــمــل وحول األسواق السعودية من أسواق حيوية جاذبة لرؤوس األموال إلى بيئة طاردة لاستثمار، وقــد حــان الـوقـت للتوقف عـن هــذا اللت والعجن وتــرك األسواق تـديـر نفسها، والـعـمـل عـلـى تمكني املــواطــن ألن يـكـون عـضـوا فيها وبنفس قوانينها بمرتبة «صــاحــب عــمــل»، حينها فقط يمكننا الــقــول إنـنـا نعالج مشكلة البطالة. فــي دول خليجية مــجــاورة تـنـعـم بـاقـتـصـاد قـــوي وأســـــواق حـيـويـة جاذبة لــرؤوس األمــوال من كل بقاع العالم تقتصر مسألة «توطني الوظائف» على الــدوائــر الحكومية أو «وظــائــف الــدولــة» فـقـط، بينما يجد املــواطــن الفرصة السهلة ألن يكون صاحب عمل ورجل أعمال اعتمادا على امتيازات تمنحها له «مواطنته»، وهي امتيازات تمكنه من الحصول على دخل عال وبناء حياة كريمة ومرفهة لـه وألسـرتـه، منها على سبيل املـثـال ال الحصر، التسهيات اإلجرائية والتمويلية لتأسيس أي مشروع نافع، والدعم اللوجستي بمنحه امتياز استقدام العمالة دون تعقيد، بـل إن مـا نسميه الـيـوم فـي السعودية «مشكلة التستر» هو في الواقع حل اقتصادي لتوفير دخل للمواطن في تلك الــدول، يسمى «الـشـراكـة»، ألن العقليات التي تدير سـوق العمل هناك ليست مـهـووسـة بـشـيء اسـمـه «الـتـوظـيـف» وإنـمـا بتمكني املــواطــن مـن إيـجـاد دخل يجعل حياته أفضل. لو سألت أي شخص اليوم عن األسباب التي تجعلنا نحارب «التستر التجاري» بــدال مــن وضــع قـوانــني لــه ليصبح مـشـروعـًا ومـصــدر دخــل ملـئـات اآلالف من املواطنني، سيقول ألن األمــوال تخرج خــارج الباد جــراء هـذه الظاهرة، ولو سألته ملاذا ال يصرف األجنبي أمواله هنا ويضطر إلرسالها لباده، فلن يجد جوابا، مع أن الجواب واضح وبسيط وهو عدم شعوره باالستقرار في بادنا نتيجة اإلجـــراءات الـطـاردة واملعقدة، وهـذا ما يجب أن نعالجه لحل مشكلة خروج األموال وليس ضرب األسواق والتعلق بقشة «السعودة» التي قصمت ظهر اقتصادنا بدال من إصاحه.