إيران تلعب بالنار في الباكستان
لــم يـتـحـمـل الــنــظــام اإليـــرانـــي صـفـعـة الرئيس األمـــريـــكـــي دونــــالــــد تــــرمــــب، عـــنـــدمـــا أعـــلـــن أن السعودية ستكون أول دولة يزورها في جولته الخارجية األولـــى، خصوصا أنها تأتي عقب مهاجمته إيـــران واتـهـامـهـا بأنها «أكـبـر دولة إرهــابــيــة» فــي الــعــالــم. ولـــم يـتـحـمـل مــالــي قم ضربة ولي ولي العهد األمير محمد بن سلمان الـقـاضـيـة الــتــي طـرحـتـهـا أرضــــا، عـنـدمـا عرى نظامهم الطائفي اإلرهــابــي منذ نشأته حتى عـهـد روحــانــي. وعــلــى خلفية كــل ذلـــك، طفقت طهران تتخبط يمينا ويسارا، وبدت البغضاء من أفواه زبانية الحرس الثوري ضد باكستان الدولة الجارة، عندما هددت أمس األول بضرب الــعــمــق الــبــاكــســتــانــي؛ إذ أعــلــن قــائـــد القوات املـسـلـحـة اإليــرانــيــة مـحـمـد بـــاقـــري، أن طهران ستضرب قواعد داخل باكستان، إذا لم تتصد إسام آباد للمتشددين -على حد قوله-. إيــــــران تـــلـــوك هــــذا الـــكـــام وهــــي الـــتـــي أنشأت مـــعـــســـكـــرات إرهــــابــــيــــة فـــــي الـــيـــمـــن وســــوريــــة ولـبـنـان والــعــراق وعـلـى الــحــدود الباكستانية الســتــخــدامــهــا ضـــد إســـــام آبــــــاد. إيــــــران تتهم الــبــاكــســتــان بــالــتــدخــل فـــي شـــؤونـــهـــا وتهدد بــضــربــهــا، وهـــــي الـــتـــي تــتــدخــل فـــي الشؤون الخليجية والعربية. هذه هي إيران اإلرهابية التي انقلبت أيضا على الباكستان الحريصة دومـــــا عــلــى الــــجــــوار والــــســــام. بـــاقـــري يزعم أن املــنــاطــق الـــحـــدوديـــة لباكستان مــــع إيـــــــران تــحــولــت إلـــــى ماذ ومعقل لتدريب وتجهيز من سـمـاهـم بــاإلرهــابــيــن، فيما تــعــي إســـــام آبـــــاد جـــيـــدا أن طهران هي مهندسة ماذات اإلرهـابـيـن والحضن الدافئ لـ «داعش» ليس فقط في سورية والعراق واليمن، بل وفي الباكستان، بعدما حرصت على دعمهم في الخفاء وإشعال الحرب الطائفية على الدوام من خال أدواتها الطائفية املتغلغلة في أواسط املجتمع املدني. إسام آباد لم تقف مكتوفة األيدي في مواجهة الــتــصــعــيــد اإليــــرانــــي الـــــذي نعتته أوســـاط باكستانية عليا بأنه بــمــثــابــة «إعـــــــان حـــــــرب»، إذ اســتــدعــت أمــــس (الثاثاء) الــــســــفــــيــــر اإليـــــــــرانـــــــــي هنر دوست، الذي يعتبر مهندس إشـعـال الطائفية فـي الداخل الـبـاكـسـتـانـي وسـلـمـتـه خطابا شــــديــــد الـــلـــهـــجـــة بـــعـــد تصريحات باقري االستفزازية. وذكرت مصادر باكستانية في تصريحات لـ «عكاظ»، أن إسام آباد ترفض جملة وتفصيا التهديدات اإليرانية، مشددة على أنـهـا لـن تسمح ألي جهة أو دولــة كانت، املساس بأمنها وسيادتها. وردا على التهديدات اإليرانية، طالب مستشار رئيس وزراء باكستان للشؤون الخارجية سرتاج عزيز، إيران بإطاع إســــام آبــــاد عــلــى أمـــاكـــن وجــــود أي جماعات إرهــابــيــة مــزعــومــة كــي تــقــوم بــاتــخــاذ اإلجراء املـنـاسـب ضــدهــا. وتـنـفـي بـاكـسـتـان باستمرار وجود ما يسمى «جيش العدل» على أراضيها أو اتخاذ أراضيها منطلقا لعناصره. وكان 10 جنود من حـرس الحدود اإليرانين قتلوا في هـجـوم تـزعـم طـهـران أنــه شنته جماعة جيش الــعــدل فــي أبــريــل املـــاضـــي. وطــالــبــت بتشكيل لجنة مشتركة حدودية، فيما زار وزير خارجية إيـــران جـــواد ظـريـف بـاكـسـتـان، واسـتـخـدم لغة تهديدية ضد الزعامات التي التقاها. وكــشــفــت مــصــادر مـسـتـقـلـة، أن إيـــــران تضغط ســيــاســيــا عــلــى بــاكــســتــان مـــن خــــال التهديد الـــعـــســـكـــري، لــكــي تـــدفـــع إســــــام آبــــــاد لتغيير مــواقــفــهــا حــيــال دعــــم قــضــايــا املــنــطــقــة وعدم التموضع وراء التيار الجارف ضد سياساتها اإلرهــــابــــيــــة والـــطـــائـــفـــيـــة فــــي املـــنـــطـــقـــة. وكــــان وزيـــر الــدفــاع اإليــرانــي حـسـن دهــقــان قــد هدد بـاسـتـهـداف اململكة عسكريا بعد تصريحات األمــيــر مـحـمـد بــن ســلــمــان الــتــي قـــال فـيـهـا إن «إيران تريد السيطرة على العالم اإلسامي».
إسالم آباد تستدعي سفير املاللي وتسلمه خطاب ًا شديد اللهجة