صفعة جديدة من «اإلليزيه»
وجــه الفرنسيون لطمة قـويـة إلــى إيـــران عندما اختاروا ماكرون زعيم حركة «إلى األمام» ليكون رئيسا لبادهم، بعد أن ألحقوا الهزيمة بزعيمة اليمن املتطرف مارين لوبان، التي طمأنت طهران بعزمها حال وصولها لقصر اإلليزيه بإقامة تحالف يضم روسيا وإيران في مواجهة ما أسمته "األصولية اإلسامية". الصفعة الفرنسية القوية لقادة إيــران فتحت الباب واسعا أمـام تفاهمات فرنسية أمريكية جديدة بشأن إعــادة النظر في االتفاق النووي، وهو ما يفسر احتفال الرئيس ترمب بفوز ماكرون، بما يفسر الصمت اإليراني، إذ لم يصدر أي تصريح رسمي من مسؤولي إيـران حيال نتائج االنتخابات الفرنسية حتى هذه اللحظة، وهو أمر طبيعي، خصوصا أن من تحمست إيــران لفوزها منيت بخسارة فادحة. وإن كانت إيــران ال تميل كثيرا لوجود ماكرون في قصر اإلليزيه، خشية أن يتحول إلى «ترمب فرنسا» في ما يتعلق بتعامله مع امللف اإليـرانـي، إال أنها لم تتحرك سياسيا، بل حركت وسائل إعامها الرسمية التي عادت لتتحدث عن تطلعات إيران بعاقات طيبة مع االتحاد األوروبي وعلى رأسها فرنسا، دون أن تتم اإلشارة إلى الرئيس ماكرون. اإلعام اإليراني وبطريقة غير مباشرة غازل ماكرون في خطوة استباقية ألي حــوار مرتقب مع ترمب، الــذي يسعى جاهدا إلقناع االتحاد األوروبي بضرورة إعادة النظر باالتفاق النووي، وهو ما تعمل طهران على إفشاله بكل الطرق، خصوصا أن أوروبـــا باتت تشعر بثقل هــذا االتـفـاق وتبحث عن طريقة سلسة للتنصل منه. وكــــان الفــتــا الــخــبــث اإليـــرانـــي خال االنتخابات، إذ دعمت طهران لوبان منذ الـبـدايـة ومــا إن رجـحـت الكفة لــصــالــح مـــاكـــرون انــقــلــب املوقف اإليــرانــي، وبــات يـغـازلـه، مبتعدا عن لوبان في محاولة الستمالته حــــــى ال يــــقــــع تــــحــــت التأثير األمــريــكــي وهـــو مــا يـفـسـر اآلن ابتعاد دوائر القرار في طهران عـــن انــتــخــابــاتــهــا الرئاسية التي يخوض غمارها ستة مـرشـحـن، أبــرزهــم الرئيس روحـــــانـــــي، ورجــــــل الدين املحافظ، إبراهيم رئيسي، وانــشــغــالــهــا بمحاوالت استمالة الرئيس الفرنسي الجديد.