اجتماعيان: حتول كبير في حياة املرأة.. ويبقى سفر األبناء بصحبة األم.. مطلبا !
رغم الجهود التي تبذلها الدولة في سبيل توفير حياة كريمة للمواطن واملواطنة على حـد ســواء، تظل هناك بعض السلبيات التي تـواجـه املـــرأة، خصوصا حـني يختلف وضعها األســري من متزوجة إلـى مطلقة، ما يؤثر سلبا على حياتها وأبنائها، ويستدعي في الوقت ذاته النظر في بعض القوانني واألنظمة لتمكني املرأة من العيش با منغصات. وفي هذا السياق، ترى الباحثة االجتماعية نوف عبدالله أن التغير االجتماعي الذي يواجه املرأة بعد طاقها، يحدث نتيجة تغير نوع العاقات االجتماعية. ويـأتـي ذلــك مـن انتقالها مـن وضــع اجتماعي معني إلــى وضــع آخــر، فبعض الـنـسـاء يتمتعن بــــاإلرادة، ويستطعن مـواجـهـة الــظــروف كــافــة. والـبـحـث عن مجاالت جديدة لتساهم من خالها في بناء املجتمع، ويكون لها دور مهم. فيما البعض اآلخر تكون ضعيفة وتخشى املواجهة والدفاع عن حقها وحق أبنائها من النفقة والحضانة، وتستسلم وتخسر أشياء كثيرة. وتــضــيــف: تـظـل املــــرأة املـطـلـقـة بـحـاجـة إلـــى دورات مــا بـعـد الــطــاق، إضــافــة إلى حاجتها إلى معرفة وشـرح قانون األحــوال الشخصية الـذي يجهله كثير من نساء وطننا الغالي، وأصبح بمقدور املــرأة -ولله الحمد- أن تستخرج سجل عائلة خاصا بها، كما تم تمكني املرأة في عدة أمور تعد من صالحها وصالح أبنائها، ضمن اهتمام الدولة باملرأة، ما أهلها ملنافسة الرجل في العديد من املجاالت. وزادت: وما زالت حاجة املرأة لتغيير بعض أنظمة األحوال الشخصية ملحة، مثل منحها صاحية سفر أبنائها ممن في حضانتها خارج السعودية للسياحة واالستمتاع بفترة إجازة مع أمهم، دون موافقة الـوالـد؛ إذ إن بعض اآلبــاء يرفض السماح ألبنائه بالسفر مع والدتهم، وال يصرح لهم، ما يحرمهم من السفر مع والدتهم وبالتالي يظل هناك ما ينغص حياتهم. وهناك العديد من النساء املطلقات يعانني من هذه املشكلة. مــن جـهـتـه، يــقــول الــبــاحــث االجــتــمــاعــي مـحـمـد الــحــمــزة: حـظـيـت املــــرأة الــســعــوديــة بـالـعـديـد من حقوقها الطبيعية عـبـر تمكينها مــن مــزاولــة حياتها دون قــيــود، وهـــذا سينعكس إيجابيًا عــلــيــهــا مـــن حــيــث ثــقــتــهــا فـــي ذاتــــهــــا، كــونــهــا مسؤولة بـشـكـل كــامــل عــن شــؤونــهــا، مــا يـدفـعـهـا للحرص والعمل وبذل الجهود للحفاظ على حياتها بـــكـــل راحــــــة واســــتــــقــــرار، وهــــــذا بـــــدوره سينعكس على املجتمع املحيط بها، ما يزيد ثقة املجتمع في قدراتها. ويـــتـــابـــع: ورغــــــم ذلـــــك فـــــإن تغييب املــــــــــــــرأة عـــــــن مــــــمــــــارســــــة شـــــــــيء من دورهــــا الـطـبـيـعـي، بــذريــعــة املبررات االجـــتـــمـــاعـــيـــة، والـــشـــرعـــيـــة أحيانا، يتسبب في فقد املجتمع لطاقة إنتاجية كـبـيـرة مــن الـصـعـب تـعـويـضـهـا، السـيـمـا أن دورهــــا فــي املــجــاالت الـحـيـاتـيـة كــافــة أصبح ضروريا ومهما، وال يمكن هنا أن ننكر حـــدوث تـحـول كبير فــي مـشـاركـة املرأة وتمكينها خــال الـسـنـوات املاضية، والقادم أفضل.