ÊUJÝù« WDš ‚“Q

رغم مرور أكثر من ست سنوات على إنشاء وزارة اإلسكان و«الحفاوة» الكبيرة الـتـي صاحبت فـتـرة إنشائها ومــا رافـــق تلك الـفـتـرة مــن طرح شعارات وأرقــام وهمية قامت بحل مشكلة اإلسكان قبل أن تبدأ، إال أن الوزارة رغم ذلك لم تفلح في إيجاد حلول لهذه األزمة نسبة للهدف املعلن، وهو بالنسبة لي أمر متوقع، وهذا ما ذكرته في سلسلة مقاالت متتابعة وقت إنشاء الـوزارة وإعـالن تفاصيل هذه الخطط، أغضبت البعض في حينها، وفي اعتقادي أن املشكلة لم تكن مشكلة الــوزارة، بقدر ما كانت مشكلة أولـﺌـك الـذيـن صـدقـوا بﺈمكانية تحقيق هــذه الخطط، أو الذين تخيلوا أنه يمكن حل األزمـة بهذه الصورة، وعلى هذا املسار، وأن املال وحده قادر على تخطي األزمات، وبالتالي تخيلوا أنه باإلمكان تشييد 500 ألف وحدة خالل خمس سنوات )!!( وكل من صدق هذه املقولة أو علق آمـــاال حقيقية عليها فهو مـع احـتـرامـي ال يــدرك أبـعـاد األزمـــة وال جذورها التاريخية، وال طبيعة اتخاذ القرار أو دورة العمل في املنظمة الحكومية وال طبيعة أو كفاءة البنية التحتية من األنظمة والتشريعات العامة التي ال بد أن تتكﺊ عليها الوزارة في إنجاز هذه املهمة، خصوصا بعد أن تأخرنا كثيرًا عن إيجاد حلول للعقد التشريعية والتنظيمية والتمويلية للقطاع والـتـي أنبتت بــذور األزمـــة، وكـانـت تقف فـي وجه التمدد السوقي للقطاع وتحد من سيادة قانون العرض والطلب، دون أن يتطلب ذلك تدخال جراحيًا سريعًا على خط األزمة من قبل الحكومة وخلق أزمة طوارئ بهذه الصورة. وألن الـــــوزارة جـــاءت فــي الــوقــت (بـــدل الــضــائــع)، وعـمـلـت تـحـت ضغط شعبي كبير، فقد كان من الطبيعي أن تفقد تركيزها بني دورها -Operaـك tor وRegulator وعـدم بلورة هوية لخطوط األزمـة ووزنها النسبي في ظل تضارب الشعارات، وتعاقب الــوزراء والوكالء، وهل ستكون مطورا لـﻸرض أو مقاوال للبناء، وهل هي مالك أو مؤجر، وسيط أو كفيل، أو أنها مجرد جمعية خيرية بعد أن عملت على أكثر من خمسة أو ستة محاور في وقت واحد. عموما في ظل الهدف املعلن والشعار الكبير للوزارة وهو بناء 500 ألف وحدة عليك أن تتخيل عدد الوحدات التي تمت خالل هذه الفترة والتي لم تصل إلـى 20 ألـف وحــدة في 68 مشروعا بما في ذلـك ما هو تحت اإلنشاء.. هل كانت املشكلة في التخطيط أو التنفيذ أو كليهما معا؟! وهل تمت مراجعة األسباب وطرحها للنقاش العام كنموذج حي إلخفاق خططنا وإستراتيجياتنا املعلنة في تحقيق 5٩٪ من أرقامها املعلنة؟