الرؤساء يبدأون التوافد.. والرياض مركز استقطاب عاملي
القمم ..»3«ـلا االعتدال ينتصر.. و«الفوبيا» تنحسر
تحولت العاصمة السعودية الرياض إلى مركز استقطاب عربي وإقليمي وعاملي بامتياز. وأضحت السعودية صانعة قـرار في الـسـيـاسـة اإلقليمية والـعـاملـيـة، ولــم تـعـد تنتظر ردة الـفـعـل، بل تبادر وتقود سياسة الفعل ملصلحة إرساء األمن والسام، ليس فقط في الشرق األوسط، بل في العاملني العربي واإلسامي. ومــــع قــــرب اكــتــمــال إرســــــال الــــدعــــوات لــــرؤســــاء الــــــدول العربية واإلســامــيــة الــتــي ســتــشــارك فــي الــقــمــة الــعــربــيــة اإلســامــيــة في العاصمة السعودية نهاية األسبوع الحالي، يبدأ توافد امللوك واألمـــراء والــرؤســاء مـن الــدول الخليجية والعربية واإلسامية خــال األيـــام الـقـادمـة للمشاركة فــي أكـبـر محفل عـاملـي أمريكي عـربـي إسـامـي فـي الـتـاريـخ الـحـديـث، سيتم خـالـه بحث إعادة تـرتـيـب أوضــــاع املـنـطـقـة الـعـربـيـة واإلســامــيــة، ولــجــم اإلرهاب الظامي والطائفي ودعم االعتدال والوسطية، والسعي الحثيث النــحــســار ظــاهــرة «اإلســامــوفــوبــيــا» الــتــي طــاملــا اســتــمــرت في املجتمع الغربي، فضا عن إنهاء ثقافة الفوبيا التي تغلغلت في أوساط املجتمعني العربي واإلسامي بعد وصول الرئيس ترمب إلـى الحكم باإلضافة إلـى التصدي لألعمال العدوانية للنظام اإليراني في املنطقة وإحياء عملية السام في الشرق األوسط. وقد جرت عادة الرؤساء األمريكيني أن تكون الجولة الخارجية األولى لهم بعد تعيينهم لدول ترتبط معهم جغرافيا وسياسيا وإســتــراتــيــجــيــا، إال أن الــرئــيــس تــرمــب خـــرج عــن هـــذه القاعدة، واختار «السعودية أوال» لتكون إطالته وبوصلته األولى للعالم العربي واإلسـامـي في وقـت تعاني فيه منطقة الشرق األوسط والعالم من حالة انعدام االستقرار الذي يؤثر بدوره على السلم العاملي. وملـعـرفـة الـرئـيـس تــرمــب بــأن األوضــــاع لــن تستقر فــي املنطقة الـعـربـيـة واإلســامــيــة مــا لــم يـكـن لـلـسـعـوديـة دور فــعــال ومؤثر في املنطقة، ليس فقط إلحـال األمـن والسام فحسب، بل ولجم اإلرهـــــــاب وتــفــعــيــل ســيــاســيــة االعــــتــــدال والــوســطــيــة والتصدي لتدخات النظام اإليراني في شؤون املنطقة، فضا عن أن زيارته للرياض تؤكد عودة الشراكة السعودية األمريكية لسابق عهدها وتـــجـــاوز حـقـبـة أوبـــامـــا، الــتــي شــهــدت فــتــورا بـسـبـب سياساته الخارجية املتذبذبة واملرتبكة. إن توجيه البوصلة األمريكية نحو السعودية، لم يأت من فراغ، والسعودية باعتبارها مركز العالم اإلسـامـي وحجر األساس للسام واألمــن الـدولـيـني، إضـافـة إلـى مـا يربط اململكة وأمريكا من عاقات اقتصادية وسياسية متجذرة، وهو ما أكده الرئيس ترمب عندما قـال «إنـه يـزور السعودية التي تحتضن األراضي املقدسة». األنظار ستتجه إلى الرياض، التي ستحتضن ثاث قمم رئيسية أثناء زيارة الرئيس ترمب التي تبعث بعدة رسائل، منها رسالة تطمينية مـن خــال خطابه التاريخي الــذي سيلقيه أمــام قادة وزعماء الدول العربية واإلسامية، والذي يعكف كبار مستشاريه على إعداده من منطلق حرص إدارته على تكريس مبدأ التسامح وتقوية حـوار األديــان ولجم اإلرهــاب وإحياء السام العادل في املنطقة، وأن ترمب ليس إقصائيا وليس معاديا لإلسام بعد أن طبعت قراراته التنفيذية األولى صورته في هذا اإلطار. كـمـا تــرســل الـقـمـم الــثــاث رســالــة أخــــرى تـتـمـحـور حـــول تعزيز إجــــــراءات بــنــاء الــثــقــة بــني أمــريــكــا وحــلــفــائــهــا اإلستراتيجيني وعـلـى رأســهــم الـسـعـوديـة، فـضـا عــن اإلعـــان عــن «عـهـد جديد» في السياسة الخارجية األمريكية مبني على التسامح والحوار وإيجاد حلول عادلة لقضايا املنطقة والعالم اإلسامي وهو ما سيطلبه رؤساء الدول اإلسامية من ترمب، إضافة إلى ضرورة إنهاء «اإلساموفوبيا»من دوائر املجتمع الغربي.