Okaz

ثالثون اسما جلامعة واحدة

-

كــان مــن مستطرف الــقــول قـبـل حقبة مــن الــزمــن أن يقال إن لدينا جامعتني، إحـداهـمـا جامعة الـبـتـرول واملعادن واألخـــــ­ـرى بــقــيــة الــجــامـ­ـعــات األخــــــ­رى، وهـــــذا الـــقـــو­ل رغم طــرافــتـ­ـه إال أنـــه دال مـــن حــيــث إنــنــا أمــــام جــامــعــ­ة كانت تتميز بتخصصاتها ومناهجها ومخرجاتها التعليمية بينما بقية الجامعات تـكـاد تتطابق مـن حيث املناهج والتخصصات ومخرجات التعليم كذلك، وعلى الرغم من أن السنوات األخيرة شهدت نشأة عديد من الجامعات إال أنها شهدت كذلك تغييرا في مناهج ومخرجات جامعة البترول واملعادن، على نحو أوشك فيه أن يتغير ذلك القول املستطرف ليصبح أن لدينا جامعة واحــدة تمد أفرعها في مختلف املناطق وتتغير بتغير أسمائها فحسب. لـقـد كــان األولـــى اسـتـلـهـا­م تميز تـجـربـة تـأسـيـس جامعة الــــبـــ­ـتــــرول واملــــــ­عــــــادن مــــذ كــــانـــ­ـت كــلــيــة وذلـــــــ­ك مــــن حيث تخصصها، ومـن ثم الحرص على أن تتمايز الجامعات تمايزا يستند إلى طبيعة املنطقة التي توجد فيها، وإذا كان ثمة ما يمكن أن يوحد بني الجامعات فإنما ينحصر في املتطلبات العامة، بينما يبقى لكل جامعة تميزها عن غيرها، فتكون لدينا جامعات تعنى بعلوم البحار على سبيل املثال، وجامعات أخرى تعنى بالدراسات الدينية أو الدراسات البيئية وما إلى ذلك، وهي تخصصات تميز كلياتها املختلفة. ما حدث هو أن تعدد الجامعات إنما جاء لتحقيق هدف واحـــد هــو تـوفـيـر فــرص التعليم الـعـالـي ألبــنــاء املناطق املـخـتـلـ­فـة فـــي مــنــاطــ­قــهــم، وهـــو نــفــس الـــهـــد­ف مـــن إنشاء املــدارس االبتدائية واملتوسطة والثانوية، وذلــك ما أدى إلـى تراجع القيمة العلمية للجامعات باعتبارها مراكز أبــحــاث تـرتـبـط بـاملـنـاط­ــق الــتــي تــوجــد بــهــا، كـمــا تسعى مجتمعة لتغطية كافة فــروع العلوم تغطية ترتكز على التخصص الدقيق لكل جامعة على نحو يجعلها مرجعا فــي الـتـخـصـص الـــذي تـأسـسـت مــن أجــل دعــمــه ومــن أجل تحقيق تميزها عــن غـيـرهـا بـمـا تـقـدمـه مــن أبــحــاث وما تخرجه من مختصني في ذلك التخصص. االكتفاء بهدف تيسير التعليم الجامعي ألبناء املناطق انتهى بالتعدد املفترض للجامعات كي تصبح جامعة واحدة بأسماء مختلفة فحسب.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia