Okaz

الصندوق السري.. ومهندس الهجرة

حوار كيلي.. لم يكتمل بعد

-

كان من املفترض أن يجري الحوار مع الوزير األمريكي زميلي رئيس التحرير جميل الذيابي، الذي تم الترتيب له بالتنسيق مع القنصلية األمريكية في جدة، ولكن بسبب ظروف إجرائه لحوار مع الرئيس السيراليون­ي وتغيير املواعيد مع وزير األمن الداخلي األمريكي املرة تلو األخرى، فإنه لم يتمكن من ذلك، فضال عن التزامه بمواعيد أخرى في نفس التوقيت. وال شـك أن مـا جــرى يبدو أنــه كــان مـن حسن حظي، إذ مـن املـؤكـد أن الـحـوار مـع وزيــر األمن األمريكي جون كيلي، بكل املعايير يمثل جرعة دسمة ألي إعالمي يريد أن يتغلغل في أوساط صناع القرار في املؤسسات األمنية األمريكية، خصوصا في عهد الرئيس دونالد ترمب، الذي اتخذ قــرارات متعددة تاريخية منذ تقلده مهمات الحكم في 20 يناير املاضي وحتى اآلن. مـوعـدي مــع كيلي تغير مــرات عــدة، واسـتـقـر املـوعـد األخـيــر الساعة الرابعة عصرا، وكان من املقرر أن يكون الحوار في بهو الفندق الــذي ينزل بـه، إال أن رجــال األمــن املرافقن له فضلوا أن يتم الحوار في الجناح الخاص به بالفندق؛ ألسباب أمنية واستجابة لرغبة الوزير. وفــــور الــســالم عـلـى كـيـلـي الــــذي يــبــدو أنـــه اطــلــع على سيرتي الذاتية كاملة، رحب باملصور مديني عسيري، وقال له «أفضل أن تأخذ صورتي من الجانب ألنني أبـدو «وسيما» من هذه الـزاويـة». وكعادة املسؤولن األمــريــ­كــيــن فــي إطـــالق الــحــوار فـــورا قـــال أنـــا جاهز، تفضل. الحوار مع الوزير األمريكي لم يكن سياسيا فقط، بل أمنيا أيضا بشكل أكبر باعتبار أن كيلي شخصية عسكرية بامتياز، ولقد اختاره الرئيس ترمب لتولي وزارة األمـن الداخلي بعناية فائقة، ليصبح بذلك الجنرال الثالث في اإلدارة القادمة التي سيتولى في إطارها حماية الحدود. كيلي تحدث بحميمية بالغة عن السعودية، وأنه يكن لها كل تقدير واحترام، وعن حرص الـرئـيـس تــرمــب عـلـى تـعـزيـز عـالقـاتـه معها، كـمـا أن كـــان شــديــد الــحــرص فــي توضيح مـــواقـــ­ف تــرمــب عـــن اإلســـــا­لم واملسلمن، خصوصا عندما تحدث عن أنـه كانت هناك محاوالت لتشويه صـورة ترمب فـي اإلعــالم األمريكي وهـو مـا تأثر به اإلعالم العربي. وزير األمن الداخلي األمريكي يعتبر الصندوق السري للرئيس ترمب، وأحــد مهندسي السياسات األمنية في اإلدارة الجمهورية الـجـديـدة، ومــن ضمن فـريـق اإلدارة األمريكية الذين وضعوا قواعد قضية تقييد الهجرة التي أثـــارت الـعـالـم، وتصفه دوائـــر األوفـــال هاوس بأنه الشخص الثالث في حكومة ترمب. كيلي جنرال متقاعد خدم في مشاة البحرية األمريكية واملجال العسكري لـــ54 عـامـا، والشخصية الخامسة فـي هــذا املنصب الحساس الـذي تم إيجاده بعد أحــداث 11 سبتمبر في 2011 فـي عهد الـرئـيـس األسـبـق بــوش االبـــن. وتـمـت ترقيته فـي عام 2007 إلــى رتبة لــواء، وفــي 2008 عـن قـائـدا للقوات متعددة الجنسيات غرب العراق. وفـي الفترة من فبراير 2008 إلـى فبراير 2009 كـان قد شغل منصب القائد العام للقوات متعددة الجنسيات أيضا في غرب العراق. كيلي العسكري األمريكي الوحيد مـن رتبة كبيرة، الــذي فقد ابنه في الحرب، فقد مات ابنه روبرت في أفغانستان عام 2010 والذي كان مالزما أول في قوات املارينز. في 7 ديسمبر 2016 أعلن ترمب عن ترشيح كيلي ملنصب وزير األمن الداخلي، وأرجع ذلك إلى خبرته بشكل خاص في الحدود الجنوبية الغربية للواليات املتحدة. وفي 20 يناير تمت املوافقة عليه من قبل مجلس الشيوخ بـ 88 صوتا مقابل 11 رافضن ليؤدي القسم أمـام نائب الرئيس مايك بنس. ووزارة األمـــــن هــي وزارة فــيــديــ­رالــيــة فــي الــحــكــ­ومــة ، ومسؤولياته­ا األسـاسـيـ­ة حماية أراضـــي الواليات املــتــحـ­ـدة مــن هـجـمـات إرهــابــي­ــة. ويـــرى كـيـلـي أن الحرب على اإلرهاب لن تنتهي وتظهر بأكثر من وجـه عبر األجـيـال، وأن األمــر ال يتعلق بــالــبــ­قــاء فــي الـــعـــر­اق وأفــغــان­ــســتــان أو الــخــروج منهما، فالخطر بــاق عبر األجـــيــ­ـال ومــنــذ 11 سـبـتـمـبـ­ر وإلى اليوم. وهـــــو مــــن الــــداعـ­ـــن إلـــــى خطوات مــتــشــد­دة بــاتــجــ­اه الــالجــئ­ــن إلى الــــــوا­ليــــــات املـــتـــ­حـــدة األمريكية، وتــــبـــ­ـرز خـــبـــرت­ـــه هـــنـــا فــــي مجال ضـــبـــط الـــــحــ­ـــدود وأمــــنــ­ــهــــا، وهو أيضا من معارضي إغالق معتقل غوانتانامو، ويــرى أنــه ال يسبب أي حرج ألمريكا في الخارج.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia