Okaz

التشريعات الصارمة حدت من انتشارها.. ومطالبات بوقفة مجتمعية ضدها

«أعيرة التباهي».. تغتال الفرح!

- عبدالعزيز الربيعي (مكة المكرمة) ثامر قمقوم (عرعر) صالح العلياني (الدمام)

ﻓﻲ ﺻﺒﻴﺤﺔ ﻋﻴﺪ ﺷﻮﺍﻝ ٤٣٤١، ﻻ ﺗﻨﺴﻰ ﻏﺪﻳﺮ ﺍﻟﻮﺍﺩﻋﻲ ﻛﻴﻒ ﺃﺣﺎﻟﺖ ﺭﺻﺎﺻﺔ ﻃﺎﺋﺸﺔ ﻋﻴﺪ ﺃﺳﺮﺗﻬﺎ ﺇﻟﻰ »ﺻﺒﻴﺤﺔ ﺭﻋﺐ«، ﺍﻷﻣﺮ ﺗﻜﺮﺭ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻘﻴﻤﺔ، ﺇﺫ ﺇﻥ ﺭﺻﺎﺻﺔ ﻃﺎﺋﺸﺔ ﺑﻤﻘﺪﻭﺭﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﺤﻴﻞ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺇﻟﻰ ﻣﺄﺗﻢ. ﻭﻓﻲ ﺣﻮﻳﺔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻳﺘﺬﻛﺮﻭﻥ ﻣﻘﺘﻞ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﺷﻤﻮﺥ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻤﻞ ﻋﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ، ﺟﺮﺍﺀ ﻃﻠﻘﺔ ﻃﺎﺋﺸﺔ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻦ ﺇﺣﺪﻯ ﻗﺎﻋﺎﺕ ﺍﻷﻓﺮﺍﺡ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ. ﻭﺭﻏﻢ ﺍﻧﺨﻔﺎﺽ ﻣﺎ ﺑﺎﺕ ﻳﻌﺮﻑ ﺑـ»ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺭ« ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﺭﻣﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻬﺎ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻟﻢ ﺗﺨﺘﻒ ﺗﻤﺎﻣًﺎ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ، ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻫﺎﺟﺲ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺣﺎﺿﺮًﺍ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﻛﺎﻟﺰﻭﺍﺟﺎﺕ ﻭﺍﻷﻋﻴﺎﺩ. ويـــرى أحـمـد الــزايــد­ي فــي الــحــواد­ث الـتـي سجلتها القاعات وقــصــور األفــــرا­ح «حــــوادث يــنــدى لـهـا الــجــبــ­ن»، مــشــددًا على ضرورة التنبه ملن يحمل سالحًا في األفـراح «نعلم أن الكثير يستخدمه ضمن املــوروث والرقصات الشعبية ولكن نخشى أن تـتـطـور األمـــور ملــا ال تحمد عــقــبــا­ه». ويـعـتـرف عـمـدة حي السر جنوبي الطائف فـواز السواط بانخفاض الظاهرة بعد التشريعات الصارمة التي أصدرتها السلطات ملكافحة إطالق النار في األفراح وحمل األسلحة، متطلعًا إلى تعاون الجميع مــن خطر الـتـالعـب بـالـنـار «الـــذي قــد يـدفـع ثمنه أبــريــاء دون ذنب». مـن جهته، يعتبر الــلــواء متقاعد مـركـي الـرويـلـي فـي حديثه إلى «عكاظ» ظاهرة إطالق النار في األفـراح «نوعًا من أنواع االنفالت األمني»، كونه يعرض حياة اآلخرين للخطر، واصفًا إياها بـ«الظاهرة السيئة والخطيرة على أفراد املجتمع». ورأى اللواء املتقاعد الذي سبق أن أدار شرطة منطقة الحدود الشمالية ضــرورة مقت هـذه التصرفات وزجـر من يمارسها، مضيفًا «اإلنــكــا­ر عـلـى مـمـارسـي تـلـك الـتـصـرفـ­ات يعتبر من أنـــواع الـضـرب على يـد السفيه حتى ال تـغـرق السفينة، وإذا تــمــادى ولـــم يستجب وجـــب عــرضــه عـلـى الــجــهــ­ات املختصة لتأديبه، واملجتمع هو الوحيد الــذي يستطيع أن يغير هذه العادات السيئة بعدم إقراره لها». ويؤكد اللواء الرويلي معاصرته لعدد من املآسي بسبب الظاهرة خـالل عمله األمني، مضيفًا «على سبيل املثال ال الحصر، في إحـدى مدن الحدود الشمالية دعي جمع غفير ملناسبة، وبعد تناول العشاء أطلق أحد الحضور النار من مسدس كان يحمله، لتستقر إحــدى طلقاته فـي جسد طفل لـم يتجاوز الـــ51 عامًا، ونقل إلى املستشفى، بيد أن الجرح غائر، وتوفي ولم تسعفه املحاوالت». وانتقد الرويلي عدم تأثير تلك القصة في املجتمع «أثــــرت فـيـهـم قـلـيـال ولــكــن ســرعــان مــا عــــادوا إلـــى هـــذه العادة متناسن مقتل الطفل الذي كان وحيد والديه». في املقابل، يرى بندر الشمراني صعوبة املنع الكلي إلطالق النار في املناسبات واألفـراح، كونها أضحت عادة مجتمعية في بعض املناطق تـدل على الحفاوة والترحيب بالضيوف والــســعـ­ـادة بــقــدوم الــوفــود، «كـمـا أن إطـــالق الــنــار فــي مواسم الــزواج من املظاهر التي تعبر عن االبتهاج بـالـزواج ألهالي العروسن ما يعطي املناسبات جانبا من الفرح والسرور». وينتقد الشمراني في الوقت ذاتـه املبالغات في إطـالق النار والعشوائية، مشددًا على ضرورة تعاون الجميع على منع ما اعتبره «مبالغات في إطالق النار» والحد منها.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia