حلظات دهشة محفوفة باملخاطر
تبقى مـسـألـة إطـــالق الــذخــائــر الـحـيـة واألعيرة النارية في األفراح محل جدل كبير في األوساط املجتمعية، إذ يتحجج الـرافـضـون لتجريمها بـكـونـهـا جـــزءا مــن املــــوروث االجــتــمــاعــي، فيما يستشهد املناوئون لها بالكوارث الكبيرة التي تسببها األعـيـرة الطائشة، بيد أن ثمة إجماعا على خطورتها، رغــم التفاوت فـي املطالب بن مطالب بالتقنن ومناد باملنع الكلي. ويـرى علي الشديد (مـن سكان أبها) في إطالق األعــيــرة الـنـاريـة فـي مناسبات األفـــراح «أمـــرًا ذا خـطـورة كبيرة ويـحـتـاج إلــى توعية بــن أفراد املــجــتــمــع كــونــه خــطــرا يــتــربــص وشـــــرًا واقعا، وفيما لو حصل الخطأ وانطلق عيار ناري ألي شخص النقلب الفرح إلى ترح». ويـــذهـــب إبـــراهـــيـــم عــســيــري إلــــى اعــتــبــار األمر بــــ«مـــغـــامـــرة بـــــــأروح الـــــنـــــاس»، وأن استخدام السالح من قبل الشباب املراهقن في املناسبات والـــــزواجـــــات خــطــيــر، مــشــيــرًا إلــــى أن الظاهرة انتقلت إلى األطفال أيضًا عبر األلعاب النارية شديدة االنفجار. ويستذكر عبدالعزيز آل دحالن (طـالـب جامعي) قصة ألحــد أقـاربـه الــذي سقط قــتــيــال بــعــد أن انــطــلــقــت رصـــاصـــة طــائــشــة من ولــده الــذي كــان ينظف الـسـالح اسـتـعـدادًا لليلة زفافه، لتتحول الليلة املرتقبة إلى عزاء، ويتخذ آل دحـــالن مـوقـفـًا شــديــد الــحــديــة مــن استخدام الــســالح فــي الــــزواجــــات، إذ يــــراه «أمـــــرًا منافيًا للتحضر وفـيـه مـجـازفـة كــبــيــرة». وفــي الوسط التربوي، ينتقد إبراهيم فرحان وأحمد الفيفي الظاهرة التي يرون فيها خطورة، مشيرين إلى أنها منتشرة فـي األفـــراح وال تــزال حـاضـرة في املـنـاسـبـات. فــي املـقـابـل، يــرى آخـــرون أن إطالق األعــيــرة الــنــاريــة فــي مـنـاسـبـات الــــزواج متصل بـــمـــوروث شــعــبــي، ومــتــعــارف عــلــيــه بـــن أبناء املــنــطــقــة، مــســتــشــهــديــن بـــإطـــالق الــــبــــاورد (ذي الخطورة املنخفضة) وارتباطه برقصات بعض الــســعــوديــن الـشـعـبـيـة. وحــــذرت شــرطــة منطقة عسير في بيانات سابقة من خطورة استخدام األسلحة في املناسبات العامة وإطـالق األعيرة الــنــاريــة، معتبرة أن تـلـك األسـلـحـة الـخـطـرة قد تــقــتــل بــســبــب رصـــاصـــة طــائــشــة وتــتــســبــب في الكثير من الحوادث املأساوية.