الباحة تؤثر إيقاع «الطبول» على أزيز الرصاص

كـــان إطـــالق الــنــار فـــوق رأس الــعــروس فــي منطقة الـبـاحـة من الـطـقـوس املــتــوارثــة، إذ إن تثوير الـبـنـدق والــرمــي باملسدسات والرشاشات عند وصول شريكة العمر إلى منزل شريكها من أبلغ التعبيرات عن الترحيب بالعروس وأهلها، وغالبًا ما كان يتولى العريس أو شقيق العروس مسؤولية نثر الرصاص فوق رؤوس القادمن بالزفة الراقصة. واستمرت الظاهرة عقودًا وتنامت حتى نتج عنها إزهاق أنفس بريئة، ووقعت إصابات خطيرة، وسكن الذاكرة ترويع لآلمنن، إذ انفلت الرشاش األتوماتيكي من يد أحد املحتفلن في ليلة العمر وتسبب في تحويل نهار زيجة بيضاء إلى مساء قـان. وبرغم أن تحذيرات إمـارة منطقة الباحة متجددة في كل موسم صيف إال أن البعض لم يتخلص من «نعرة» املفاخرة واملباهاة، معرضًا حياته وحياة اآلخرين للخطر بممارسة فعل مـروع لآلمنن ومنتهك للنظام واألمن. وتؤكد وزارة الداخلية على إمارات املناطق في كل عام بضرورة الـتـعـامـل بــحــزم مــع مـخـالـفـي األنــظــمــة ومـسـتـخـدمـي األسلحة النارية خالل املناسبات الخاصة وحفالت الـزواج. وفي الباحة تم تعميد الجهات األمنية بمراقبة القصور وقاعات االحتفاالت واالســـتـــراحـــات، وتـطـبـيـق الــنــظــام بــدقــة. وشــــدد تـوجـيـه وزارة الداخلية على إمارات املناطق واألجهزة األمنية املختصة وهيئة التحقيق واالدعاء العام بتطبيق األنظمة والتعليمات بحق من يقوم بإطالق النار في املناسبات، ويعد إطالق النار في مثل هذه الحاالت جريمة يعاقب عليها بموجب نظام األسلحة والذخائر بالسجن والغرامة. فيما عد بيان لهيئة كبار العلماء إطالق النار وما أشبه ذلك في الزواج، من املبالغة واإلسراف، إضافة إلى ما قد يترتب عليه من الخطر "كون إطالق النار باستعمال السالح فيه مظنة اإلضرار باآلخرين". ويـؤكـد الشاعر علي البيضاني أن التجارب املـأسـاويـة تهذب تصرفات ونــزق املجتمع. مشيرًا إلــى أن إيـقـاع الـزيـر غــدا سمة من سمات أفـراح منطقة الباحة منذ أعــوام. الفتًا إلى استجابة املواطنن للتوجيهات الرسمية وإغــالق بــاب حضور السالح في الزواجات ناهيك عن استعماله. مبديًا سعادته بأن نغمات الــعــرضــة تـغـلـبـت عــلــى أزيـــــز الــــرصــــاص وأخــفــتــه مـــن املشهد االحتفالي كليًا. وعزا الفضل األمر إلى أن الكوارث التي ال تزال تسكن ذاكرة األهالي.