Okaz

‪øWO*UF « W uJ(« ŸËdA‬

-

جليدية وحــراريــ­ة ولــم يكن وقتها النفط أو الــوقــود األحــفــو­ري عـمـومـا مــصــدرا للطاقة. وبالطبع، هنالك ضغوط غربية بصور مختلفة لثني الرئيس ترمب عن االنسحاب. وقد دفعهم الشعور باإلحباط إلـى أن يستخدموا ورقـة ابنة ترمب الكبرى «إيفانكا»، إلقناع والدها بعدم االنسحاب. إن املتتبع للمفاوضات الدولية تحت مظلة األمــم املتحدة يجد أن الـغـرب قـد اتبع فيها أساليب عديدة لترجيح الكفة لصالحه. وأوضح صراحة أكثر من مرة أن الهدف الرئيسي من اتفاق باريس للمناخ هو تحقيق االستغناء التدريجي عن النفط بحجة حماية املناخ. وفـي سبيل تطوير مختلف القوانني الدولية تمهيدا لقيام الحكومة العاملية، وجدنا أن الــدول النامية في معظمها هي الطرف األضعف، واملتنازل دائـمـا، أو لنقل: الطرف الذي يجبر على التنازل بمختلف األساليب والحيل ومنها لـي الــذراع. ويرجع الضعف العام ملوقف الدول النامية التفاوضي إلى طبيعة هذه الدول وضعف إمكانياتها وقدراتها، وهي ثاث فئات: الفئة األولى: دول غير محيطة بموضوعات التفاوض الذي قدمت من أجله، بل تعد األمر مهمة رسمية تجمع مـن خالها مختلف الوثائق وتـعـود غير منضبطة وغير مستمرة في حضور كل االجتماعات. وهـذه الــدول تقبل كل ما يعرض عليها حتى املتعارض مع مصالحها؛ فهي أصا ال تعرف تلك املصالح. بل واألمـر واألدهى أن بعض مفاوضيها ال يحضرون سوى بداية املفاوضات وآخر يوم فيها. الفئة الثانية: دول مجتهدة تحاول مـرة بعد أخــرى حماية مصالحها، لكن مفاوضيها ليست لديهم املـهـارات الكافية، فيسقطون تباعا فـي فـخ الصيﻎ التوفيقية التي تعرض عليهم، ويـوحون لرؤسائهم حني عودتهم إلى بلدانهم أنهم «قد جاؤوا برأس كليب». الفئة الثالثة: هي الــدول التي تعرف مصالحها تماما، ولديها مفاوضون بـارعـون، لكن يتم امنهمبسببا­لضغوطاملما­رسة،وكمفقدنامن­مفاوضنيرفي­عي املـسـتـوى بسبب أن حكوماتهم تـلـقـت طـلـبـا مــن إحـــدى الـحـكـومـ­ات الـغـربـيـ­ة بــإزاحــة هذا املفاوض أو ذاك. وهذا الوضع الهزيل ملعظم مفاوضي الدول النامية يميل بكفة كل اتفاق نهائي لصياغة القوانني العاملية لصالح دول الغرب. وبالتالي فاالتفاق تلو اآلخر يمثل عبئ ا على الــدول النامية، وهـي التي سيتم تطبيقها في ظل الحكومة العاملية لو كتب لها الظهور إلى العلن. وختاما، فلو استمر الرئيس ترمب في مواقفه املعلنة في فترة االنتخابات تجاه االتفاقيات التجارية الدولية وغيرها من االتفاقيات، وتوجهه إلـى العزلة الدولية، فـإن أمـل تطبيق

ا، وستضيع على الغرب فرصة ذهبية للتحكم في مقدرات ومصادر العالم النامي والسيطرة عليه.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia