Okaz

‪°ÃËoee*« dOND² «‬

-

ماذا يحدث في سورية.. ما الذي يصنع بالشعب السوري.. ما هذا السكوت املــطــبـ­ـق، الـــذي أصـــاب الــعــالـ­ـم بــالــخــ­رس، والــعــرب عـلـى وجـــه الخصوص، للجرائم التي ترتكب في سورية (الجغرافيا والتاريخ).. وفي حق الشعب السوري العربي املسلم. أسئلة تـدور في رؤوس الكثيرين.. وتعتمل في ضمير األحرار من الناس. إن ما يحدث في سورية، وما حل بها من دمار للحجر.. وترويع للبشر.. وانتهاك متعمد لكرامة اإلنسان ومنزلته عند الله وموقعه في ملكوت السموات واألرض، لم يحصل في التاريخ. حتى الجرائم التي حدثت في التاريخ وحصدت شعوبًا وأجناسًا، كانت إما بسبب حـروب، شنتها قوى خارجية.. أو بسبب كـوارث طبيعية.. لكن ما حدث ويحدث في سورية، طوال أربع سنوات، يرتكب بفعل الدولة وبتدبير نظام، فقد شرعيته ومبرر وجوده، منذ الوهلة األولى الذي أرتد بﺂلة العنف الجهنمية التي بيده، على شعبه، الذي ثار عليه، من أجل البقاء في السلطة.. وخدمة من ينفذ أجندة أطماعهم من قوى محلية وإقليمية ودولية، في سورية واملنطقة. مـا يتمخض عـن مـا يسمى بمحادثات «الــســام»، التي يرعاها ويــا للسخرية، مـن أتى بهم النظام السوري لتدمير سورية وتهجير شعبها والتنكيل بمن تبقى منه محاصرًا وجوعانًا، في جيوب متباعدة من أطال ملدن، هي األقدم من بني حواضر التاريخ، تفتك بهم األمراض ويئن تحت وطأة جراحهم يلعقونها بمرارة الذل واملهانة، انتظارًا ملا هو أقسى من ويات الحرب والحصار والتجويع (التطهير املذهبي والعرقي). هذا النوع من التطهير املزدوج، لم يحدث في التاريخ إال حديثًا، عندما زرعت إسرائيل في قلب العالم العربي، وأيضًا: للمصادفة التاريخية، كان املستهدف به العرب السنة في فلسطني. إال أن ما يميز هذا التطهير املذهبي العرقي املزدوج، أن قوى إقليمية ودولية، لها ثارات تاريخية مـع الـعـرب واإلســـام، استخدمت نظامًا قائمًا، أســس دعـائـم حكمه على مبدأ التمييز العرقي واملذهبي، ليتحول من ماٍذ ألقليٍة مذهبيٍة في الباد، إلى أداة للسيطرة على سورية.. وإخضاع األغلبية الساحقة من العرب السنة فيها، تمهيدًا إلبادتهم. لقد حاول نظام األسد في سورية شرعنة استعانته بقوى إقليمية ودولية، لقمع ثورة الشعب السوري ضـده، برفع األسـد نفسه لشعار: سورية ملن يدافع عنها! يقصد بعبارة أخرى: نظامه في خدمة من يدافع عن بقائه في السلطة.. واالستحواذ على امتيازاتها وموارد الباد، لصالح األقلية املذهبية والعرقية، التي يمثلها. ألن نظام األسد لم يؤسس على شرعية شعبية حقيقية، ما أن ثار الشعب السوري ضده، كاد النظام يسقط سريعًا. وبما أن نظام األسـد يستمد شرعيته، أساسًا، من آلة بطشه.. ومن دعم قوى إقليمية ودولية له، كان شعار األسد باستباحة سورية من قبل تلك القوى لتدخل معركته مع شعبه. وبما أن تلك القوى اإلقليمية والدولية، لم تأت لنجدة األسد ونظامه، بقدر ما كان األمـُر متعلقا بمصالحها وأطماعها، فإن األمـر في النهاية، البد أن يتمخض عن تغيير جغرافية سورية السكانية وتلويثها بأقوام غير عرب: من فرس وباكستانين­ي وهنود وأفغان وقوقاز وآذار وتركمان وأكراد، بل وحتى من شيعة العرب. جاء كل هؤالء لنجدة األسد ونظامه، من أجل إكمال االستياء على سورية، وإفراغها من األغلبية الساحقة فيها (العرب السنة). اآلن يجري الكام عن املناطق املحمية.. وعن مناطق تخفيف التوتر.. وعن إطاق العنان مليليشيات عرقية ومذهبية، صنف بعضها بأنها جماعات إرهابية، من أجـل القضاء على تنظيم الدولة اإلرهـابـي، الـذي أضحى قميص عثمان، يرتديه كل طامع في أرض سورية.. وكل ساع لتقسيمها على أسس مذهبية وعرقية. تطبيقًا لتلك السياسة، التي ظاهرها الرحمة وباطنها الــعــذاب، يـجـري إفـــراغ مناطق كبيرة مـن ســوريــة، بما فيها العاصمة دمشق، من سكانها العرب السنة، وتهجيرهم شماال إلى إدلب واملناطق التي أطلق عليها املناطق املحمية ومناطق تخفيف التوتر. ليت األمر يقف عند التهجير فقط، لكن حتى يكون التطهير استئصاليًا، تغير طائرات النظام وروسيا، على تلك املناطق وتقصفها بالبراميل املتفجرة، بـل وبـالـغـاز­ات السامة، حتى ال يشعر فيها املهجرون باألمان ليقتل من يقتل منهم.. ويدفع من بقي منهم لخارج الباد.. لتفرغ سورية تمامًا من العرب السنة. كل ذلك يحدث على أرض الشام، أمام سمع وبصر العالم، ولألسف بتواطؤ بعض العرب، الذين فقدوا عروبتهم.. وانسلخوا عن هويتهم اإلسامية. ترى هل هذا األمر الجلل سوف يقف عند حــدود سـوريـة، أم أن األمــر سيتكرر فـي بـلـدان عربية أخــرى. مـن يتابع أقوال وتصريحات ويتتبع مــؤامــرا­ت مـن يقاتل مـع نـظـام األســد فـي ســوريــة، مـن عــرب وغير العرب، يصل إلى نتيجة: أن األمر لن يقف عند سورية.. إنه شر مستطير أريد به العرب واإلسام، معًا.

للتواصل أرسل رسالة نصية

إلى 88548 االتصاالت أو 636250 موبايلي أو 738303 زين تبدأ بالرمز 154 مسافة ثم الرسالة

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia