اتفاق سعودي ـ روسي يرفع أسعار النفط
اتفقت السعودية وروسيا أمس (االثنني)، على ضرورة تمديد العمل بتخفيضات إنتاج النفط ملدة 9 أشهر أخرى حتى مارس ،2018 وتخفيض املخزونات البترولية التجارية إلى مستوى متوسطها على مدى خمسة أعوام، في مسعى لتقليص تخمة الــخــام فــي األســــواق الـعـاملـيـة ودفـــع األســعــار لــارتــفــاع؛ لتقفز فـي إثــر هــذا االتــفــاق أسـعـار النفط مـبـاشـرة بنسبة تـفـوق %2 متجاوزة مستويات 52 دوالر للبرميل. وفـــي هـــذا الــســيــاق؛ أكـــد الــرئــيــس الـــروســـي فــاديــمــيــر بوتني أن الـسـعـوديـة تلتزم بكامل االتــفــاقــات وتـحـافـظ على أسعار مستقرة وعادلة للنفط. وأوضح وزير الطاقة والصناعة والثروة املعدنية املهندس خالد الفالح، ونظيره الـروسـي ألكسندر نـوفـاك، خال حضورهما ملتقى الطريق والحزام للتعاون الدولي فـــي الــعــاصــمــة الــصــيــنــيــة بــكــني، تـــســـارع عمليات الـسـحـب مــن املــخــزون الــتــجــاري مــن الــبــتــرول، في دول مـنـظـمـة الــتــعــاون االقـــتـــصـــادي والتنمية، خــــال شــهــري أبـــريـــل املـــاضـــي ومـــايـــو الجاري، مقارنة باملعدالت املوسمية املعتادة، فضا عن االنخفاض الكبير، منذ بداية العام حتى تاريخ اجتماعهما، فـي كميات املـخـزونـات العائمة من البترول. وأشـــــــــار الـــــــوزيـــــــران هــــــذه التطورات اإليــــــــجــــــــابــــــــيــــــــة حـــــــدثـــــــت على خــــــــــلــــــــــفــــــــــيــــــــــة انـتـعـاش في مـــــــســـــــتـــــــوى الــــــــطــــــــلــــــــب الــــعــــاملــــي عـــــــلـــــــى إلــــــى أن البترول، بما يفوق زيــادة اإلنـتـاج في البلدان الواقعة خارج املجموعة التي تشارك في هذا الجهد الطوعي. ولــفــت الــــوزيــــران إلـــى أن اســتــقــرار الــســوق وإمــكــانــيــة التنبؤ بتطوراتها هما أمــران جوهريان؛ لضمان جـذب استثمارات مــســتــقــرة ومــســتــدامــة فـــي املــســتــقــبــل، وبــشــكــل يــدعــم إمـــــدادات البترول في املستقبل، من أجل تلبية الطلب العاملي املتزايد، فضا عن التعويض عن االنخفاضات في بعض املناطق. واتفق الوزيران على عمل كل ما يلزم من أجل تحقيق الهدف الرئيسي املتمثل في استقرار الـسـوق، وتخفيض املخزونات البترولية التجارية إلى مستوى متوسطها على مدى خمس سنوات، والتأكيد على تصميم منتجي البترول على ضمان اسـتـقـرار الـسـوق، ورفــع جــودة التنبؤ بأوضاعها، واستدامة نموها، لـذا ال بـد مـن تمديد اإلجـــراءات الطوعية املشتركة بــني املنتجني املـشـاركـني ملدة تــســعــة أشــــهــــر، حـــتـــى 31 مــــارس .2018 والــــتــــزم الــــــوزيــــــران بالتشاور مــــع نــظــرائــهــمــا املـــشـــاركـــني في هــــذا الـــجـــهـــد، ومــــع املنتجني اآلخـريـن، خـال الفترة حتى 24 مايو الجاري. وفـــــــــي بــــــيــــــان مـــــشـــــتـــــرك عقب اجتماع جــرى فـي وقــت مبكر، تــعــهــد الــــوزيــــران الفالح ونوفاك «باتخاذ كــــــل مــــــا يــــلــــزم» لــــــتــــــقــــــلــــــيــــــص املخزونات العاملية إلى متوسطها في خمسة أعوام، وعبرا عن تفاؤلهما بأنهما سوف يحصان على الدعم من منتجني آخرين بخاف أولئك ممن يشاركون في االتفاق الحالي. وقـــال الـفـالـح فــي مـؤتـمـر صحفي مــع نــوفــاك فــي بــكــني: «كان يوجد انخفاض ملحوظ في املخزونات، لكننا لم نصل بعد إلى حيث نريد من بلوغ متوسط الخمسة أعوام، وخلصنا إلى أن االتفاق بحاجة إلى التمديد». من جهته، أشار الرئيس الروسي فاديمير بوتني في مؤتمر صـحـفـي فــي بـكـني إلـــى أنـــه «مــتــفــائــل» بــشــأن تـمـديـد االتفاق، مرحبا باهتمام السعودية «بأسعار مستقرة وعادلة للنفط». وقال: «تحدثت أخيرا في جلسات خاصة مع مسؤولي شركاتنا النفطية الكبرى ومع وزير الطاقة، وتطرقنا إلى هذه القضية وندعم هذا االقتراح». ونــوه إلــى أن تمديد تخفيضات إنـتـاج النفط لتسعة أشهر إضافية سيكفل استقرار أسعار الخام. وأضــــــــاف ردا عـــلـــى ســــؤال عــــــن مــــــــدى ثـــقـــتـــه فــــــي أن االتـــــــــــفـــــــــــاق املـــــــــبـــــــــرم بني روســــــــيــــــــا والـــــســـــعـــــوديـــــة سيعيد االستقرار ألسعار الـــنـــفـــط الـــعـــاملـــيـــة: «أعتقد أن الـــتـــوقـــعـــات جــــيــــدة؛ ألن شريكنا األسـاسـي في هذه الــعــمــلــيــة، وشريكنا األســــاســــي دون شـــــــــــك هــــو السعودية، ملتزم بالكامل بجميع االتفاقات التي دخلت حيز التنفيذ حتى اآلن، وثانيا ألن السعودية ترغب فـي الحفاظ على أسـعـار مستقرة وعــادلــة للنفط». وتـابـع بـوتـني: «أعتقد أن من الصواب اتخاذ القرار ملدة تسعة أشهر حتى منتصف العام القادم ملدة شهرين أو ثاثة أو أربعة، وذلـك هو الشرط األساسي لاستقرار». مـن ناحيته، بـني مـصـدر بمنظمة الـبـلـدان املــصــدرة للبترول (أوبــك) أمـس (اإلثـنـني)، أن مخزونات النفط العاملية العائمة تراجعت بمقدار الثلث منذ بداية الـعـام، الفتا إلـى أن تراجع املخزونات أحـدث مؤشرا على أن تخفيضات املعروض التي يقودها كبار املنتجني تساعد في تصريف تخمة اإلمدادات العاملية. من جهته، قال وزير النفط العماني محمد بن حمد الرمحي: «إن الــســلــطــنــة تـــدعـــم بــالــكــامــل اقــــتــــراح السعودية وروسيا بتمديد خفض إنتاج النفط العاملي حتى الربع األول من .»2018 وعلى صعيد األســعــار، صعدت أسـعـار النفط أكـثـر مـن %2 إلــى 52 دوالرا. وبـلـغ سعر خام الــقــيــاس الــعــاملــي بــرنــت فـــي الــعــقــود اآلجلة 52.04 دوالر للبرميل بارتفاع 1.20 دوالر. وسـجـل خــال تـعـامـات أمــس 52.26 دوالر وهو األعلى منذ 26 أبريل املاضي. وزاد خـــام غـــرب تـكـسـاس الوسيط األمــــريــــكــــي فـــــي العقود اآلجــلــة 1.18 دوالر إلى 49.02 دوالر للبرميل.