مكة: «الدفع الرباعي» طوق جناة في مخطط ولي العهد
عام مضى، وال يزال مقاول «السفلتة» في حي ولي العهد رقم4 بمكة املكرمة يغيب عــن األنـــظـــار، رغـــم أن األهــالــي استبشروا بـقـدومـه ليجد لـهـم الـحـل الـنـاجـع للطرق املـــوصـــلـــة إلـــــى مــنــازلــهــم وســـــط الكثبان الرملية، مـا جعل الكل يتساءل: أيــن هو؟ ومـــتـــى ســيــعــود إلكــــمــــال مشاريع الـطـرق ليخلصهم مـن املعاناة اليومية. وقــال عبدالله عــزب، ومحمد قــــــاضــــــي لــــــــ«عـــــــكـــــــاظ» التي تــجــولــت مــيــدانــيــا فـــي الحي، إنه لم يكن أمامهما سوى ّّ تحمل لــهــيــب «املـــســـتـــأجـــرة»، أو تــشــيــيــد منزل األحــالم فـي أطــراف مكة املكرمة، فاختارا األخــيــر، ظـنـا منهما أن كــل شــيء عـلـى ما يـرام، خصوصا بعد اكتمال أعمال البناء واالنتهاء من أعمال التشطيبات النهائية وإطــالق التيار الكهربائي للمنازل كافة، وتـحـرك عجلة التنمية فـي املخطط بشق الـــطـــرق الــرئــيــســيــة، غــيــر أن فـرحـتـهـمـا لم تـكـتـمـل ألن املـــقـــاول املـــســـؤول عـــن الطرق بدأها ولم يعد إلكمالها. وأضــــــــــاف عـــــــزب والـــــقـــــاضـــــي: «منازلنا أصــبــحــت وســــط تــــالل رمــلــيــة مـــا يصعب عــلــيــنــا الـــوصـــول إلــيــهــا، خــصــوصــا بعد أعــمــال الــجــرف والـتـحـفـيـر الــتــي قـــام بها متعهد مشروع السفلتة». ولــفــت عــزب إلــى أنــه رصــف طريقا بـمـسـافـة 200 مـتـر بالصخور حتى يتمكن من الوصول إلى منزله متكبدا خسائر كبيرة، إال أن آليات املتعهد جرفتها قبل عام، وذلك لتسوية الشارع، ولكن دون رجعة، «فأصبح منزلي وحيدا بني الرمال املتحركة». وفــي الـسـيـاق ذاتـــه، قــال منصور الشلوي وبــــديــــع ســـمـــكـــري: «لـــيـــس هـــنـــاك بــــد من اتجاه سكان الحي إلى شراء سيارات ذات دفـــع ربــاعــي لـلـحـيـلـولـة دون الـــوقـــوع في شباك (التغريز)»، مؤكدين وقـوع عشرات السيارات في فخ تلك الرمال، في ظل عجر الكثير من سكان الحي عن تقديم املساعدة إلخراج السيارات من الرمال الهشة. وبــــني الــشــلــوي أن مـــن أبـــــرز مـــا يعانيه الــجــيــران ارتــفــاع أجـــرة إيــصــال صهريج املياه ذات سعة ٨1 طنا للمنازل، إذ أصبح سعر الصهريج 240 رياال، بدال من 0٨1 رياال في املخططات املجاورة. مــن جـهـتـه، نـــوه مـحـفـوظ الــزهــرانــي إلى مـشـكـلـة أخــــرى، لـخـصـهـا فــي أن مساجد الحي ذات بناء متواضع بقطع الصفيح الــــحــــديــــدي، وتــفــتــقــر ألنـــظـــمـــة السالمة املدنية، مبينا أنها شيدت من قبل السكان وبــعــض املــيــســوريــن، كـمـا طــالــب بتحرك أصــحــاب الــقــرار فــي فــرع وزارة الشؤون اإلســالمــيــة بـالـعـاصـمـة املــقــدســة، إلعادة بنائها في املواقع املخصصة لها. وأشـــار إلــى أن املـخـطـط املعتمد مــن قبل أمانة العاصمة املقدسة منذ عام ،1421 تنقصه العديد مـن الـخـدمـات، مـن شبكة مــيــاه وصـــرف صــحــي، وإنـــــارة، ورصف، وحـــدائـــق عــامــة، عــلــى الــرغــم مــن اكتمال ٥6٪ من بناء العقارات السكنية.