«املرشد» يعرض على اإليرانيني حاوية القمامة الرئاسية

املواطن مسلوب اإلرادة في كذبة االنتخابات

يحاول نظام املاللي في إيران تسويق السباق الرئاسي في االنتخابات على أنــه يتمتع بشفافية، مقدما بذلك أسوأ كـذبـة سـيـاسـيـة، فــي الــوقــت الـــذي يـتـوعـد فـيـه الـــرأي العام اإليراني بإجراءات ال يحمد عقباها إن جرت أي محاوالت شغب على العملية االنتخابية. مــا يـجـري فــي إيـــران تـحـت إشـــراف الــحــرس الــثــوري الذي يـحـدد مـسـار االنـتـخـابـات، ونتائجها يشكل عملية خنق جــديــدة لــلــســواد األعـــظـــم، فــاملــواطــن اإليـــرانـــي الــــذي يدلي بـصـوتـه، وهــو مـسـلـوب اإلرادة ال يملك قــــراره، وإن ملكه فمصيره السجن، والتعذيب، وربما اإلعدام السياسي. وأبـلـغ األوصـــاف التي أطلقت على االنتخابات اإليرانية أن مرشحي الـرئـاسـة الـذيـن يختارهم فـي األصــل الحرس الــثــوري، وفــق مــواصــفــات دقـيـقـة، وخـصـوصـا ليعرضهم الولي الفقيه على اإليرانيني في «حاوية قمامة، وعليهم أن يختاروا منها الكيس األفضل». هذا الوصف املتداول لدى الرأي العام اإليراني هو األبلغ، واألدق لـسـبـاق الــرئــاســة فــي إيــــران، وبـالـتـالـي ال فــرق بني التيارات اإليرانية املتصارعة باستثناء التسميات التي تحمل وصف اإلصالحيني واملحافظني، فكالهما يسيران بذات النهج، واملمارسة وإن اختلف األسلوب. أيـــا كــانــت نــتــائــج االنــتــخــابــات اإليـــرانـــيـــة، فــإنــه لــن يغير نظام املاللي من توجهاته اإلقليمية، فاألمر فقط يتعلق بـحـيـثـيـات املــشــاركــة فــي االنــتــخــابــات، وطــريــقــة التناول اإلعالمي، فالرئيس اإليراني أيا كان ال يملك سلطة القرار ومهمته الدفاع املقدس عما تقوم به امليليشيات اإليرانية خـارج حـدود إيــران، خصوصا أن الولي الفقيه ينظر إلى ســوريــة باعتبارها املحافظة الـــ 35 وأن الــدفــاع عنها له أولوية الدفاع عن خوزستان اإليرانية، ألنها إذا فقدت فلن تعود بحسب قناعة الولي الفقيه. العالم يــدرك صورية ومهزلة االنتخابات اإليرانية، ومع ذلـك فإنه يترقب نتائجها فقط ملعرفة الشخص الـذي زج به إلى الواجهة ليتم ارتكاب الجرائم باسمه لحماية، والية الفقيه، ومـع ذلـك فـإن عواصم الـقـرار الدولية ورغــم تورط قادة النظام اإليراني بارتكاب جرائم حرب بحق اإلنسانية فــي الــعــراق وســوريــة، ولـبـنـان والـيـمـن لــم تـتـحـرك ملعاقبة هـذا النظام بشكل حــازم وتقديمه إلـى محكمة الجنايات الدولية، لكن بالتأكيد الجميع ينتظر هبة شعبية إيرانية لتغيير الواقع الحالي في إيران.