Okaz

مومياء الشاشة اخلليجية

- أحمد عجب الزهراني ajib2013@yahoo.com ﺗﻮﻳﺘﺮ @ajib2013

من بني اإلعالنات التي تبث بكثافة هذه األيـام تحت عنوان (انتظرونا في رمـضـان) لفت انتباهي إعـالنـان يبشران بعرض مسلسلي (رمانة) مـن بطولة سـيـدة الـشـاشـة الخليجية، و(كـــان فـي كـل زمـــان) مـن بطولة سندريال الخليج العربي، ومـع أن اللقبني رنـانـان، إال أنني شعرت مع إطـاللـة النجمتني بزغللة وعـمـى ألـــوان، وبـــدأت أرى الشاشة الصغيرة أمامي باألبيض واألسـود، وكأن الزمان يعود بي لبداية ظهورهما في منتصف الستينات، ومع أن األسئلة تزاحمت برأسي حينها إال أنني لم أجـد أجابة شافية الحتفاظهما كل هـذه العقود وعلى حساب األجيال املتالحقة بدور البطولة املطلقة!؟ من ناحية املوهبة، لم ألحظ ما يميزهما على اإلطــالق، ولـم يسبق لي أن سمعت مـن جيل املتقاعدين أي عـبـارات غــزل تجاههما، وإذا كانت األعمال املصرية أو اللبنانية تستعيض أحيانًا عن ضعف السيناريو والـبـنـاء الــدرامــ­ي بـإطـاللـة وجـمـال تلك الـفـتـاة املمشوقة الـتـي تتمحور حولها القصة، فإن األعمال الخليجية تصبح مفروضة عليك هكذا دون أي مقبالت تذكر، لقد درس الواحد منا وعمل وتزوج وأصبح لديه أبناء، وتلك املمثلة ورفيقة دربها ال تزاالن تظهران بنفس املالمح والهيئة التي عرفناهما بهما في «خالتي قماشة» و«سبيكة ورقية» وكأننا محكومون معهما باملؤبد واألشغال الشاقة! لقد اختفى من الشاشة العربية، الكثير من املمثالت الحسناوات الالتي كن يقمن بدور البطولة وهن في عز شبابهن، وهو أمر طبيعي يحدث مع تقدم املرأة في العمر، حني يدفعها الشعور بفقد جمالها ونضارتها إلى الركون لوحدتها واالبتعاد عن أعني الناس، إما بداعي االعتزال أو عدم وجود نص أو بذريعة ارتـداء الحجاب، بل إن البعض منهن فضل وضع حد لحياتها هربًا من نظرات الشفقة واالمتعاض، بينما هاتان الفنانتان العتيقتان ال تأبهان بكل ذلك بل إنهما طيحتا (امليانة) مؤخرًا وأصبحتا تظهران لنا في اإلعالن والتتر وأغلب حلقات املسلسل بنفس دشداشة النوم!؟ وحـتـى ال أكـــون مجحفًا فــي الـحـكـم، فـإنـه يتعني علي فــي املـقـابـل إبراز إيجابياتهم­ا، ويكفي القول إن ظهورهما في هـذا الشهر املـبـارك قد ال يترتب عليه أي مفاسد، على اعتبار أنهما أصبحتا من قواعد النساء الالتي يمكن النظر إليهن، بل إنني أرى وجودهما حاجة ملحة ملدمني مشاهدة نشرات األخبار حتى إذا ما ظهرت تلك املذيعة الفاتنة خالل ساعات النهار أمكن للمشاهد إمساك الريموت بسرعة وقلب القناة على مسلسل إحداهما تجنبًا لجرح صيامه!! مشكلة املسلسالت الدرامية الخليجية، أنها مثل األغاني الهابطة التي تؤلف اللحن أوال ثم تركب عليها الكلمات التافهة، وألن مقامات وجمل العناصر النسائية حاليًا متوفرة بكثرة فإن القصة تتمحور حولهن، لهذا يظهر الشبه الكبير بني أحداثها، والتي ال تخرج عن عجوز فقدت عائلها ولديها درزن من البنات تسعى لتربيتهن ومواجهة مشكالتهن وســط قـالـب درامـــي حــزيــن، وألنـــه ال يـوجـد هـنـاك أي بـــوادر لـظـهـور فن حقيقي، فإنه ليس أمامنا سوى معايشة الواقع، ولهذا أقترح تخصيص مـهـرجـان يـقـام كــل ربــع قــرن لـجـائـزة (مــومــيــ­اء الـشـاشـة الخليجية) مع ضمان بقاء نفس األسماء املرشحة حاليًا للدورتني املقبلتني!؟

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia