WOF «u « WO ƒUH² « WD× w W¹oeuF « W¹ƒd «

لعل وصـول الحلم السعودي التنموي الواعد إلى ميدان الواقعية شكل أروع املحطات التي خطط لها القادة من أصحاب الهمة واملعنيني من «شركاء الوطن» بثقة متبادلة، ولعل السعادة الحقيقية التي تعم أرجاء الوطن، هو ما يشهده من نقلة نوعية في رحلته الزاخرة والعامرة بالفكر الحداثي والعمل التطويري املنهجي والتغيير الشمولي التكاملي والرهان على عبقرية رأس املــال البشري السعودي وصناعة األمــل، ومــا يعتمل فـي قلوب أبنائه مـن صدق وانتماء وشفافية وروح وثابة وهمة عالية نحو غد أفضل. باألمس القريب وصل قطار رؤية اململكة الطموحة 2030 إلى محطة مفصلية يقينية وحاسمة تعد األكثر أهمية بعد مـرور عـام على انطالقه، لنرى املأمول باألمس البعيد يحط رحاله تدريجيًا في محطات اليوم والغد القريب بـإرادة «والة األمـر» وحزمهم وعزمهم وحسمهم، لننعم بوطن طموح، متنوع اقتصاديًا، مزدهر معرفيًا، استباقي في ساحة التنافسية والريادة العاملية بهوية عنوانها: اململكة العربية السعودية الجديدة الزاهرة. لم تفت املاليني فرصة متابعة لقاء سمو ولـي ولـي العهد األمير محمد بن سلمان مع اإلعـالمـي املتميز داوود الشريان، ذلـك اللقاء الــذي شغل وسائل التواصل بالعديد من التحليالت والـقـراءات حول البرامج التي تم إطالقها وما وصلت إليه مسيرة رؤية حداثية تواكب أفضل الخطط االستراتيجية العاملية فـي رحلتها نحو مستقبل مـسـتـدام؛ إال أن عني املشاهد املنصف بإصغائه وواقعيته وموضوعيته لحديث سموه يمكن أن ترصد أربع وقفات جديرة بالتحليل واملشاركة: الوقفة األولى: تناول سموه للموضوعات السياسية واالقتصادية واألمنية الشائكة بكلمات اتسمت بالدقة وعبارات انسيابية عفوية ومباشرة وتلقائية، لتصل الرسالة بأمانة إلى املتابعني دون الحاجة الى تفسير أو تبرير أو تأويل؛ وتلك إحدى أهم سمات القيادة التحفيزية وامللهمة التي تطرح الواقع بأبعاده وتستشرف املستقبل بتحدياته وتتبنى الحلول من خارج الصندوق بأبسط األدوات الفعالة التي تؤسس لعالقة مستدامة بني القيادة واملواطن. الوقفة الثانية: ال يعلو صـوت على صوت النتائج في تعزيز الثقة واملضي قدمًا مع شركاء الوطن نحو مرفأ تنموي آمن وازدهار حضاري متنوع وغير مسبوق في االستثمار وترشيد اإلنفاق وخلق فرص العمل ملجتمع شبابه يشكلون نحو 0٧٪ من املواطنني، لتطرق األرقام التفاؤلية بوابة واقعية تنبﺊ عن خفض نسبة البطالة لتصل إلى ٧٪ بحلول ،2030 وضمان أال يزيد الدين العام للمملكة على 03٪ من الناتج االجمالي املحلي، وتطوير صناعة السياحة والترفيه محليًا لجلب نحو 22 مليار دوالر ينفقها السعوديون حاليًا في الخارج. ولدى إطاللته على موانﺊ البحر األحمر، يستشرف أصـحـاب الـقـرار آلـيـات وسبل االسـتـفـادة مـن 31٪ مـن حجم التجارة العاملية التي تصل إليها، كما أفصحت البرامج عن موعد استالم منتظري اإلسكان ألكثر من مليون وحدة سكنية بأسعار ميسرة. كما أفصحت األرقام عن ارتفاع اإليـرادات غير النفطية من 111 مليار ريال إلى 200 مليار ريال في غضون عامني، واستحقاق نحو 10 ماليني مواطن لتلقي الدعم؛ مما يعكس حجم الجهود وفاعلية اإلجـراءات وعوائد القرارات الصائبة في أجل زمني قصير لم يتجاوز العام؛ وبرصد رحلة النتائج وتحديد االحتياجات وتجاوز التوقعات بمجهر االستراتيجية الدقيق، فإن اململكة بال شك تمضي قدما في خريطة الطريق التنموي املستدام زمانًا ومكانًا وعوائد وفوائد لصالح املواطن واألجيال القادمة. الوقفة الثالثة: فقد باحت أسارير الحوار بـإعادة «اكتشاف كنوز الوطن وتفعيلها» في رحلة التنوع واالسـتـدامـة، بــدءا مـن الكنز الوطني اإلستراتيجي املـحـوري «أرامــكــو»، التي ستمنح خصخصتها سيولة للحكومة مع بقاء ملكية الحقول واآلبار والقرارات واألسعار للدولة وفق البرامج املستهدفة، مـرورًا باالستثمار الواعد بمواسم «الحج والعمرة» التي قلدت اململكة وسام الشرف الذي تبذل من أجله اململكة الغالي والنفيس ماضيًا وحاضرًا ومستقبال، فمنحت الحاج واملعتمر ميزات مجانية ال تخلو من تحمل أقـل التكاليف للمرة األولــى، ويتم احتساب الرسوم ملن يرغبون في تكرار الحج والعمرة وهذا منطق العقالنية. وعلى غرار األطروحات الواقعية التي تفضل بها سمو األمير، واقتداء بالتجربة الناجحة في وجود رؤساء شركات أملانية من القطاع الخاص ضمن وفد الزيارة األخيرة ملستشارة أملانيا، في إشارة إلى دعم حكومتهم لهم وصوال إلى عوائد واستثمارات تصب في صالح الـدولـة؛ يتجه سموه لالستثمار في كنوز الوطن من خـالل تحويل أفضل مئة شركة سعودية من الريادة املحلية إلى الريادة اإلقليمية والعاملية، لتكون الحكومة هي الداعم واملساند واملسوق لهم. وعلى غرار ما قام به طيران اإلمـــــارات وقــطــر، يظهر الــتــوجــه فــي االسـتـثـمـار بحجم الــســوق الـسـعـوديـة في قطاع السفر والـطـيـران، ليصبح فكر «اكتشاف وتفعيل» الكنوز االقتصادية واملجتمعية هو رهان اململكة االستراتيجي نحو التنوع االقتصادي واالستدامة التنموية واالستعداد ألية تحديات أو تقلبات في أسعار النفط والتفكير خارج الصندوق. أما الوقفة الرابعة واألخـيـرة: فتتشكل أمـام املواطن من واقـع معطيات اللقاء االستثنائي الـذي رسم مسار اململكة الجديد املتفرد الذي سنشهده عبر محطات متتالية تبدأ بــ0202 و٥202 وصوال إلى ،2030 مملكة جديدة أقوالها أفعال وأرقامها حقائق وحروفها استشرافية، «السعودية»، حاكها حب املليك وأولو العزم للبالد في حلة فريدة، فـ (ألفها): القيادة االستباقية االستثنائية؛ و(الالم) ال مستحيل أمام تحديات أو عقبات تولد منها الفرص ويصنع األمل وال بديل عن التطوير والتحسني املستمر؛ والـ (سني) سعي نحو وطن طموح ومزدهر، فخور بقادته وشعبه ورسالته ونهجه الريادي؛ والـــ (عــني) عزيمة ال تلني يؤيدها الحسم والـحـزم في كل ما من شأنه أن يهدد أمـن اململكة ويزعزع استقرارها، وعزيمة في الدفاع عن الثوابت؛ والـ (واو) وضوح في رؤية لها بدايات ومحطات زمنية وبرامج ومشاريع ومبادرات ومؤشرات وأثر منشود؛ والـ (دال) دعم ال يعرف حدودا للتنوع واالبداع واالبتكار واالقتصاد املعرفي؛ والـ (ياء) يقني وطن يقيم صلبه الدين الحنيف والقيم والتاريخ والوالء واإلنتماء؛ والـ (تاء) تميز مستدام لوطن يستحق كل حب ووئام بني قيادة استباقية ملهمة ومواطنني يستحقون كل خير وعطاء ونماء.