العالم يتجه إلى الرياض.. والعني على القمم الـ
يقف العالم على أطراف أصابعه اليوم (السبت)، موجهًا أنظاره إلــى الــريــاض ملـتـابـعـة أول جــولــة خـارجـيـة لـلـرئـيـس األمريكي دونالد ترمب، الذي اختار الرياض شريكة في مواجهة اإلرهاب وطرد امليليشيات من منطقة الشرق األوسط وإصالح ما أفسدته ثماني أوباما العجاف. زيارة ترمب التاريخية للرياض ستكون منطلقا لـ «ناتو» جديد ودعما لإلسالم املعتدل في املنطقة، وقال املحلل السياسي آدم تايلور في صحيفة الواشنطن بوست في مقال تحليلي حول زيـــــارة تــرمــب إن وصـــولـــه إلـــى الـــريـــاض واخــتــيــارهــا كمحطة ملخاطبة أكثر من 50 قياديا من قادة العالم اإلسالمي يؤكدان دورها املحوري، كما سيقوم ترمب باملشاركة في نقاشات عدة حول تعزيز حضور اإلسالم املعتدل في املنطقة. وأضاف تايلور إن اململكة ليست فقط حليفة للواليات املتحدة األمـريـكـيـة كـقـوة فــي املنطقة ولكنها أيـضـا تـحـوي قبر النبي صلى الله عليه وسلم حيث نزول الوحي ومهبط اإلسالم لذلك اخــتــار هـــذا الــشــرف املــلــوك الــســعــوديــون وأضـــافـــوا لـقـب خادم الحرمني الشريفني لهم. صحيفة الغارديان البريطانية قالت إن اململكة أعدت استقباال حارًا لضيفها ترمب وإن هذه الزيارة ستسهم في إعادة اململكة إلـــى مكانتها كــقــوة إقليمية بـحـسـب مـحـلـلـني، وإن مسؤولني رفيعي املستوى يقولون إن اختيار الرئيس األمريكي للمملكة كمحطة في أول رحلة خارجية له في منصبه هي رسالة قوية تؤكد نفوذ اململكة وقوتها بعد ثماني سـنـوات مـن العالقات املتوترة مع سلفه أوباما. فـيـمـا عــنــونــت صـحـيـفـة اتــالنــتــك مــقــالــة بـــ«تــرمــب ســـوف ينعم بـزيـارة رائعة إلـى السعودية» وكتبت في مقدمتها أن األربعة الرؤساء االمريكيني السابقني كانت رحالتها الخارجية األولى إلـى املكسيك وكـنـدا، ولكن ترمب كـان على عكسهم، فقد توجه إلى السعودية ليس ملقابلة القادة السعوديني هناك فحسب بل للقاء الزعماء الخليجيني والعرب، لتعزيز التحالفات والشراكة في املنطقة. بــدورهــا قـالـت :ABC news «إن اململكة أعــدت برنامجًا مـــذهـــال لــلــرئــيــس األمــريــكــي يــحــتــوي عــلــى عــــدد من الفعاليات املصاحبة للزيارة والتي تمتد ليومني، وإن هــذه الــزيــارة هـي أيـضـا رسـالـة قـويـة تؤكد مـــدى عــمــق الــعــالقــات بــني الــبــلــديــن والرغبة في إصــالح العالقات التي توترت في عهد الرئيس السابق أوباما». العالم يقف على ناصية الرياض، ويؤكد عــلــى ذلــــك مـــديـــر الــجــامــعــة اإلسالمية الـــدكـــتـــور حـــاتـــم بــــن حـــســـن املــــرزوقــــي بقوله: «إن القمم الثالث تؤكد األهمية اإلستراتيجية فهي أوال تؤكد مركزية الدور السعودي في معالجة كثير من امللفات الدولية واإلسالمية تحديدا، بـــاعـــتـــبـــار مـــكـــانـــة املـــمـــلـــكـــة العاملية وعـــمـــقـــهـــا اإلســـتـــراتـــيـــجـــي للعاملني الــعــربــي واإلســــالمــــي، كــمــا تــؤكــد من جـهـة أخـــرى نـجـاعـة الـــدور السعودي عــبــر الــــزمــــن، الــــــذي اتـــســـم بالفعالية واإليــــجــــابــــيــــة فـــــي مـــعـــالـــجـــة األزمــــــــات الـجـيـوسـيـاسـيـة الــتــي واجــهــت وال تزال تواجه منطقة الشرق األوسط». بـــدوره، قـال مدير مـبـادرة التحول الوطني بجامعة طيبة الدكتور عبدالرحمن العليان إن الــعــالــم ســيــرى إحـــدى الــنــقــاط املـضـيـئـة في زيـارة ترمب وهو الجانب االقتصادي باعتباره ركنا أساسا في العالقات السعودية األمريكية، إذ يبلغ حجم التبادل التجاري بني السعودية وأمريكا اليوم حدود 0٧1 مليارا ومن املتوقع أن يزيد هذا الرقم بعد زيارة الرئيس ترمب.