«إعالن الرياض»: شراكة وثيقة ملواجهة التطرف واإلرهاب وحتقيق السالم والتنمية
تعزيز التعايش والتس=امح والتعاون بني األدي=ان والثقافات تكريسالعملاملش=تركومواجهةالقرصنةوحمايةاملالحة العمل مع احلكومة الش=رعية والتحال=ف العربي في اليمن ال لرب=ط اإلره=اب ب=أي دي=ن أو ثقاف=ة أو ع=رق
أبدى «إعان الرياض» (بيان قمة قادة الدول العربية واإلسامية والواليات املتحدة األمريكية)، املنعقدة في الرياض أمس (األحد) االرتياح ألجواء الحوار الصريح واملثمر التي سادت القمة التي استضافتها اململكة العربية السعودية، بحضور قادة وممثلي أكثر من 55 دولة عربية وإسامية مع الواليات املتحدة األمريكية، ومـــا تــم الــتــوصــل إلــيــه مــن تــوافــق فــي وجــهــات الــنــظــر والرؤى والتحرك إلى األمام حيال عدد من القضايا الدولية واإلقليمية الراهنة، مؤكدين أن هذه القمة تمثل منعطفًا تاريخيًا في عاقة الـعـاملـني الـعـربـي واإلســامــي مــع الــواليــات املـتـحـدة األمريكية، وأنها ستفتح آفاقًا أرحب ملستقبل العاقات بينهم. وأكـــد املــشــاركــون فــي الـقـمـة رفـضـهـم الــكــامــل ملــمــارســات النظام اإليراني املزعزعة لألمن واالستقرار في املنطقة والعالم. كما أكــد الـزعـمـاء رفضهم لـربـط اإلرهـــاب بــأي ديــن أو ثقافة أو عــرق، مشددين على نشر ثقافة التسامح والتعايش والتعاون بني األديان والثقافات. جـاء ذلـك في بيان «إعــان الـريـاض» الــذي صـدر أمـس في ختام أعمال القمة، وفي ما يلي أبرز ما جاء فيه:
محاربة اإلرهاب
أعـلـنـت الـقـمـة عــن بــنــاء شــراكــة وثـيـقـة بــني قـــادة الــــدول العربية واإلســامــيــة والـــواليـــات املــتــحــدة األمــريــكــيــة ملــواجــهــة التطرف واإلرهــــــــاب وتــحــقــيــق الـــســـام واالســـتـــقـــرار والــتــنــمــيــة إقليميًا ودوليًا، واتفق القادة على سبل تعزيز التعاون والتدابير التي يمكن اتــخــاذهــا لتوطيد الــعــاقــات والـعـمـل املـشـتـرك وتعهدوا بمواصلة التنسيق الوثيق بني الــدول العربية واإلسامية مع الواليات املتحدة األمريكية حول القضايا ذات االهتمام املشترك لتعزيز الشراكة بينهم وتبادل الخبرات في املجاالت التنموية، كما رحـبـت الــواليــات املتحدة األمريكية برغبة الـــدول العربية واإلسـامـيـة فـي تعزيز سبل التعاون لتوحيد الــرؤى واملواقف حيال املسائل املختلفة وعلى رأسها مضاعفة الجهود املشتركة ملكافحة التطرف واإلرهاب. 1 - أكــد الــقــادة الــتــزام دولــهــم الــراســخ بمحاربة اإلرهـــاب بكافة أشكاله والتصدي لـجـذوره الفكرية وتجفيف مصادر تمويله، واتخاذ كافة التدابير الازمة ملنع ومكافحة الجرائم اإلرهابية بالتعاون الوثيق فيما بني دولهم. 2 - ثمن القادة الخطوة الرائدة بإعان النوايا بتأسيس (تحالف الـــشـــرق األوســـــط اإلســتــراتــيــجــي فـــي مــديــنــة الــــريــــاض)، والذي ستشارك فيه العديد من الدول لإلسهام في تحقيق السلم واألمن فــي املنطقة والــعــالــم، وســـوف يـتـم اسـتـكـمـال الـتـأسـيـس وإعان انضمام الدول املشاركة خال عام .2018 3 - رحـب الـقـادة بتأسيس مركز عاملي ملواجهة الفكر املتطرف ومــقــره الـــريـــاض، مـشـيـديـن بـــاألهـــداف اإلســتــراتــيــجــيــة للمركز املتمثلة في محاربة التطرف فكريًا وإعاميًا ورقميًا، وتعزيز التعايش والتسامح بني الشعوب. 4 - نوه القادة بجهود الـدول العربية واإلسامية في التصدي ومــنــع الــهــجــمــات اإلرهـــابـــيـــة، وتـــبـــادل املــعــلــومــات املــهــمــة حول املــقــاتــلــني األجـــانـــب وتــحــركــاتــهــم فـــي الــتــنــظــيــمــات اإلرهابية، والــجــهــود الــتــي تـبـذلـهـا ملـكـافـحـة الـتـطـرف واإلرهـــــاب، وشددوا على أهمية اإلجــراءات املتخذة بهذا الشأن، وذلـك بالتوازي مع التقدم نحو التوصل إلى تسوية سياسية للصراعات، معربني عن ارتياحهم للعمل مع الحكومة الشرعية والتحالف العربي للتصدي للمنظمات اإلرهابية التي تسعى لخلق فراغ سياسي في اليمن. 5 - رحــب الـقـادة باستعداد عــدد مـن الــدول اإلسـامـيـة املشاركة في التحالف اإلسامي العسكري ملحاربة اإلرهــاب لتوفير قوة احتياط قوامها )34( ألف جندي لدعم العمليات ضد املنظمات اإلرهابية عند الحاجة، ورحبوا بما تم تحقيقه من تقدم على األرض في محاربة داعش وخاصة في سورية والعراق، وأشادوا بمشاركة الـدول العربية واإلسامية ودعمها للتحالف الدولي ضد داعش. 6 - بني القادة قيام دولهم بتفعيل القرارات الدولية ذات الصلة في مجال مكافحة اإلرهاب، وتطوير املؤسسات الوطنية واإلقليمية والدولية للقيام بمسؤولياتها في هذا الصدد. 7 - رحب القادة بما تم بخصوص فتح باب التوقيع على اتفاقية تــعــاون فــي مــجــال مكافحة تـمـويـل اإلرهـــــاب، تتضمن تأسيس مركز الستهداف تمويل اإلرهــاب، الـذي ستقوم اململكة العربية السعودية مشكورة باستضافته في مدينة الرياض. 8 - شدد القادة على أهمية وضع خطط واضحة لرسم مستقبل الشباب وبناء قدراتهم، وتعزيز مواطنتهم، وتوفير الفرص لهم، وتذليل كـل العوائق التي تحول دون مساهمتهم فـي التنمية، وتحقيق أمن وسام دولهم، والعمل على رعايتهم، وغرس القيم السامية في نفوسهم وحمايتهم من التطرف واإلرهاب.
تعزيز التعايش والتسامح
أوضح القادة رفض دولهم ألي محاولة لربط اإلرهاب بأي دين أو ثقافة أو عــرق، وأكـــدوا عـزم دولـهـم على حماية ونشر ثقافة التسامح والتعايش والتعاون البناء بني مختلف الدول واألديان والثقافات، وترسيخ هذه املفاهيم واملحافظة عليها وتعزيزها لدى األفراد واملجتمعات، حيث: 1 - أكد املجتمعون على أهمية توسيع مجاالت الحوار الثقافي الهادف والجاد الذي يوضح سماحة الدين اإلسامي ووسطيته ونــبــذه لــكــل أشــكــال الــعــنــف والــتــطــرف وقـــدرتـــه عــلــى التعايش السلمي مع اآلخـريـن، وبناء تحالف حضاري قائم على السام والوئام واملحبة واالحترام. 2 - شدد القادة على أهمية تجديد الخطابات الفكرية وترشيدها لتكون متوافقة مع منهج اإلســام الوسطي املعتدل الـذي يدعو إلى التسامح واملحبة والرحمة والسام، مؤكدين على أن املفاهيم املغلوطة عن اإلســام يجب التصدي لها وتوضيحها، والعمل على نشر مفاهيم اإلسام السليمة الخالية من أي شائبة. 3 - أكـــد الــقــادة عـزمـهـم عـلـى الــتــعــاون املــشــتــرك لـتـعـزيـز برامج التنمية املستدامة لتحسني املستوى املعيشي لشعوب دولهم، وتــوفــيــر بـيـئـة آمــنــة ومــســتــقــرة ومـــزدهـــرة تـحـصـن الــشــبــاب من األفكار الضالة واملتطرفة. 4 - ثمن الـقـادة مـبـادرة اململكة العربية السعودية في تأسيس مركز للحوار بني أتباع األديان، وأكدوا على أهمية استمرار هذا النهج وتعزيزه والبناء عليه واملحافظة على مرتكزاته وتوسيع آفاقه ليشمل أكبر مساحة ممكنة في العالم أجمع.
التصدي لألجندات الطائفية
أكــد الــقــادة على أهمية الـتـعـاون الـقـائـم بــني الــــدول، والعاقات املـرتـكـزة على مـبـادئ حسن الــجــوار وعــدم التدخل فـي الشؤون الداخلية للدول واحترام استقالها وسيادتها ووحدة أراضيها، حيث: 1 - شدد القادة على نبذ األجندات الطائفية واملذهبية؛ ملا لها من تداعيات خطيرة على أمن املنطقة والعالم. 2 - أكد القادة رفضهم الكامل ملمارسات النظام اإليراني املزعزعة لألمن واالستقرار في املنطقة والعالم، والستمرار دعمه لإلرهاب والتطرف. 3 - أدان الــقــادة املــواقــف الـعـدائـيـة للنظام اإليــرانــي، واستمرار تدخاته في الشؤون الداخلية للدول، في مخالفة صريحة ملبادئ الـقـانـون الــدولــي وحـسـن الــجــوار، مؤكدين التزامهم بالتصدي لذلك. 4 - الـتـزم الــقــادة بتكثيف جهودهم للحفاظ على أمــن املنطقة والعالم، ومواجهة نشاطات إيران التخريبية والهدامة بكل حزم وصرامة داخل دولهم وعبر التنسيق املشترك. 5 - شدد القادة على خطورة برنامج إيران للصواريخ الباليستية، وأدانـوا خرق النظام اإليراني املستمر التفاقية فيينا للعاقات الدبلوماسية.
مواجهة القرصنة
أكـــد الــقــادة عـلـى أهـمـيـة تـعـزيـز الـعـمـل املــشــتــرك لـحـمـايـة املياه اإلقليمية، ومكافحة القرصنة لحفظ األمن واالستقرار وتفادي تعطيل املـوانـئ واملــمــرات البحرية للسفن بما يؤثر سلبًا على الحركة التجارية والنمو االقتصادي للدول، وتـم االتفاق على دعـم العمل املشترك لتطوير بناء الـقـدرات واإلمكانات ملواجهة عمليات القرصنة ومكافحة الجريمة املنظمة وتهريب املخدرات بني الدول عبر الحدود واملعابر البرية والبحرية والجوية.
آليات املتابعة
نوه القادة بأهمية متابعة برامج وأنشطة مجاالت الشراكة بني العاملني العربي واإلسـامـي والــواليــات املتحدة األمريكية، وأن تكون تلك الجهود حثيثة ومستمرة، حيث: 1 - أكد القادة على أن التنسيق في املواقف والرؤى بني العاملني العربي واإلسـامـي والــواليــات املتحدة األمريكية سيكون على أعـلـى املـسـتـويـات، وصـــوال إلــى تحقيق مـا تصبو إلـيـه الشراكة اإلستراتيجية بينهما. 2 - كلف القادة الجهات املعنية في دولهم بالعمل على متابعة وتنفيذ مقررات إعان الرياض، وتشكيل ما تحتاجه من لجان وزارية وفرق عمل فرعية وما يستلزمه من اجتماعات ومناقشات وتـنـسـيـق مـبـاشـر ورفـــع الــتــقــاريــر الـــدوريـــة عــن مـــدى تــقــدم تلك األعمال. 3 - أكد القادة على أهمية تعزيز البناء العلمي والتبادل املعرفي والتعاون البحثي وبناء القدرات في املجاالت كافة، والتنسيق في ذلك وصوال إلى أفضل املمارسات.