«توطني الصناعة».. من التخطيط إلى التنفيذ
اعتبر ولي ولي العهد األمير محمد بن سلمان في مقابلة تلفزيونية بتاريخ 24 أبريل ،2016 أن افتقار اململكة لصناعة عسكرية داخل الحدود، بمثابة أمر خارج العقل واملنطق، في ظل اإلنفاق العسكري الهائل للمملكة كرابع أكبر دولة في العالم إنفاقًا، رغم الطلب القوي على الصناعات العسكرية، الذي يجب أن يلبى داخل السعودية. وكــانــت االتــفــاقــات املــبــرمــة بــن الــجــانــبــن الــســعــودي واألمــريــكــي أخيرًا، استثنائية ومختلفة عن سابقاتها، إذ تجاوزت مفهوم التبادل التجاري والـصـفـقـات واملـشـتـريـات، إلــى مرحلة جـديـدة تعنى بـالتبادل الصناعي واملــعــرفــي، وتــؤســس ملـبـدأ تـطـويـر الـصـنـاعـة وتبنيها وإنـشـائـهـا محليًا، بسواعد سعودية، مما يخلق قطاعات صناعية جديدة، تدعم االقتصاد املحلي، وتخلق فرصا وظيفية جديدة. وأطــــل مــلــف «تـــوطـــن الــصــنــاعــات» فـــي االتـــفـــاقـــات، إضـــافـــة إلـــى تأسيس مشاريع متقدمة ونوعية بشكل كبير، اتفق فيها السعوديون مع نظرائهم األمريكين على اتفاقات عدة في جانب تطوير منظومة الدفاع العسكري، من بينها تصنيع بعض مكونات الذخائر الذكية وأنظمة الدفاع املتطورة، فيما أكدت مصادر أن أربعة آالف موظف سعودي سيشارك في تصنيعها من داخل اململكة. وظـهـرت اتـفـاقـات بـنـاء 150 طـائـرة هليكوبتر مـن طــراز «بــاك هــوك» في السعودية، مما يساعد اململكة على تطوير صناعاتها الدفاعية، إضافة إلى إنشاء شركة الدفاع األمريكية «رايثيون» فرعًا في السعودية، ووافقت شركة «جنرال ديناميكس» على توطن التصميم والهندسة والتصنيع والدعم للمركبات القتالية املدرعة، وتسعى الحكومة السعودية لتوطن الصناعات العسكرية في اململكة، ودمـج الخبرات األمريكية والسعودية، ورفــع الــقــدرات السعودية فـي مـجـال التصنيع العسكري واالسـتـفـادة من التقدم التكنولوجي األمريكي املتطور في مجال التسليح العسكري.