شراكاتالـ ملياردوالر تعيد استثمارات السعودية املهاجرة
«التجارة»: الشركات الـ 23 ستعني السعوديني في مراكز قيادية
اتــــفــــق اقــــتــــصــــاديــــون عـــلـــى أهمية الــشــراكــات االقــتــصــاديــة السعودية األمــريــكــيــة، الــتــي أســـس لــهــا خادم الــحــرمــن الــشــريــفــن املـــلـــك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس األمريكي دونالد ترمب أمس األول (السبت)، الـــتـــي بــلــغ إجــمــالــيــهــا 350 مليار دوالر. وأكــــدوا لـــ«عــكــاظ» ضــــرورة تجاوز التوقيع إلى مرحلة التوطن الفعلي لــلــصــنــاعــات، مـــن أجــــل ســـد حاجة الـــســـوق املــحــلــيــة ومــــن ثـــم االتجاه لــلــتــصــديــر، وعــــــودة االستثمارات الــســعــوديــة املــهــاجــرة إلـــى الخارج لـــلـــمـــســـاهـــمـــة فـــــي املــــشــــاريــــع التي تحتاجها مسيرة التنمية. وطــالــبــوا بـتـوفـر الـثـقـة فــي الكوادر الــســعــوديــة املــــدربــــة الـــتـــي ستعمل في هـذه الشراكات، واالستفادة من الكفاء ات املبتعثة إلى الخارج. ولفت عميد كلية األعمال في جامعة جــــدة الـــدكـــتـــور عـــبـــداإللـــه ساعاتي لــــ«عـــكـــاظ» إلــــى أهــمــيــة االتفاقات االقــــتــــصــــاديــــة الــــتــــي وقــــــع عليها؛ نـظـرا لشمولها قـطـاعـات صناعية وخدماتية ولوجستية متنوعة. وقـــــــــال: «األهـــــــــم مـــــن الـــتـــوقـــيـــع هو اإلســـهـــام فـــي تــوظــيــف السعودين وتــحــقــيــق قــيــمــة مــضــافــة للمنتج املــحــلــي، وعــمــومــا نــحــن مطالبون خــــــال الـــفـــتـــرة الــــقــــادمــــة بتعظيم الــفــائــدة مــن املــــواد الــخــام املحلية، وتــــوطــــن الــتــقــنــيــة الـــحـــديـــثـــة؛ لذا فــإن األمـــر يستلزم مـراجـعـة شفافة وصريحة لواقع الشراكات السابقة بالكامل حتى يستفد منها الوطن بالشكل املطلوب». وأضـــاف: «األولــويــة يجب أن تكون لتوطن التقنية والتوظيف، حتى تــصــبــح الـــســـعـــوديـــة مـــحـــط أنظار العالم والشركات الكبرى، واستفادة األســـــــواق الــخــارجــيــة مـــن موقعها اإلســتــراتــيــجــي املــمــيــز الــــذى يربط عدة قارات وقربها من ممرات مائية مهمة». من جهته، بن االقتصادي الدكتور حبيب الله تركستاني لـ«عكاظ» أن القطاعات ذات األولوية في التركيز عــلــيــهــا، هــــي الـــصـــنـــاعـــة بالدرجة األولـــــــــى، فــــي ظــــل ارتــــفــــاع واردات املـمـلـكـة الـصـنـاعـيـة إلـــى نـحـو 300 مليار ريال. وشــدد فـي هـذا السياق على أهمية أن يــكــون املـصـنـع األجـنـبـي محفزا ووسيلة دعم لاقتصاد الوطني. وأشــــار إلـــى أن مـسـاهـمـة الصناعة فــي الـنـاتـج املـحـلـي حـالـيـا مــا زالت مـــتـــواضـــعـــة لـــلـــغـــايـــة، داعـــــيـــــا إلى ضــــــرورة تـــوفـــر الــثــقــة فـــي الكوادر السعودية املدربة التي ستعمل في هذه الشراكات، واالستفادة في ذلك من الكفاء ات املبتعثة إلى الخارج. ونــــــــوه إلـــــــى أن مـــجـــلـــس الــــشــــؤون االقـــتـــصـــاديـــة والــتــنــمــيــة يضطلع بــدور كبير اآلن مـن خــال مراجعة األداء وتـــطـــور املـــشـــاريـــع القائمة واملستقبلية، واتساق ذلك مع رؤية .2030 من جهته، ذكر االقتصادي الدكتور عـــبـــدالـــلـــه الــــــشــــــدادي أن املشاريع الـسـعـوديـة األمـريـكـيـة املشتركة من شــأنــهــا إحـــــــداث طـــفـــرة نــوعــيــة في االقــــتــــصــــاد الـــوطـــنـــي فــــي املرحلة الــقــادمــة، ونقله مــن إطــار األحادية إلـــى الــشــمــولــيــة الــتــي تــعــزز قاعدة اإلنتاج. وتــابــع: «مــا يــجــرى حـالـيـا كــان من املفترض أن بدأنا التحرك فيه منذ تراجع أسعار النفط في نهاية القرن املاضي إلى تسعة دوالرات فقط، إذ أن تنويع االقتصاد هو صمام أمان مبكر ضد أي هزات مستقبلية». وأعرب عن أمله في أن توزع املشاريع الـــجـــديـــدة عــلــى مــخــتــلــف املناطق، حتى يمكن االستفادة منها بشكل أفضل. وأشــــار إلـــى أهـمـيـة تـأهـيـل الكوادر الـوطـنـيـة للعمل فــي هــذه املشاريع الـــــتـــــي تـــتـــطـــلـــب مــــــؤهــــــات رفيعة املستوى. واتـــــفـــــق مـــعـــه فـــــي الـــــــــرأي السابق االقـــتـــصـــادي الــدكــتــور عبدالعزيز داغــســتــانــي، الـــذي طــالــب مــن خال «عـــكـــاظ» بـــضـــرورة االســـتـــفـــادة من األفـــــكـــــار، وبــــــــــراءات االخـــــتـــــراع في مــديــنــة املـــلـــك عــبــدالــعــزيــز للعلوم والــتــقــنــيــة والــجــامــعــات املختلفة؛ إلحــداث النقلة املنشودة، والتوسع في املعاهد اليابانية والكورية، بعد أن أثبتت التجارب السابقة نجاحا مميزا في مجال صناعة السيارات. ونـوه بضرورة عـودة االستثمارات الــســعــوديــة املــهــاجــرة إلـــى الخارج لـــلـــمـــســـاهـــمـــة فـــــي املــــشــــاريــــع التي تحتاجها مـسـيـرة الـتـنـمـيـة، مفيدا أن رؤيــــة 2030 تـسـتـهـدف توسيع قــاعــدة االســتــثــمــار، ومــنــح القطاع الـــخـــاص دورا أكـــبـــر عــلــى حساب الدور الحكومي الذى يجب أن يركز على التنظيم واإلشراف في املرحلة القادمة. ودعا داغستاني إلى ربط الصناعة بالتعليم لتخريج أجيال قادرة على تحمل املسؤولية، السيما أن اململكة تنفق أكثر من 700 مليار ريال على التنمية البشرية.