الدفاع عن وجودنا
نــشــطــت اآللـــــة اإلعـــامـــيـــة املـــعـــاديـــة فـــي شن حـــمـــات تــشــكــيــك عـــلـــى بـــــادنـــــا، وتحويل زيـــارة تـرمـب إلــى منصة إطــاق لكل مـا هو عدائي، وسبق أن كتبت أن اململكة بن رحى العداء ومكنة التفوق. وهما خصلتان تجلبان لك األعداء من كل جهة. بـــهـــذه الــوضــعــيــة يــمــكــن اســتــيــعــاب كـــل مـــا يـــحـــاك ضد اململكة. فــالــعــدو ال يـحـتـاج ألي بــراهــن عـلـى صــدقــك ونزاهتك، والـــحـــاســـد ال يـــفـــرح بــــأي نـــجـــاح تــحــقــقــه، ويــســعــى إلى تهشيم كل إنجازاتك؛ لذلك علينا التمسك بكل نجاحاتنا واملفاخرة بها إزاء أي تشكيك صادر من دول أو أفراد. فالحمات الكاذبة عن اململكة ال تقف عند دولة أو أفراد، إذ إن التفوق مجلبة للحسد والعداء أيضا. وكـــم هــي الــحــمــات الــضــاريــة الــتــي تــشــن عــلــى اململكة، ومع ظهورها وتناقلها تكتسب االنتشار لوجود عجلة إعامية ضخمة تسوق لتلك األكـاذيـب إال أنها تتاشى أمام الحقيقة. وأمام العدو يصبح كل إنجاز مثلبا، وكل تفوق تراجعا، وزيــــارة تـرمـب تـحـولـت عـنـد األعــــداء عـلـى أنـهـا استاب ملـقـدرات البلد، وتوجيه السياسة الداخلية، واستخدام اململكة لتوجيه العالم اإلسامي، هذه التهم هي فاشات تنطلق من هنا أو هناك للتأثير على بادنا كقوة سياسية وقــوة اقـتـصـاديـة، وألنـنـا نعيش فـي زمــن اإلعـــام تكون الكفة راجحة لكل من يدير العجلة اإلعامية الضخمة في نصرة قضاياه الوطنية، وتسويق نجاحاته بحرفية اإلعامي الحذق الذي ال يقدم مادة إعامية باردة. ومشكلتنا اإلعـامـيـة املحلية لـم تستطع دفــع األكاذيب من خال املواجهة املباشرة، كما أنها لم تستثمر وقوف الهيئات واملــراكــز اإلسامية مـع قضايانا، وإن قدمتها يكون التقديم فجا ال يرتهن للوسائل املباشرة. وأكـاد أجزم أن مشكلة البلد في دفع األكاذيب يكمن في ضعف العجلة اإلعـامـيـة الـحـاذقـة الــقــادرة على تقديم الحقائق بصورة ذكية، فكل حاقد وعدو تستطيع كشفه أمــــام نـفـسـه وأمـــــام اآلخـــريـــن مــتــى مـــا اســتــطــعــت تمكن اآلخــريــن مــن الـتـقـاط الــصــورة مــن زاويــتــك أو مــن زاوية الحقيقة. فــي زمــن اإلعـــام ال يكفي أن تنجح بــل تـحـتـاج إلــى من يسوق هذا النجاح، فإذا كان الخبر امللفت (إنسان عض كلبا) فالتسويق امللفت عرض الكلب املعضوض. ولــألســف أن إعــامـنـا لــم ينجح كـمـا يـجـب فــي مواجهة األكاذيب، ولم يكشف قوة التاحم بن األهداف السياسية واالقـتـصـاديـة وبــن أهـــداف الــدولــة فـي مواصلة نموها على املستوى الدولي واإلقليمي.