Okaz

كوينسي :2 من امللك عبدالعزيز إلى االبن واحلفيد

-

تابع العالم عموما والعالم العربي منه تحديدا وقائع تنظيم وفعاليات القمم الثاث املحورية الـتـي عـقـدت فــي العاصمة الـسـعـودي­ـة الرياض، وكــانــت فيها قـمـة خـــادم الـحـرمـن الـشـريـفـ­ن ووفـــده الرسمي مع الرئيس األمريكي الزائر دونالد ترمب ووفــده، وبعد ذلك مــراســم االحـتـفـا­ء بــه وبـأسـرتـه ووفـــده وفـعـالـيـ­ات كــل ذلـــك. ثم في اليوم التالي كانت القمة الخليجية التي جمعت الرئيس األمـريـكـ­ي بـقـادة دول مجلس الـتـعـاون الخليجي، وبـعـد ذلك القمة اإلسامية األمريكية والتي جمعت أكثر من 50 زعيما إساميا في سابقة مهمة مع سيد البيت األبيض. وقد نجحت السعودية نجاحا باهرا في استضافة الحدث الكبير وإدارة الفعاليات الهائلة من حوله سـواء أكانت ثقافية أو رياضية أو اقتصادية بشكل فيه الكثير من الدقة واإلبهار سواء أكان من الناحية التنظيمية أو نوعية الضيوف واملواضيع املقدمة. باختصار السعودية فاجأت العالم وأبهرته. مؤتمرات قمم منظمة عـلـى أهــم مــا يـكـون ســـواء مــن الـفـعـالـ­يـات أو األمـــن أو القدرة التجهيزية. واألهـم هو إعـادة العاقات السعودية إلى نصابها مع القوة األهــم في العالم الـيـوم. إنها إعــادة تمركز للعاقة وإعادة إطاقها مجددا تماما كما بدأت في لقاء امللك املـؤسـس عبدالعزيز مـع الرئيس األمـريـكـ­ي األسـبـق فرانكلن روزفلت والـذي دشنت فيه عاقة صداقة استثنائية قرأ فيها املــلــك املــؤســس الــوضــع الــدولــي قــــراءة فــراســة ودهـــــاء، فعرف أن هــنــاك قـــوة بـريـطـانـ­يـة إلـــى أفــــول وقــــوة أمــريــكـ­ـا هــي األهم والــصــاع­ــدة، وكــانــت نـظـرتـه كـمـا أثـبـتـت األيــــام هــي السليمة. والــيــوم هـا هـو الـتـاريـخ يـكـرر نفسه مـع االبــن خــادم الحرمن الشريفن امللك سلمان بن عبدالعزيز والحفيد ولي ولي العهد األمير محمد بن سلمان مهندس إعادة العاقة مع أمريكا. فقد لعب األمير محمد بن سلمان دورا محوريا جبارا في تسويق اململكة مـجـددا لـلـواليـا­ت املتحدة األمريكية على أنـهـا نقطة االرتكاز السياسي واالقتصادي لها ومعها في العالم العربي واالسامي، واملسألة ليست كما يروج بعض السذج إنها مجرد صفقات مالية فـقـط، األمــر أعـمـق مـن ذلــك بكثير فهو شراكة واستثمار طـويـل األجــل وبـنـاء مجموعة مـن املصالح املهمة واالسـتـرا­تـيـجـيـة الــافــتـ­ـة. هــنــاك عــاقــة جــديــدة يـتـم تكوينها بـن السعودية وأمـريـكـا بعيدا عـن الـنـفـاق السياسي القديم، لقد كانت فترة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر فترة مهمة إلعادة بناء الثقة ووضع األمور على الطاولة ومناقشة أبعاد كل املواضيع التي كان ال يتم الحديث عنها صراحة وعانية. واليوم الجهد املبذول من قبل ولي ولي العهد األمير محمد بن سلمان إلعادة بناء العاقة على أسس مصالح ومشاركات فيها اسـتـفـادة ألكـبـر قــدر ممكن مـن الـقـطـاعـ­ات لتعم الفائدة بشكل عريض، وتكون الشراكات بن شعبن وحكومتن بشكل متكامل بدال من حكومتن وشركات نفط وساح. هناك شراكة جديدة يجري بناؤها بن البلدين شراكة فيها مصالح ولكن أيضا إدراك لقيمة كل بلد لآلخر بعيدا عن لغة السياسة فقط. السعودية تمكنت بمهارة من استثمار كامل قواها الناعمة من اقتصاد وريادة العالم اإلسامي ومكانتها التاريخية لكسب القوة األعظم معها وبناء حلف حقيقي مع القوى املهمة في املنطقة مثل مصر واألردن واإلمارات، ورفض أي قوة إقليمية أو عربية تؤجج الصراعات الطائفية والسياسية تحت مسمى الدين وبالتالي «عزلت» تلك القوى بشكل محترف. السعودية بهندسة محمد بن سلمان أعادت الثقة إلى العاقة األمريكية معها واملشهد القديم الذي جمع امللك عبدالعزيز مع روزفلت على الباخرة كوينسي يتجدد مع امللك سلمان واالبـن محمد بن سلمان في نسخة عصرية للعاقات بن أمريكا والسعودية ولكن بأسباب وأهداف جديدة ومختلفة.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia