سيدة الطالسم.. وفوبيا السحر

القضية التي شغلت وسائل التواصل االجـــتـــمـــاعـــي وعــــرفــــت بــقــضــيــة سيدة الطالسم السحرية تمثل فضيحة بكل املقاييس، والرجل الذي لم يتورع عن تصوير تلك السيدة ونشر ذلك املقطع لم يرتكب مخالفة التشهير التي ينبغي أن يحاسب عليها فحسب، بل تسبب في كشف ما يتصف به الكثيرون في مجتمعنا لألسف من غياب للوعي، إذ راحــوا يتداولون ذلـك املقطع، مطالبن بإنزال أشد العقوبة بتلك «الساحرة» ولم يخف كثيرون منهم رعبهم وخوفهم من خطر تلك الساحرة ومن يتعاون معها وتأثيرهم على مقدرات الناس ومصائرهم. تداول ذلك املقطع وتصديق ما جاء فيه ال ينم إال عن عجز عن التفكير وسوء استخدام للعقل، واملؤسف أن تصبح التقنية التي هي خالصة العلم وسيلة لتطاول الجهل وإشاعة الخرافة وإثــارة الفزع غير املبرر. وإذا لـم يكن لنا أن ننكر حقيقة السحر فــإن قليال مــن الـتـفـكـيـر مــن شــأنــه أن يــحــول بيننا وبـــن هذا الفهم السطحي للسحر بحيث يصبح عمال تتقنه الخادمات حينا، وتحمله امرأة إلى مكتبة في ذاكرة لكي تنسخ منه ما تشاء من النسخ، للسحر حقيقته غير أن للسذاجة واقعها الذي يجعل الكثيرين منا ال يترددون في تصديق ما يقال دون تفكير أو ترو. للسحر حقيقته غير أن علينا أن نعي أن هناك من يعمل عـلـى اسـتـغـفـال املـجـتـمـع وإثــــارة الــرعــب فيه وتـخـويـفـه مــن كــل شـــيء كــي يـجـعـل مــن نـفـسـه بعد ذلـك املنقذ لهذا املجتمع من فتك الساحرات وكيد الخادمات. تـــداول املجتمع مقطع سـيـدة الـطـالسـم مصدقا ما جـاء فيه ثم لم تلبث الحقائق أن اتضحت ويطلق ســراح تلك السيدة بعد أن تبن أن محتويات تلك الذاكرة محاضرة علمية عن التداوي بالطاقة، وإذا كــان مــن حــق تـلـك الـسـيـدة أن تـقـاضـي مــن صورها ونشر ذلك املقطع فمن حقها أن تقاضي كل من باع عقله وصدق أنها ساحرة.