روحاني في واليته الثانية.. كسر ظهر «الثعلب»
فـــوز روحــانــي بــواليــة ثـانـيـة كـــان مــجــرد «مـسـرحـيـة» إيرانية، قابلتها ردود فعل دولـيـة هـي ذاتـهـا الـتـي ظـهـرت فـي الوالية األولــى، باستثناء اختالف املوقف األمريكي هـذه املــرة. فردود األفعال الدولية املهنئة بفوز روحاني بوالية ثانية أمام منافسه إبراهيم رئيسي صدرت من االتحاد األوروبي وروسيا وفرنسا وبريطانيا ونــظــام األســـد. الــواليــات املـتـحـدة وحــدهــا الـتـي لم تقدم تهنئة لروحاني، بل وجهت له رسالة واضحة أصرت على أن تصدرها مـن الــريــاض، مطالبة إيــاه أن يبدأ عملية تفكيك شبكة إيران اإلرهابية، ووضع حد نهائي الختبارات الصواريخ الباليستية. روحاني ليس رئيسا إيرانيا مختلفا فهو «عاطل عن العمل»، وبال فائدة ألنه بال سلطة حقيقية ويتحرك بتعليمات من الحرس الثوري، فإيران في عهده وسعت دائرة نفوذها في املنطقة العربية إلى أربع عواصم عربية (بغداد، دمشق، بيروت وصنعاء)، وتسعى إليجاد موطىء قدم لها في عواصم أخرى. ورغــم ادعــــاءات نـظـام املـاللـي بتمدد املــشــروع الـفـارسـي، إال أن طهران عمليا ال تزال تراوح مكان الخاسر بعد أن خسرت ثلثي الـعـراق لصالح «الطائفية»، وأكـثـر مـن نصف سـوريـة لصالح «الفوضى»، وبيروت توشك على أن تتحول إلى ساحة جديدة محتملة للمواجهة بــني الـجـيـش اللبناني وميليشيا «حزب الله»، فيما دفعت مغامرة الحوثيني في اليمن املنطقة إلى حرب طائفية ومذهبية مميتة. اختيار روحاني لوالية ثانية يعني ببساطة أن إيـــران لــن تـتـراجـع عــن سياستها فــي املنطقة ولن تغير من برنامجها الطائفي املصدر والراعي لإلرهاب، فرغم أن روحاني ال يملك القرار، ألنه ليس أكثر من واجهة سياسية أمــام العالم بأنه الرئيس املنتخب «ديموقراطيا»، وهـي لعبة لألسف تنطلي على العديد مـن العواصم الغربية، لكنها في النهاية ستكون لعبة غير مكتملة، ألن الحقائق على األرض تكذب الدعاية اإليرانية وهذا ما سيكتشفه الغرب بعد فترة من والية روحاني الثانية، وهو األمر الذي سيعيد خلط األوراق من جديد، إذ سيجد االتحاد األوروبي لزاما عليه اللحاق باملوقف األمريكي تجاه إيران.