إيران.. فاض الكيل.. وفار التنور
احتقان في الداخل.. وحصار في اخلارج
يمكن اعتبار الـ 72 ساعة املاضية، أيام قمم «العزم يجمعنا» بامتياز واقـــتـــدار إقـلـيـمـيـا وإســامــيــا وعــاملــيــا، خــصــوصــا بــعــد الكلمة التاريخية التي ألقاها خادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بن عبدالعزيز في القمة العربية اإلسامية - األمريكية التي اختتمت أعمالها أمس األول في الرياض. وقوبلت كلمة املــلــك بـاهـتـمـام كبير وتـفـاعـل فــي األوساط الـشـعـبـيـة والــرســمــيــة والـنـخـبـويـة واإلعامية ســواء فـي الـسـاحـة العربية واإلسـامـيـة أو الساحة العاملية، خصوصا عندما أشار إلــــى أن بــعــض املــنــتــســبــني لإلسام يسعون لتقديم صــورة مشوهة لـــــلـــــديـــــن اإلســــــــــامــــــــــي، كما يــفــعــل الـــنـــظـــام اإليراني والجماعات والتنظيمات التابعة له مثل «حزب الله» والحوثيني، وكذلك تنظيمي داعش والقاعدة. وأثار خطاب امللك سلمان الذي أوضح فيه أن هذه األفعال البغيضة هي مـحـاوالت الستغال اإلســام كغطاء ألغــراض سياسية تؤجج الكراهية والتطرف واإلرهاب والصراعات الدينية واملذهبية، أثار اهتماما واسعا فـي أوســـاط القمة العربية واإلســامــيــة، إذ جــاء بمثابة تشريح للحالة اإلرهابية، وكيف تسعى التنظيمات اإلرهابية إلى التلحف باإلسام وهو منها بــراء. وعندما تحدث امللك سلمان عن إيــران كـان واضحا وشفافا وحـازمـا، وفــرق بـني النظام وبـني الشعب اإليـرانـي الــذي يجب أال يؤخذ بـجـريـرة نظامه اإلرهــابــي، وأكــد أن الـنـظـام اإليــرانــي يشكل رأس حربة اإلرهاب العاملي منذ ثورة الخميني وحتى اليوم. وقال: لقد رفضت إيران مبادرات حسن الجوار التي قدمتها دولنا. وتحدث امللك سلمان بحرقة وألـم عندما قـال: «لقد ظن النظام في إيـران أن صمتنا ضعف وحكمتنا تراجع حتى فاض بنا الكيل من ممارساته العدوانية وتدخاته». وباعتبار أن السعودية تضع عاقتها مع الشعوب اإلسامية كأولوية، فقد جــدد خــادم الـحـرمـني الشريفني التأكيد على مـا يحظى بـه الشعب اإليراني لدينا من التقدير واالحترام قائا: نحن ال نأخذ شعبًا بجريرة نظامه.. وهنا أرسى امللك سلمان قاعدة ثابتة بأن السعودية حريصة على مد جسور املحبة مع الشعب اإليـرانـي املسلم الــذي يعيش رهينة الظلم واالستبداد اإليراني وينتظر الحرية واالنعتاق. ولم يكتف امللك سلمان بالحديث عن الجانب الشعبي، بل مضى وبإسهاب في الحديث عن دور إيران اإلرهابي على مدى العقود املاضية قائا: إننا في هذه الدولة منذ 300 عام لم نعرف إرهابًا أو تطرفًا حتى أطلت ثورة الخميني برأسها عام .م1979 وخاطب الحضور بالقول: «إن مسؤوليتنا أمام الله ثم أمام شعوبنا والعالم أجمع أن نقف متحدين ملحاربة قوى الشر والتطرف أيا كان». وها هي السعودية تقف اليوم شامخة على قواعد راسخة، بعدما نجحت في جمع قادة العالم العربي واإلسامي مع الرئيس األمريكي عبر قمم «العزم يجمعنا»، والتي صاغت رؤية وإستراتيجية جديدة ملواجهة قوى الظام والشر في املنطقة.