السعودية وأمريكا: التصدي إليران الشريرة.. وإعادة النظر في االتفاق النووي
مبادرات جديدة ملواجهة خطاب التطرف وتعزيز التعاون الدفاعي نزع أسلحة «حزب الله» وجعلها حتت إشراف اجليش اللبناني
أكـــد خــــادم الــحــرمــن الــشــريــفــن املــلــك ســلــمــان بــن عبدالعزيز ورئـــيـــس الــــواليــــات املــتــحــدة األمــريــكــيــة دونـــالـــد تــرمــب على ضرورة احتواء تدخالت إيران الشريرة في الشؤون الداخلية للدول األخــرى، وإشعالها الفنت الطائفية، ودعمها لإلرهاب والوسطاء املسلحن، وما تقوم به من جهود لزعزعة استقرار دول املنطقة، واتفق البلدان في بيان مشترك على أن تدخالت طــهــران تشكل خـطـرا على أمــن املنطقة والــعــالــم، وأن االتفاق الــنــووي املــبــرم مــع إيــــران يـحـتـاج إلـــى إعــــادة نـظـر فــي بعض بـنـوده، وشــددا على عزمهما القضاء على تنظيمي «داعش» و«الــقــاعــدة» والـتـصـدي للتنظيمات اإلرهـابـيـة وجــذور الفكر اإلرهابي، وإطالق شراكة سعودية ــ أمريكية للقرن 21 تحقيقا ملصلحة البلدين، وتشكيل مجموعة تشاورية مشتركة لرسم الـشـراكـة اإلستراتيجية بينهما، مـع إطــالق مبادرات جديدة لتعزيز التعاون الدفاعي. وفي ما يلي نص البيان املشترك: 1ــ بدعوة من خادم الحرمن الشريفن امللك سلمان بن عبدالعزيز ملك اململكة العربية الــســعــوديــة، قــــام الــرئــيــس دونـــالـــد ترمب رئيس الواليات املتحدة األمريكية بزيارة رسمية إلى اململكة العربية السعودية خالل الفترة من السبت 1438 /8 /24 املوافق 20 مايو 2017 إلـى اإلثنن 1438 /8 /26 املوافق 22 مايو .2017 2ـــــ اســتــعــرض الــقــائــدان خـــالل الـــزيـــارة الــعــالقــات التاريخية واالســتــراتــيــجــيــة الــراســخــة بـــن املــمــلــكــة الــعــربــيــة السعودية والــــواليــــات املــتــحــدة األمــريــكــيــة، الــتــي نــمــت وتــعــمــقــت خالل العقود الثمانية املاضية في املجاالت السياسية واالقتصادية والـثـقـافـيـة والـعـسـكـريـة واألمـنـيـة ومــجــاالت الـطـاقـة وغيرها، ونــوه الـقـائـدان بــأن البلدين طــورا شـراكـة مثمرة مبنية على الثقة والتعاون واملصالح املشتركة. 3ــ أشـادا بما أسهمت به هذه الزيارة من تعزيز العالقات بن البلدين، لتحقيق املزيد من االستقرار واألمن واالزدهار، وأعلن القائدان أنهما يقفان معا ملواجهة األعداء املشتركن وتعميق الــــروابــــط الــقــائــمــة بـيـنـهـمـا ورســــم مــســار لــلــســالم واالزدهــــــار للجميع. 4ــ اتفق القائدان على شراكة إستراتيجية جديدة للقرن الـ12 بما يحقق مصلحة الـبـلـديـن، مـن خــالل اإلعـــالن الـرسـمـي عن الــرؤيــة االستراتيجية املشتركة للمملكة العربية السعودية والواليات املتحدة األمريكية، التي ترسم مسارا مجددا نحو شرق أوسط ينعم بالسالم حيث التنمية االقتصادية والتجارة والدبلوماسية سمات العمل اإلقليمي والدولي. 5ـــــ أعــلــن الــبــلــدان خـطـتـهـمـا تـشـكـيـل مـجـمـوعـة إستراتيجية تشاورية مشتركة يستضيفها خـادم الحرمن الشريفن ملك اململكة العربية السعودية والرئيس األمريكي، أو من ينوب عن كل منهما من املسؤولن املالئمن، لرسم مسار هـذه الشراكة االستراتيجية. 6ـــــ اتــفــق الــبــلــدان عــلــى أن تـجـتـمـع املــجــمــوعــة االستراتيجية التشاورية املشتركة مرة واحـدة على األقـل سنويا، بالتناوب بن البلدين، ملراجعة مجاالت التعاون. 7ــــ تـشـارك الـبـلـدان فـي الرغبة فـي مواجهة تـهـديـدات مصالح أمنهما املشتركة، وقـد عزما -لـهـذا الـغـرض- على العمل على مـبـادرات جديدة ملواجهة خطاب التطرف العنيف، وتعطيل تمويل اإلرهاب، وتعزيز التعاون الدفاعي. 8ــ أعلن الجانبان رغبتهما في توسيع التعاون وأملهما في أن تقوم الحكومات املسؤولة التي ترغب في االلتزام بالسالم بالبناء على هــذه الجهود تحقيقا لـهـذا األهداف، وتوقع البلدان أن يجد من ينتهجون التطرف العنيف ويهددون السالم في الشرق األوسط عــددا متزايدا من الشركاء اإلقليمين وقد اصـــطـــفـــوا ضـــدهـــم يـــتـــصـــدون لعدوانهم ويزرعون بذور السالم. 9ـــــ نـــوه الــبــلــدان بـــأن إيـــجـــاد هـيـكـل أمني إقـلـيـمـي مــوحــد وقـــوي أمـــر بــالــغ الضرورة لتعاونهما، وتنوي اململكة العربية السعودية والواليات املتحدة األمريكية توسيع رقعة عملهما مــع بــلــدان أخـــرى فــي املنطقة خــالل األعــــوام الـقـادمـة لتحديد مجاالت جديدة للتعاون. 01ــ رحب البلدان بما تحقق خالل هذه الزيارة من توقيع عدد مـن االتـفـاقـيـات ومــذكــرات التفاهم الـتـي ستعود على شعبي الـبـلـديـن بـالـخـيـر والــنــمــاء، وعــلــى مستقبل األجــيــال القادمة بالنفع والفائدة، وعلى املنطقة باألمن واالستقرار. 11ـــــ ونـــوه الــقــائــدان بـحـجـم الــتــبــادل الــتــجــاري املـتـنـامـي بن الـبـلـديـن ومــا وصــل إلـيـه مــن مـسـتـوى مـتـقـدم، واالستثمارات املشتركة في املشاريع االقتصادية والبنية التحتية، وتقديم التسهيالت والحوافز لهذه االستثمارات. 21ــ كما نوها بما ستحققه شراكتهما االستراتيجية باإلضافة إلى التعاون االقتصادي واالستثماري من توليد للعديد من الوظائف النوعية في كال البلدين. 31ــ وأكد القائدان على أهمية االستثمار في مجال الطاقة من قبل الـشـركـات فـي البلدين، وأهـمـيـة تنسيق السياسات التي تضمن استقرار األسواق ووفرة اإلمدادات. 41ــــــ وبــحــث الــقــائــدان الــتــعــاون الــوثــيــق الــقــائــم بــن البلدين لـضـمـان املـحـافـظـة عـلـى األمـــن الــبــحــري، بـمـا فــي ذلــك حماية سالمة املالحة في املمرات املائية الدولية املهمة وخاصة باب املندب ومضيق هرمز. 51ــ وأكدا عزمهما على القضاء على تنظيمي داعش والقاعدة، وغيرهما مـن التنظيمات اإلرهـابـيـة، ومحاربة اإلرهـــاب بكل األدوات. 61ـــــ وأعــربــا عــن الــتــزام بلديهما بـالـتـصـدي بــقــوة ملحاوالت التنظيمات اإلرهـابـيـة إلضــفـاء شرعية زائـفـة على إجرامها، والتصدي لجذور الفكر اإلرهابي. 71ــ وجددا التزامهما بالتعاون األمني الواسع وتبادل املعلومات بما يخدم مصالحهما ويحفظ أمنهما. 81ــــــ كــمــا جــــددا الــتــزامــهــمــا بــالــحــد من تدفق املقاتلن األجانب، وقطع إمدادات التمويل عن التنظيمات اإلرهابية. 91ــــ ونـوهـا بما حققته اململكة العربية الـسـعـوديـة فــي الـكـشـف عــن )276( عملية إرهــابــيــة وإحــبــاطــهــا قـبـل تـنـفـيـذهـا، بـمـا في ذلـك عمليات كانت موجهة ضد الـواليـات املتحدة األمريكية ودول صديقة. 02ـــــ أشـــاد الـرئـيـس األمــريــكــي دونــالــد تــرمــب بـجـهـود اململكة العربية السعودية في التصدي ملحاوالت التنظيمات اإلرهابية استهداف اململكة، مشيرا إلى املحاوالت الفاشلة للتنظيمات اإلرهابية إلحداث شرخ في العالقات بن البلدين، وأن اململكة كانت من أولـى الــدول التي عانت من اإلرهــاب حيث تعرضت منذ عام 1992 إلى أكثر من )100( عملية إرهابية. 12ــــ وأكــد القائدان عزمهما على وحــدة وتكامل الجهود بن التحالف الدولي ضد «داعـش» الذي تقوده الواليات املتحدة األمريكية بمشاركة اململكة العربية السعودية من جهة، وبن التحالف اإلســالمــي العسكري ملـحـاربـة اإلرهـــاب الــذي تقوده اململكة العربية السعودية من جهة أخرى. 22ــــ كما اتـفـق الـقـائـدان على ضـــرورة احــتــواء تـدخـالت إيران الشريرة في الشؤون الداخلية للدول األخرى، وإشعالها الفنت الطائفية، ودعمها لإلرهاب والوسطاء املسلحن، وما تقوم به من جهود لزعزعة استقرار دول املنطقة. 32ـــــ كـمـا شـــدد الــقــائــدان عـلـى أن الــتــدخــالت اإليــرانــيــة تشكل خطرا على أمن املنطقة والعالم، وأن االتفاق النووي املبرم مع إيــران يحتاج إلــى إعــادة نظر فـي بعض بـنـوده، وأن برنامج الـصـواريـخ الباليستية اإليـرانـيـة ال يشكل تـهـديـدا على دول الــجــوار فـحـسـب؛ بــل يشكل تـهـديـدا مـبـاشـرا ألمــن جميع دول املنطقة واألمن الدولي. 42ــ كما أكد الجانبان على أهمية الوصول إلى سالم شامل بن الفلسطينين واإلسرائيلين، وتعهد القائدان ببذل كل ما في وسعهما لتشجيع إيجاد مناخ يساعد على تحقيق السالم. 52ــ وأكد الجانبان على ضرورة العمل على حل األزمة اليمنية، ونوه الرئيس ترمب بما تقدمه اململكة العربية السعودية من مساعدات إغاثية وإنسانية إلى الشعب اليمني. 62ــــ وفيما يخص األزمـــة فــي ســوريــة، أكــدت اململكة العربية الــســعــوديــة دعــمــهــا لــلــقــرار الــــذي اتـــخـــذه الــرئــيــس األمريكي دونـالـد ترمب بـإطـالق صـواريـخ على قـاعـدة الشعيرات التي شــن الـنـظـام الــســوري هـجـومـه الكيميائي منها عـلـى منطقة خـان شيخون، وعبر الجانبان عن أهمية التزام النظام السوري باالتفاقية التي أبرمها عام 2013 مع املجتمع الدولي بالتخلص من جميع األسلحة الكيميائية في سورية، وشــدد الـجـانـبـان على أهمية الوصول إلــى حـل دائــم للصراع فـي سـوريـة على أســــــاس إعــــــالن جــنــيــف، وقـــــــرار مجلس األمــن رقــم ،)2254( للحفاظ على وحدة ســـوريـــة وســالمـــة أراضــيــهــا ولــتــكــون دولة تمثل جميع أطـيـاف املجتمع الـسـوري وخالية من التفرقة الطائفية. 72ــ وأبدى القائدان دعمهما لجهود الحكومة العراقية للقضاء على «داعــــش»، وتـوحـيـد الجبهة الـداخـلـيـة ملـحـاربـة اإلرهاب الذي يمثل تهديدا لكل العراقين، والحفاظ على وحدة العراق وسالمة أراضيه، وأهمية وقف التدخالت اإليرانية في الشأن الداخلي للعراق، ونوه الجانبان بأهمية العالقات بن اململكة والعراق والسعي لتطويرها. 82ــــ وفــي الــشــأن اللبناني، أكــد الـجـانـبـان أهمية دعــم الدولة اللبنانية لبسط سيادتها على جميع أراضيها، ونــزع سالح التنظيمات اإلرهـابـيـة مثل حــزب الـلـه، وجـعـل كـافـة األسلحة تحت اإلشراف الشرعي للجيش اللبناني.
القضاء على تنظيمي «داعش» و«القاعدة» والتصدي جلذور الفكر اإلرهابي تعزيز التعاون للمحافظة على األمن البحري وحماية سالمة املالحة