Okaz

إعالن الرياض.. خريطة طريق لـ «ناتو إسالمي»

دعم اخلطاب الوسطي وتكريس التسامح.. ورفض العبث اإليراني

- فهيم الحامد (جدة)

خرجت قمم «الـعـزم يجمعنا» عـن اإلطــار التقليدي النمطي، وأسـسـت لقاعدة جديدة في فن إدارة القمم الخليجية والعربية واإلسالمية، ســواء تنظيما أو من خالل مخرجاتها الجيوسترات­يجية التي شكلت نمطا جديدا، ودشنت فكرا إستراتيجيا مختلفا ونوعيا، وهــو األمــر الــذي لـم يــالق اإلعـجـاب فـي املحيط الـعـربـي واإلســالم­ــي فحسب، بــل أبـهـر الــغــرب أيــضــا، خصوصا عندما ظهرت مخرجات «إعالن الرياض الذي جاء دسما مليئا بمعطيات أمنية إستراتيجية إسـالمـيـة، غـيـرت فعليا قـواعـد اللعبة فـي املنطقة العربية والـعـالـم اإلسالمي، وأرسلت رسالة واضحة للغرب أن اإلسالم بريء من اإلرهاب، والدول اإلسالمية حريصة على تكريس قيم االعتدال والوسطية ونبذ اإلرهاب ورفض التدخالت اإليرانية والتصدي للميليشيات اإلرهابية.

شراكة أمريكية إسالمية

فلقد ركز إعالن الرياض بداية على الشراكة الوثيقة بني الدول العربية واإلسالمية والواليات املتحدة األمريكية، ملواجهة التطرف واإلرهاب، وهي القضية التي ال تؤرق وتهدد فقط العالم اإلسالمي فحسب، بل العالم بأكمله، وحدث التوافق الكامل في الرؤية العربية واإلسالمية مع الطرح األمريكي. وجاء إعالن الدول اإلسـالمـي­ـة التزامها بمحاربة اإلرهـــاب والـتـصـدي لـجـذوره الفكرية وتجفيف مصادر تمويله، كرسالة لإلدارة األمريكية أنها شريكة رئيسية لها، ليس فقط فـي محاربة اإلرهـــاب، بـل فـي تجفيف مـصـادر تمويله أيـضـا. ومــن املخرجات النوعية إلعـالن الرياض هو إعـالن النوايا بتأسيس «تحالف الشرق األوسط اإلستراتيج­ي في الرياض»، الـذي ستشارك فيه العديد من الـدول لإلسهام في تحقيق السلم واألمن في املنطقة والعالم. هذا اإلعالن الذي يمثل حرص الدول على ضرورة وجود شرق أوسط خال من اإلرهاب الظالمي والطائفي.

ذراع لضرب قوى اإلرهاب

ومن املؤكد أن هذا التحالف سيكون الذراع العربية اإلسالمية - األمريكية إلحــــالل الــســالم واألمــــن واالســتــ­قــرار فــي الــشــرق األوســــط ودحــــر اإلرهاب الظالمي والطائفي.

قوة إسالمية ملكافحة اإلرهاب

وبحسب املـراقـبـ­ني فــإن مـن أبــرز مـا تمخض عنه إعــالن الــريــاض ترحيب القادة باستعداد عدد من الدول اإلسالمية املشاركة في التحالف اإلسالمي العسكري ملحاربة اإلرهـاب لتوفير قوة احتياط قوامها »34« ألف جندي لدعم العمليات ضـد املنظمات اإلرهـابـي­ـة عند الـحـاجـة، وهــو مـا يؤسس لقوى إسالمية ملكافحة اإلرهـاب في إطار التحالف اإلسالمي الذي ترأسه الـسـعـودي­ـة. ومــن املــؤكــد ان هــذه إسالمي حقيقي للجم اإلرهاب. الــنــواة ستتوسع

جتديد اخلطاب الفكري

مــع مــرور

التعايش واالعتدال والتسامح

وركــز إعــالن الـريـاض على مفهوم تعزيز التعايش والتسامح البناء بني مختلف الدول واألديان والثقافات والرفض التام ألي محاولة لربط اإلرهاب بأي دين أو ثقافة أو عرق، مؤكدين ضرورة حماية ونشر ثقافة التسامح والتعايش والتعاون البناء بني مختلف الدول واألديان، وتوسيع مجاالت الحوار الثقافي الهادف الـذي يوضح سماحة الدين اإلسالمي ووسطيته ونبذه لكل أشكال العنف والتطرف وقدرته على التعايش السلمي ليعكس هذا التوجه اإلسالمي وسطية اإلسالم وحرص الدول اإلسالمية على نشر ثقافة االعتدال وفهم ثقافة اآلخر. وعـنـدمـا شــدد الــقــادة فــي إعـــالن الــريــاض على أهمية تجديد الخطابات الفكرية لتكون متوافقة مـع منهج اإلســـالم الوسطي املعتدل الــذي يدعو إلـى التسامح واملحبة، فإنهم بذلك رفضوا خطاب الكراهية، مؤكدين أن املفاهيم املغلوطة عـن اإلســالم يجب التصدي لها وتوضيحها، والعمل على نشر مفاهيم اإلسالم السليمة الخالية من أي شائبة.

التصدي لألجندات املذهبية

وجــــاء بــنــد الــتــصــ­دي لــأجــنــ­دات املــذهــب­ــيــة والــطــائ­ــفــيــة والــتــدخ­ــل في شــؤون الـــدول كرسالة إليـــران هــذه الــدولــة املــارقــ­ة، وتأكيد الـــدول على نبذ األجندات الطائفية واملذهبية ورفضها الكامل ملمارسات النظام اإليـرانـي املزعزعة لأمن واالسـتـقـ­رار في املنطقة والعالم، والستمرار دعمه لإلرهاب والتطرف.

إيران معزولة عاملي ًا

وفــق هــذا البند فــإن إيـــران دخـلـت فـي عـزلـة عاملية بعد الـعـزلـة اإلسالمية بسبب سياساتها العدوانية وتدخالتها في الشؤون العربية واإلسالمية في مخالفة صريحة ملبادئ القانون الدولي وحسن الجوار. والتزامه مواجهة نشاطات إيران التخريبية والهدامة بكل حزم وصرامة داخل دولهم وعبر التنسيق املشترك، مشيرين بوضوح لخطورة برنامج إيران للصورايخ الباليستية. ويمكن القول إن إعالن الرياض وثيقة عاملية تؤكد أن الدول اإلسالمية لن تهادن اإلرهاب، ولن تسمح بعد اآلن إليران التدخل في شؤونها وستكرس التسامح وتلجم اإلرهاب أيا كان.. هذه رسالة إعالن الرياض وهي رسالة للعالم.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia