WOÐdF « ‰ËbK

فضال عن اللحمة الوطنية بن أبناء الوطن الواحد. فهل يا تـرى هناك مشترك بن أمريكا من جهة والــدول العربية واإلسالمية من جهة أخرى؟ وهل يمكن تجسير الهوة العميقة بن الجانبن؟ الهوة كبيرة بن الجانبن، لكن االقتصاد عصا سحرية في مثل هـذه الحاالت والنموذج األوروبي خير مثال حيث يمكن لالقتصاد أن يكون جسرا للقفز على الفجوات الثقافية والتاريخية. إن التربة االقتصادية خصبة لكال الجانبن إذا توافرت النوايا الصادقة وتعززت الثقة بن الجانبن، فال تنقص الــدول العربية واإلسالمية العقول والتي تزخر ببعضها الكثير من دول املهجر، وال تنقص الــدول العربية اليد العاملة والتي تهافتت عليها الــدول الصناعية األوروبـيـة إبـان أزمـة تدفق الالجئن من الدول الـعـربـيـة وأفـغـانـسـتـان وغــيــرهــا، وال ينقص الـــدول الـعـربـيـة واإلســالمــيــة املوارد الطبيعية. إن مــا ينقص الـــدول الـعـربـيـة واإلســالمــيــة هــو حـسـن إدارة تـلـك املــــوارد البشرية والطبيعية بمناخ تـسـوده الـعـدالـة االجتماعية والتنمية االقـتـصـاديـة وتوفير العدالة واملساواة بن أبناء الوطن الواحد. أمـريـكـا تملك مفاتيح التنمية، وتستطيع أن تـقـدم الـكـثـيـر، لـكـن أمـريـكـا ليست الوحيدة في هذا العالم الذي يملك تلك املفاتيح، فغيرها دول كثيرة تملكها، وإذا كان الرئيس األمريكي جادا بدعوته للشراكة مع الدول العربية واإلسالمية فهذه بادرة يجدر بالدول العربية واإلسالمية التقاطها والبناء عليها ومتابعتها. الرئيس األمريكي يــدرك بخلفيته االقتصادية كرجل أعمال قبل أن يكون رجل سياسة استحالة الفصل بن مسار مكافحة اإلرهاب ومسار التنمية االقتصادية في املجتمعات التي تضررت من اإلرهاب والتطرف. فهل تقف طموحات الشعوب الـعـربـيـة واإلســالمــيــة فـقـط عـنـد سـقـف مكافحة اإلرهــــاب؟ إن الغالبية الساحقة مــن الــعــرب واملـسـلـمـن ال يـمـتـون بصلة للتطرف واإلرهـــــاب، وال يختلف العرب واملسلمون عـن أي شعب مـن شـعـوب األرض، فهل تتجمد التنمية االقتصادية وتتوقف بانتظار القضاء على اإلرهاب ومكافحة التطرف؟ من املستحيل القضاء تماما على التطرف في ظل ظــروف اقتصادية وإنسانية تحت الصفر في بعض املجتمعات العربية واإلسالمية. ما من شك بأن ثمرة من ثمرات القمة العربية اإلسالمية األمريكية، أننا شهدنا قبل البارحة افتتاح مركز عاملي ملحاربة التطرف «اعتدال» فلعل هذا املركز أن يأخذ على عاتقه تقليص مساحة التطرف في العالم، وإجراء الدراسات على أسبابه وبيئته سواء جاء من الفقر أو من الفساد أو من الفكر واأليديولوجيا بل لعل هذا املركز يقوم بمراجعة التراث من قبل أناس مخلصن من علماء الدين والنفس واالجتماع والعلوم اإلنسانية وال يقتصر على دين واحد أو مذاهب أو طوائف معينة. لقد أثبتت الــريــاض مـن خــالل عقدها وإدارتــهــا للقمم الـثـالث قــدرة الفـتـة وغير مسبوقة، ومن هنا لعل اململكة تأخذ على عاتقها بالتنسيق مع الــدول العربية واملـؤسـسـات العربية بــأن تلعب دورا مـحـوريـا حيويا فـي إطــالق رؤيــة تنموية للدول العربية واإلسالمية تنبثق من هذه القمة وغيرها من القمم وتهدف لتنمية مجتمعات الدول العربية وتمكن اإلنسان العربي واملجتمعات العربية بما يعزز االقتصادات العربية والصناعة العربية واملستقبل العربي على غرار رؤية اململكة ،2030 على أن يتم تمويل هذه الرؤية التنموية العربية اإلسالمية من الصناديق العربية واإلسالمية والدولية.