خطاب أمير قطر..
عباءة خليجية نهارًا
قـد يستغرب البعض مـن تصريحات أمـيـر قطر تميم آل ثـانـي االسـتـفـزازيـة، ولكن الراسخني في شوؤن ودهاليز وأروقة قطر السياسية، وترتيباتها السرية من تحت الطاولة مع املنظمات اإلرهابية ومجموعات الضغط اإلسرائيلية، ونظام قم الطائفي وميليشيات حــزب الــلــه، واالنـقـالبـيـني فــي الـيـمـن، يعلمون جـيـدا األدوار القطرية املشبوهة في املحيط العربي واإلسالمي، التي توجها أمير قطر أمس األول بمزاعم ومغالطات صدمت الجميع وقرعت جرس اإلنذار في املحيط العربي واإلسالمي. وليس هناك شك أن التصريحات القطرية كشفت املستور وعرت املوقف القطري، إذ بدت البغضاء من أفواههم، خصوصا عندما اعتبر أمير قطر أن «إيران قوة كبرى تضمن استقرار املنطقة، وتمثل ثقال إقليميا وإسالميا ال يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها». هذا التصريح عكس ارتباط قطر اإلستراتيجي بالنظام اإليراني اإلرهابي القميء، وتحالف الدوحة وطهران السري الذي ظهر للعلن، لضرب التضامن العربي والوحدة اإلسالمية الذي تجلى بامتياز في «قمم العزم يجمعنا» في عاصمة الحزم الرياض األسبوع الحالي، التي عزلت إيران ليس فقط إسالميا بل عامليا، خصوصا أن قطر شاركت في القمة العربية اإلسالمية األمريكية، واعتمدت إعالن الرياض الذي ندد بدور إيران اإلرهابي وتدخالتها في املنطقة. ويبدو أن نجاح قمم «العزم يجمعنا» لم يرق للقطريني. التصريح القطري لم يكشف فقط التحالف السري مع إيران، بل هاجم مصر واإلمارات والبحرين، هذه الدول التي كانت وال تزال مع الشرعيات العربية، وداعمة للحقوق املشروعة العربية واإلسالمية على مدة العقود املاضية. إن مواقف قطر كانت والتزال معروفة وهي تعمل ضد مصالح الدول الخليجية والعربية، وهي قطرة في بحر، وتبحث دائما عن دور أكبر مهما كان الثمن، حتى وإن ضربت بعرض الحائط التضامن الخليجي والعربي واإلسالمي. قـطـر إذا كــانــت تعتقد أنــهــا تـتـذاكـى فـهـي مخطئة تـمـامـا، فـهـي تــدخــل عش الدبابير، وتورط نفسها في أمور ال قدرة لها عليها، وعلى ما قد ينجم عنه من مخاطر؛ ألن التصريحات القطرية غير مقبولة جملة وتفصيال، وتعكس دورا مشبوها تؤديه بني ظهرانينا، وهي تلعب أيضا في منطقة محظورة جــدا. وعليها أن تعي أن مرحلة الصمت انتهت، وأن أوراقــهــا سقطت تــمــامــا. لـقـد دعــمــت قـطـر «حـــمـــاس»، والــتــفــت على الـسـلـطـة الفلسطينية الــشــرعــيــة، وأعلنت عمالتها إلسـرائـيـل علنا، ولــم تستطع أن تتحمل النجاح الــذي حققته قمم «العزم يجمعنا»، فجاء الطعن فـي الظهر.. هــذه هـي قطر التي تلعب بالنار. وهي ال تــــعــــي أن حسابات الحقل والبيدر تغيرت.