توقعات باستئناف رحالت «السعودية» إلى طهران خالل موسم احلج
تـوقـع مـديـر عــام املـؤسـسـة الـعـامـة للخطوط الجوية العربية السعودية املهندس صالح بن ناصر الجاسر، استئناف رحالت «السعودية» إلى إيران خالل موسم الــحــج هــذا الــعــام، متطلعا إلــى بيئة مـواتـيـة لعودة الــتــشــغــيــل بــشــكــل كـــامـــل، مــقــلــال فـــي الـــوقـــت ذاتـــــه من تـأثـر «الـسـعـوديـة» مــن تـوقـف الــرحــالت خــالل الفترة املاضية، التي شملت عـددا من الــدول العربية والتي كانت تمثل حركة سفر كبيرة، مؤكدا أن «السعودية» تمتلك الكثير من مرونة في الحركة ما يجعلها توجه الطاقات ألماكن أخرى. جاء ذلك في رده على مداخلة الزميل سعد الخشرمي، خـــالل الـــحـــوار املــفــتــوح الــــذي أطـلـقـتـه «عـــكـــاظ» أمس (األربــــعــــاء) فـــي مــقــرهــا، بــحــضــور عـــدد مـــن املثقفني والكتاب واالقتصاديني واملهتمني بصناعة الطيران. وعـــــن أثـــــر ارتـــــفـــــاع بــــوالــــص الــــتــــأمــــني، أكـــــد اهتمام «الـسـعـوديـة» بجانب الـسـالمـة واألمــــان؛ مــا يعني أن ارتفاع تكلفة التأمني ال تشكل هاجسا لها، باعتبارها نسبة محدودة من إجمالي التكليف، واألهم بالنسبة لها أن تظل مـن أوائـــل الـشـركـات فـي تطبيق معايير السالمة على منت الطائرات مهما كانت التكلفة. وفـي إجابته على سـؤال الكاتب محمد الساعد حول تــحــول املـؤسـسـة إلــى شــركــة مـسـاهـمـة، لتصبح بذلك ملكا حقيقيا للمجتمع، أكـد أن املؤسسة تعمل على خـدمـة املــواطــن أيـنـمـا كـــان، وعـلـى رغــم أنـهـا مملوكة للحكومة، إال أنـهـا فــي حقيقة األمـــر مـلـك للمواطن، وتسعى دومــا لتكون أقــرب للمواطن أينما كــان، كما قطعت شوطا كبيرا باتجاه التخصيص، مـن خالل املأسسة وإدارتـهـا بطريقة تجارية، وبناء الحوكمة، ومــن ثــم تـأتـي مـرحـلـة الـشـراكـة اإلسـتـراتـيـجـيـة كآخر مراحل الخصخصة، للدخول إلى سوق األسهم. وعن استحواذ الشركات العاملية على حصة من نقل الــحــجــاج، قـــال: تـسـتـحـوذ الــخــطــوط الــســعــوديــة نحو %30 من نقل الحجاج، ما يعادل ستة أضعاف أقرب منافس لها في هذا املجال، ومع زيادة حصة الحجاج واملعتمرين، تعمد املؤسسة للحفاظ على حصتها مع الـزيـادة فـي األعـــداد، وتستهدف نسبة النمو العالية التي وضعتها الـرؤيـة. وفيما يخص النتائج املالية للمؤسسة، قــال: «الـسـعـوديـة» مؤسسة عامة مملوكة لــلــدولــة، وبــالــتــالــي فــكــل أرقــامــهــا ومــيــزانــيــتــهــا تعد بـأسـلـوب الـشـركـات الـتـجـاريـة فــي الــوقــت الـحـالـي مع وجــود مـراجـع خـارجـي يدقق الحسابات املالية كأي شركة مدرجة في السوق. وأردف قــائــال: أسـتـطـيـع أن أقـــول إن الـنـتـائـج املالية للسعودية متساوية في العامني 2015 ،2016و رغم زيادة أسعار الوقود املقدمة للسعودية بنسبة ،%120 ناهيك عن زيــادة الرسوم الحكومية في املـطـارات، إذ يبلغ أثر هذه الرسوم نحو 1500 مليون ريال، ورغم هذا العبء الجديد، فالنتائج املالية للمؤسسة جيدة، كما تم عمل تنظيف لكل الحسابات املقدمة للمؤسسة، وتسويتها بالكامل حتى منتصف ،2014 ونسعى لتسوية املبالغ املستجدة أوال بأول. وفي رده على سؤال رجل األعمال مساعد السحيمي، حول استحواذ الطيران األجنبي على نسبة من نقل املسافرين خصوصا العمالة الــوافــدة، قــال: بالنسبة لـسـوق السفر باململكة، الــيــوم هــو ســوق مـفـتـوح، فال يمكن منع اآلخرين من العمل والتنافس، ما يشي بأن حصة السعودية ستتناقص مـع التنافس املوجود، إال أن حصتها فـي تـزايـد مستمر، إذ تعتمد نموذج التشغيل عـلـى مــركــزي عمليات فــي جــدة والرياض، ومنها إلـى كافة مـطـارات اململكة وبقية دول العالم، ففي مصر على سبيل املثال، تنتقل الخطوط املصرية من القاهرة إلى جدة والرياض والدمام واملدينة، فيما تنطلق «السعودية» إلى القاهرة واإلسكندرية وشرم الشيخ وغيرها حسب نموذج التشغيل الطبيعي، إذ الجميع يعمل من خالل املركزين الرئيسيني للخطوط السعودية، ما يعني أن وجود شركات لخدمة الخطوط األخرى ال يعد قصورا، فالسعودية ستتوسع في ظل هذا النموذج التشغيلي. وعـن موعد إطــالق طـيـران «اديـــل» منخفض التكلفة، قال: يعد «اديل فالي» الـذراع االقتصادي أو الطيران االقتصادي للسعودية، وهو يستهدف شريحة معينة، وسيقدم خدمات سفر عالية الجودة، بنفس مستوى األمان واالنضباطية املوجودة، ولكن ستقدم الخدمات بطريقة بسيطة، بحيث تكون تكلفتها محدودة وفي متناول شرائح أوسع، وهو نموذج موجود في العالم خاصة في الرحالت القصيرة، وهناك شرائح ترغب في هذه الخدمة. واملؤسسة سائرة على نفس املخطط االستراتيجي املعلن عنه، وتطلق أول رحلة لـ«فالي اديل» في اليوم الوطني للمملكة. وتـسـتـهـدف املــؤســســة تشغيل 50 طــائــرة فــي ،2020 وسـتـكـون االنــطــالقــة األولــــى داخـلـيـا وإقـلـيـمـيـا بست طـائـرات، اذ أعلنا عنه قبل أقـل من سنة، وهنا أشكر األخوة في الطيران املدني على التسهيالت والتعاون في إنهاء اإلجراءات الكثيرة واملتطلبات إلنشاء شركة طيران، وقد تم استقطاب كفاءات لها تجربة خاصة فــي إنــشــاء شــركــات طــيــران منخفضة الـتـكـالـيـف، تم تطعيمهم بـزمـالء مميزين مـن الـسـعـوديـة، وسيكون أساس إنشائها اعتمادها على كفاء ة تشغيلية عالية، بــعــدد مــوظــفــني ال يــتــجــاوز 100 شــخــص فــي املركز الـرئـيـسـي، مـا يعني أنـهـا ستكون ذات كـفـاءة عالية، تمكنها من تقديم أسعار في متناول الجميع. ونحرص على وجود كفاء ة تشغيلية، بنوع واحد من الطائرات، ودرجة واحدة، بعيدا عن نموذج التشغيل املعمول به حاليا في السعودية، إذ إنه ضخم ومكلف. وفـي رده على ســؤال الزميلة وديــان قطان مراسلة «عـــكـــاظ» فـــي واشــنــطــن بــخــصــوص تــصــاعــد أزمة تـــذاكـــر مـبـتـعـثـي أمـــريـــكـــا، الـــتـــي امـــتـــدت ألكـــثـــر من أسـبـوع، قــال: خدمة املبتعثني تتم بسالسة كبيرة، خــصــوصــا أن عــــدد الـــطـــالب الـــقـــادمـــني يــزيــد على الـــرحـــالت واإلمـــكـــانـــات املـــتـــوفـــرة، ويــتــم التنسيق والـحـجـز للمبتعثني عـلـى خـطـوط أخـــرى فــي حال عـدم توفر مقاعد على «السعودية». والطبيعي أن تحدث أزمة مع العدد الكبير الراغب في قضاء شهر رمـضـان باململكة، مـا يستوجب على املبتعثني أن يكونوا أكثر مرونة في موعد العودة، و«السعودية» كـلـهـا آذان صــاغــيــة ألي احــتــيــاجــات أو متطلبات للمبتعثني، فهناك مراكز اتصال مفتوحة، وقنوات للتواصل، وتشير التقارير إلــى سالسة األداء، مع وجـود مشكلة لعدد محدود في اليوم الـذي يسبق العيد مباشرة، وجار معالجتها.