Okaz

‪°ÊuJð s Ë AEAEW¹oeuF‬

-

مــن يــعــرف جـــزر سـيـشـل الــعــائـ­ـمــة، يـعـلـم أنــهــا لـيـسـت ســـوى أرخبيل صخري في املحيط الهندي وجزيرة «مجهرية» متناهية الصغر ال يمكن أن ترى بالعني املجردة، وعندما تضع سيشل بجوار قارة آسيا، فليس هناك إنسان عاقل يمكن أن يقارن بينهما. قطر أقرب ما تكون لجزيرة سيشل، ليست سوى نتوء «ترابي» خارج من الجزيرة العربية، وأنبوب غاز وقناة وقاعدة أمريكية مستأجرة، ومستوطنني من الجالية اإلخونجية وبقايا القومجية والبعثية املندحرة. قبلت القيادة القطرية الحالية أن تطاردها لعنة التاريخ والجغرافيا، فسياساتها املتقلبة واملتناقضة خالل السنوات العشرين املاضية، حولت الدوحة إلى مجرد «انتيل» يبث قناة الجزيرة، ويتبنى آراء قوى التطرف واإلرهاب حول العالم. من املؤكد أن ال الدوحة وال مواقفها السياسية الخشنة والغادرة، وال تحالفها مع إيران ودغدغة مشاعر القومية الفارسية، وال حتى القيام بمناورات مشتركة مع الحرس الثوري اإليراني يمكن أن تحميها مما تخرجه ألسنتها وتجنيه يداها. كما أن بناءها ملسجد الشيخ محمد بن عبدالوهاب في ضواحي الدوحة، لتقول إنها املؤتمنة على تراثه وفقهه، لن يقنع العالم اإلسالمي أن من احتفت بقاتل أطــفــال فلسطني ولـبـنـان ومـصـر «شـيـمـون بـيـريـز» بــني طلبتها وطـالـبـات­ـهـا في جامعة الدوحة، ستكون أمينة على املسلمني. عجلة الـتـاريـخ لـن تتغير بالتحالف مـع اإلخـــوان املسلمني، وال دعــم قــوى الشر والــجــمـ­ـاعــات اإلرهــابـ­ـيــة بــاملــال والــســال­ح مــن جــبــال تـــورا بـــورا فــي أفغانستان، مـــرورا بـالـعـراق وسـيـنـاء والـيـمـن وليبيا وتـونـس والــجــزا­ئــر، وصــوال إلــى مالي جنوب الصحراء، سيقود قطر لتزعم السياسة العربية، مهما بذلت واستنزفت خزينتها. ظنت الدوحة كمقاول من الباطن لبعض القوى الغربية والتنظيمات الراديكالي­ة، أنـهـا ستكون بـديـال لـلـريـاض، بـل أخـذهـا غــرورهــا إلــى أن تخيلت قـدرتـهـا على حكم الرياض، لقد تهيأت، ورسمت خطتها بالتعاون مع اإلرهابيني من اإلخوان املسلمني والسروريني ووكالئها في الداخل من مدعي النضال و«الحكوكيني»، الــذيــن أعـــدوا عـدتـهـم الــعــام 2011 بــدعــم مــا يسمى ثـــورة حــنــني، لـتـكـون منصة الخيانة التي تنطلق منها الثورة واالحتجاجا­ت، لتنهار الدولة السعودية كما توهموا، وتستبدل بﺈمبراطوري­ة حمد العظمى. انجرار قطر وراء الجماعات اإلرهابية والحركيني ليس جديدا، فمنذ انطالق قناة الجزيرة القطرية قبل أكثر من عشرين عاما، وهي تعد محطة مفضلة لﻺرهابيني واملعارضني لدول الخليج وباألخص السعودية. ولو استعرضنا معﴼ املواقف القطرية خالل العشرين عاما املاضية، لوجدنا أنه ال يوجد أحلم من السعودية وأكثر منها صبرا. استضافت «الجزيرة» طـوال سنوات كل أعـداء الرياض من ساقط والقـط، من ما يسمى باملعارضة السعودية فـي الــداخــل والــخــار­ج، وأتــاحــت لهم الـفـرصـة تلو الفرصة لﻺساء ة للسعودية وقادتها وتمرير رسائلهم للعمليات التخريبية، بدء ا من سعد الفقيه واملسعري، وليس انتهاء بﱭ الدن والظواهري والبغدادي. وطنت الكثير من فلول الحركيني واإلخوان املسلمني، وآوتهم ودعمتهم ماليا، من القرضاوي إلى الشنقيطي وغيرهم اآلالف، وأعطتهم الضوء األخضر لالنتقاص من اململكة. لم تكتف قطر بذلك بل تعاملت بكثير من قلة املــروءة وقلة االحـتـرام، مع األسر الحاكمة وعائالتها ونسائها ورموزها الوطنية في الخليج والعالم العربي. أنــشــأت قـطـر مــئــات مــن الـصـحـف والــقــنـ­ـوات املـوجـهـة لــداخــل املـمـلـكـ­ة، وللخارج الغربي املراقب للشأن السعودي، وأوكلت إدارتها للمستوطن اإلسرائيلي عزمي بشارة، ودفعت األموال الطائلة لشراء حقوق إنتاج صحف ومواقع أجنبية مثل «الهافينجتو­ن بوست»، والجزيرة إنجلﺶ، ليس دعما للمهنية، بل إلنتاج مواد إعالمية مسمومة ضد الرياض بغطاء غربي. ال يمكن لﻸجهزة األمنية السعودية أن تغفل الخط املباشر ماليا ولوجستيا بني أجهزة املخابرات القطرية والهاربني سعد الفقيه ومحمد املسعري عضوي جماعة اإلخوان املسلمني بفرعها املحلي. قبل أشهر وخالل عاصفة الحزم التي اقتلعت النفوذ اإليراني من اليمن وسواحل البحر األحمر األفريقية، تبرعت قطر لدى طهران ووعدتها بتطويق السعودية عبر السودان وإثيوبيا، قام القطريون بزيارات وإرســال مندوبيهم، إلغــراء تلك الدول بالتوقف عن التحالف مع السعودية، مع وعود مالية واستثمارية مغرية. السعودية الفطنة الـحـازمـة الـعـازمـة، الـتـي تحولت إلــى السياسة الـصـارمـة مع أعدائها ومن يخونونها، صمدت طوال أكثر من ثالثمئة عام، في وجه املؤامرات والخيانات، تقول بصوت قاس، إنها تحالف من يحالفها وتعادي من يعاديها!

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia