اخلدمات تدير ظهرها عن قرى شرق مكة
ﻧﻘﺺ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻗﺮﻯ ﺷﺮﻕ ﻣﻜﺔ ﺍﻟﻤﻜﺮﻣﺔ ﺣﺪﺕ ﻣﻦ ﻃﻤﻮﺣﺎﺕ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻭﺍﻷﻫﺎﻟﻲ، ﻓﻼ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻄﻠﻌﻮﻥ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻬﻴﺔ ﻭﻻ ﻳﺄﻣﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺇﻳﺼﺎﻝ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻬﺎﻣﺸﻴﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺰﺍﻟﻮﻥ ﻳﺤﻠﻤﻮﻥ ﺑﺎﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ، ﻓﺒﺮﻏﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺿﻮﺍﺣﻲ ﻣﻜﺔ، ﺇﻻ ﺃﻧﻚ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻷﻳﺎﻡ ﻟﺤﺼﺮ ﻣﻄﺎﻟﺒﻬﻢ، ﻭﻗﺪ ﺗﻨﺪﻫﺶ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻔﻠﺘﺔ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻄﺮﻕ ﻫﻲ ﺃﻭﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ، ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺠﺎﻭﺯﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ، ﻭﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﻳﺄﻣﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺎﻫﻮ ﺃﻗﻞ. ﺗﺴﻊ ﻗﺮﻯ ﻭﻫﻲ »ﺍﻟﺠﻌﺮﺍﻧﺔ ﻭﺷﺮﺍﺋﻊ ﺍﻟﻨﺨﻞ ﻭﺍﻟﺒﺠﻴﺪﻱ ﻭﺍﻟﺼﺪﺭ ﻭﺳﺒﻮﺣﺔ ﻭﺳﻮﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﻀﻴﻖ ﻭﺍﻟﺰﻳﻤﺔ«، ﻳﺴﻜﻨﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠١ ﺁﻻﻑ ﻧﺴﻤﺔ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﻧﻘﺺ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺨﺪﻣﻴﺔ ﻭﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻭﺃﻫﻤﻬﺎ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻓﻐﺎﻟﺒﻴﺘﻬﺎ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺳﻔﻠﺘﺔ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻌﺒﻴﺪ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﻧﺎﺭﺗﻬﺎ ﻭﺭﺻﻔﻬﺎ، ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺼﺮﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ.
وبــعــد أن يــئــس األهـــالـــي هــنــاك مـــن تــوفـــر تلك الخدمات، طالبوا عبر «عـكـاظ»، بتشكيل لجان لــحــصــر احــتــيــاجــات هــــذه الـــقـــرى والــبــحــث عن وسـيـلـة أســـرع لـتـوفـيـرهـا، األمـــر الـــذي سيخفف الضغط على مكة املـكـرمـة، إذ يلجأ الكثير من سكان قـرى شـرق مكة إلـى السكن في مكة بحثا عــن الــخــدمــات والـــراحـــة، إضــافــة إلـــى أن الكثير مـنـهـم يــراجــع الـــدوائـــر الـحـكـومـيـة والتعليمية لعدم توفرها. حديث السكان لـ«عكاظ» كان مكررا، فما تسمعه مـن شخص تسمعه من آخـــــر، فــقــد تـــعـــددت املــشــاكــل والهم واحــــد. بـــدأ هــانــي حـسـن الزويهري متحدثا عــن املـعـانـاة الـكـبـرى لقرى شرق مكة، فقال، «الجعرانة وشرائع النخل والبجيدي والصدر وسبوحة وسولة واملضيق والزيمة، وغيرها مــن الــقــرى تــعــانــي مــن عـــدة مشاكل خدمية يتركز جلها فــي البنية التحتية لهذه الــقــرى، والـتـي يتضرر منها السكان وأهــم هذه املشاكل معضلة الطرق فهي تحتاج إلى سفتلة في أغلبها وإعادة تعبيد فـــي أخـــــرى، بــاإلضــافــة إلــــى اإلنـــــارة والــرصــف والتنظيم لـلـطـرق»، فيما أشـــــــار تـــركـــي مــحــمــد الـــقـــرشـــي إلى أن هـــذه الــقــرى تـعـد مــن الضواحي املـهـمـة للعاصمة املــقــدســة، يقطنها عــشــرات اآلالف مــن الـسـكـان وتتوفر بها مساحات كبيرة صالحة للسكن واالســـتـــقـــرار، ولــــو تـــم الــعــنــايــة بها وتوفير الخدمات لخفف الضغط السكاني على مكة املكرمة وأحيائها القديمة. وأضـاف كل من سلطان محمد ومهلهل الهاللي، بأن املعاناة مع الطرق ليست الوحيدة، بل هناك مـشـكـلـة أخــــرى ال تــقــل أهــمــيــة عـــن الـــطـــرق، وهي الـــصـــرف الــصــحــي فــلــم يــنــفــذ مـــشـــروع الصرف إلــى اآلن، األمــر الــذي تسبب فـي انتشار الروائح الكريهة واملــيــاه اآلســنــة، والــتــي تـــزداد ســـوءا مع
هــطــول األمــطــار خـــالل املــوســم، مـشـيـريـن إلـــى أن عـــدم اسـتـكـمـال مــشــاريــع تـصـريـف مــيــاه األمطار قـد تسبب فـي حــدوث مشاكل كبيرة تــتــمــثــل فـــي تــلــف طــبــقــات االسفلت وتهشمها، وقطع الـطـرق، خصوصا الترابية منها والتي تسببها السيول املنقولة القادمة من األوديــة الكبيرة خــالل موسم هطول األمــطــار، الفتني إلى عدم اكتمال شبكات املــــــــيــــــــاه املــــــــحــــــــالة مما يضطرهم إلى شراء املياه عــــن طـــريـــق الصهاريج الخاصة والتي تكبدهم مبالغ مالية كبيرة خالل الشهر الواحد. وبـــني مــالــك املــالــكــي، أن قــراهـــم تــعــانــي مـــن عدم وجـــــود مـــراكـــز للرعاية الصحية األولــيــة تعمل على مدار الساعة الستقبال املرضى وخــصــوصــا الــعــجــزة وكـــبـــار السن وال يوجد مركز صحي مــنــاوب، بــاإلضــافــة إلى تـواضـع إمـكـانـيـات هذه املراكز. فيما طالب سعيد املالكي بضرورة إنــــشــــاء مــســتــشــفــى حـــكـــومـــي يخدم تــــلــــك الـــــقـــــرى املأهولة بــالــســكــان، مــمــا يخفف من معاناتهم في السفر بــرا لـلـوصـول إلــى أقرب مستشفى ســواء فـي مكة أو جــدة أو الـطـائـف، وأكــد بــأن الـعـدد السكاني في القرى يشفع لها بإقامة مستشفى صغير يخدم العائالت وكبار السن، الفتا إلى أن أقرب مستشفى حكومي يقع على بعد نحو ٠٤ كيلومترا. وبــعــد أن تــحــدث الـسـكـان عــن الــخــدمــات األساسية والــــتــــي تــــركــــزت فــــي الــــطــــرق والـــــصـــــرف الصحي والـــخـــدمـــات الــعــالجــيــة، تــحــدث قـبـيـل مــغــربــي عن خدمات االتــصــاالت، فقال، «شـركـات االتـصـاالت لم تلتفت إلينا كثيرا، فنحن محرومون مــــن اســــتــــخــــدام الـــتـــقـــنـــيـــات الحديثة ووسائل االتصال الجديدة بسبب عدم تــوفــر أبــــراج لــالتــصــاالت بـشـكـل كاف، باإلضافة إلى انقطاع شبكة االتصال بشكل شبه مستمر». نائف العتيبي أكد على جميع تلك املطالب التي تحدث عنها السكان، ولـكـنـه شـــدد عـلـى الــطــرق، إذ طالب بتخصيص فــرق متنقلة للصيانة امليدانية لصيانة الطرق واملمرات الترابية وردم اآلبـــار القديمة الـتـي تشكل خـطـرا على األطفال وصغار السن، وأهمية تكثيف فرق اإلصــــحــــاح الــبــيــئــي مـــن قــبــل أمانة العاصمة املـقـدسـة ملتابعة املحالت الــتــجــاريــة واملــطــاعــم املـــوجـــودة في بعض محطات الوقود. من جهته، ناشد عضو املجلس البلدي بـــالـــعـــاصـــمـــة املـــقـــدســـة وأمـــــــني لجنة الـــتـــواصـــل واإلعــــــالم بــاملــجــلــس بريك الـعـصـيـمـي أمــانــة الـعـاصـمـة املقدسة بمزيد من االهتمام باملشاريع في قرى شمال شرق مكة املكرمة والتي طال بها الزمن وهي لم تكتمل بعد، مشيرا إلى أن هذه املشاريع لألسف الــشــديــد ال تــــزال بـطـيـئـة فـــي التنفيذ وانــقــطــاع الــعــمــل فــي بـعـضـهـا ألشهر والبعض اآلخر لسنوات. وبـني العصيمي أنـه يتعني اإلسراع في استكمال احتياجات القرى حتى ينعم املواطن بالراحة وتنعم املنطقة بـــالـــجـــمـــال، مـــشـــيـــرا إلـــــى أن الـــــدور الحقيقي للمجلس البلدي هو تلمس احتياجات املواطن ومعرفة رغباته والعمل على تحقيقها بالتعاون مع املسؤول عن تقديم الخدمة في أمانة العاصمة املقدسة وبقية الجهات الخدمية.