قطر.. كالهر يحكي انتفاخا صولة األسد
مشكلة قطر األساسية منذ االنقاب هي أنها استجابت ألكذوبة مفادها أنه بإمكانها أن تكون دولة مؤثرة في املنطقة وفي العالم، وصدقت من باع عليها تلك األوهام من املستشارين الذين جلبتهم من الخارج ليرسموا لها سياستها الخارجية بعد االنقاب، ويأتي على رأسهم املستشار املقرب من األمير السابق والحالي السيد عزمي بشارة الذي يحمل الجنسيتن اإلسرائيلية والقطرية، وقد تناسى نظام الحكم القطري بعد االنقاب األبعاد الجغرافية والتاريخية التي يتعذر معها أن تقوم بأي دور محوري في املنطقة، حتى وإن كانت تمتلك األمــوال والتي أصبحت تغدقها بكل سخاء على املعارضن ألنظمة عربية، وتشتري بها أقاما خليجية يسبحون بحمدها، ويشيدون بإنجازاتها التي ال يراها إال هم ومن على شاكلتهم. بـعـد مــا يسمى بـالـربـيـع الـعـربـي وجــد الـنـظـام الـقـطـري الـفـرصـة سـانـحـة ألن يحقق حلمه التوسعي، فأخذ يدعم بكل قوة كل من يملك مثقال ذرة من ثورة، وفتحت شاشات قناتها الثورية (الجزيرة) لهم ولتغطية األحـداث في العالم العربي، والهدف هو إسقاط تلك األنظمة ووصـول جماعة اإلخــوان املسلمن للسلطة، التي من خالها تسيطر على املنطقة، السيما أن األب الروحي مقيم في قطر ويحمل الجنسية القطرية، وهي لم تكتف فقط بالدول التي اشتعلت فيها الثورات وإنما استهدفت تثوير دول آمنة مطمئنة من بينها البحرين والسعودية والكويت؛ لتكون الوريث الوحيد لعروش تلك الدول فور سقوطها تماما كما كان يحلم األمير السابق في التسجيل الشهير مع القذافي إال أن شيئا من ذلـك لم يحدث ووجــدت أحامها تصطدم بالواقع ورأت أموالها يبددها الـريـح فتراجعت بعد ضغط دول الخليج عليها وفــي مقدمتهم السعودية لتذعن وتوقع على االتفاقية بعد أن سحبت دول الخليج سفراءها في الدوحة إال أن التراجع لم يكن سوى تراجع شكلي، فهي واصلت زرع الفتنة والتشغيب على دول الخليج بــأذرع إعامية صنعتها ومولتها، وأدارهـــا عزمي بشارة في الخارج، وبعد النجاح الكبير للقمم التاريخية في الرياض لم تتحمل أن ترى مشروعها يتهاوى فخرج األمير من الظل إلى النور وصرح بتصريحاته العدائية تجاه دول الخليج والتي كان وكاؤه يقولونها في السابق. لن تتعافى دولة قطر مما هي فيه من هذه املراهقة السياسية إال بعد أن تعرف حجمها السياسي وتتخلص من أحام اليقظة الكاذبة التي زرعت في أذهان قادتها، وأن تعود إلى رشدها وإلى صفها الخليجي والعربي، وتتوقف عن دعم من يستهدف أمن دول الخليج والدول العربية. والــكــارثــة أنـــك تـــرى وســـط هـــذه األجـــــواء أشــخــاصــا يـنـتـمـون إلـــى هـــذا الوطن ويـحـمـلـون جنسيته ودرجــــوا عـلـى دروبــــه ومــع هــذا يستبسلون فــي الدفاع عن تلك التصريحات أو يقاتلون في نفيها دون أن تتحرك مشاعرهم تجاه وطنهم ودون أن تستفز وطنيتهم عبارات اإلســاءة التي احتواها التصريح املشن، ولو قلت في وطنك معشار ما قالوا في قطر لرأيتهم يصمونك بأنك مطبل أو مسترزق كما قال بعض اإلساموين مشنعا عن من يدافع عن وطنه، وهـــذا غير مستغرب عليهم ونـحـن نتذكرهم أيـــام شبابهم عندما أصبحت قوات صدام على مشارف السعودية، فطعنوا وطنهم في خاصرته وأصبحوا طابورا خامسا في زمن الحرب وهذا ما يؤكد أن جماعة اإلخوان املسلمن ومن تعاطف معهم ال أوطــان لهم، وأن وطنهم هو مقر جماعتهم، ووالءهــم فقط
ملرشدهم صاحب البيعة.
* محام وكاتب