قطر والطابور اخلامس
ال أخــفــيــكــم ســـــرا بــأنــنــي أحـــتـــرم كـــل قـــطـــري يستميت بــالــدفــاع عــن دولــتــه فــي ظــل األزمــــة الـحـالـيـة حـتـى وإن وجــــدت الـكـثـيـر مـنـهـم يــدخــل عــلــى حــســابــي فــي تويتر ويستخدم لغة عنيفة في بعض األحيان إال أنه يمارس عـمـال طبيعيا وهـــو الـــدفـــاع عــن وطــنــه كـمـا يــزعــم وإن كـان غالبية القطريني ال يتماهون مع سياسة نظامهم الحاكم ومغامراته املراهقة وغير املحسوبة؛ ألن غالبية القطريني يعلمون جيدا أن ال مصلحة لهم وال لدولتهم في معاداة السعودية ودول الخليج التي هي أقرب إليهم من عدو فارسي فاشي ال تربطهم به أية روابـط ثقافية وال اجتماعية وال جغرافية. إال أنـنـي فـي نفس الوقت ال أملك إال أن أمقت أولـئـك السعوديني الـذيـن أصبحوا قـطـريـني أكــثــر مــن الـقـطـريـني أنـفـسـهـم وخــذلــوا وطنهم وطعنوه في خاصرته وشنعوا على الوطنيني الشرفاء مـن أجـل أنهم تـصـدوا لتصريحات أمير قطر العدائية تـجـاه وطنهم ولــم يتركوا مـفـردة فـي قـامـوس الشتائم إال واسـتـخـدمـوهـا وقــاتــلــوا بـكـل مــا أوتــــوا مــن قــوة من أجل تسويق أكذوبة االختراق وبعد أن تالشت وثبتت السياسة العدائية التآمرية لحاكم قطر عادوا أدراجهم لحساباتهم ونظفوها من ذلك العار والدنس، متخيلني أن مواقفهم لم ترصد أو توثق كعادتهم دائما في كل قضية تمس أمن الوطن لم يسعهم السكوت إذا لم ينالوا شـــرف الــدفــاع بــل كــانــوا خـنـجـرا مـسـمـومـا غــــادرا، ولنا فـي قضية (فـكـوا العاني) خير مـثـال، حيث دافـعـوا عن القتلة و اإلرهابيني وألبسوهم وشاح النضال السياسي حتى تكشف امللف وعرف من وراء ه وخرج بعض أولئك اإلرهــابــيــني ليفجروا ويقتلوا ويـعـوثـوا فــي هــذا البلد فـسـادا ولــم يخجل أولـئـك الـقـوم أو يـعـتـذروا بـل ساروا في الطريق ذاتها وهـا هم اليوم يصطفون في الطرف املقابل لوطنهم دون خجل أو حياء. ما فعلوه مع قطر فعلوه مع تركيا أيام االنقالب وقلبوا حساباتهم جبهة حمراء للدفاع عن الرئيس أردوغان وزينوا حساباتهم بصوره وصور العلم التركي وبرروا حـمـالت االعــتــقــاالت الـتـي قــام بـهـا الـنـظـام الـتـركـي بعد االنقالب ولم يتحدثوا يومها عن الحكمة وال عن اللحمة الوطنية وال عن رأب الصدع كما هي الفتاتهم اليوم مع تصريحات أمير قطر العدائية، وهذا الطابور الخامس سيستمر ويــتــنــامــى مــا لــم يــقــف فــي وجــهــه (القانون) واملؤسسات القضائية، ألن الحكماء قديما قالوا (من أمن العقوبة، أساء األدب).