قطر واخلطيئة الكبرى.. طفح الكيل
بعد أن انكشف عنه القناع وانفضحت سياساته ضد دول الخليج ودعمه الفاضح للتنظيمات اإلرهابية، والنظام اإليـرانـي الطائفي، وأصبح وحيدا يغرد خارج السرب، يحاول أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني الخروج من دائــرة العزلة التي فرضها على نفسه، بسبب سياساته الطفولية ومـراهـقـاتـه السياسية، إذ يرغب اللجوء إلى الوساطة إلنهاء األزمة التي هندسها وأغرق قطر بسببها في مستنقع ال يمكن الخروج منه. وبحسب مصادر دبلوماسية فـإن أمير قطر سيصل الكويت غـدا (األربـعـاء) في زيارة لن تستغرق سوى عدة ساعات إلجراء مباحثات مع أمير الكويت الشيخ صباح األحمد الصباح فـي محاوله إلخـراجـه مـن العزلة والتوسط لــدى السعودية. وأوضـحـت املصادر لوكالة «األناضول»، أن زيارة أمير قطر إلى الكويت تصب ملصلحة التوسط مع السعودية، إلنهاء األزمة التي وقع في شراكها ويرغب الخروج منها. زيارة أمير قطر للكويت تأتي بعد أيام من زيارة قام بها وزير الخارجية الكويتي صباح خالد الحمد الصباح إلى الدوحة، إذ التقى بأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. عندما تلجأ قطر للكويت لتقوم بدور الوساطة، فنحن في السعودية نكن للكويت أمـيـرا وحكومة وشعبا كـل االحــتــرام والتقدير، ولكن على ضــوء مـا فعلته قطر مـن خــروج عـن اإلجماع الخليجي والـعـربـي واإلســالمــي، والـطـعـن فــي الظهر وعــدم االلــتــزام بـاتـفـاق الــريــاض وخــرق الـعـهـود واملــواثــيــق، فــإن أي تـحـرك قـطـري لــن يلقى القبول، ألن الرأي العام السعودي والخليجي والعربي، أصبح لديه وعي كامل للسياسات القطرية السلبية التى تتعارض مع تعزيز التضامن الخليجي، فضال عن تهديدها لأمن اإلستراتيجي الخليجي، وارتـمـائـهـا فـي حضن النظام الـفـارسـي اإلرهــابــي و تدخلها فى الشؤون الداخلية لعدد من الـدول العربية ودعمها لحواضن اإلرهــاب. وهنا اليمكن إغفال دور الكويت التي كانت والتزال على الدوام حريصة كل الحرص على دعم العمل الخليجي املـشـتـرك، والـسـعـي الحثيث لتعزيز التضامن الـعـربـي واإلســالمــي وتحظى بـاالحـتـرام في األوساط الرسمية السعودية والخليجية والعربية. كما أن أمير الكويت يحظى أيضا يتقدير بالغ في األوساط الخليجية. وعلمت «عكاظ» أن أمير قطر يرغب من خالل الوساطة الكويتية أن يخرج من العزلة التي فرضها على نفسه، والتي أيضا ستفرض عليه في املحيط الخليجي والعربي واإلسالمي. ولم تستبعد املصادر أن يتوجه أمير قطر إلى مسقط قريبا، إلجراء محادثات مع السلطان قابوس في إطار دعم مشروع الوساطة مع السعودية وتغطية فضائحة التي فاحت رائحتها في املنطقة الخليجية والعربية واإلسالمية، وأصبحت تتخوف من مقاطعة خليجية عربية إسالمية. مشكلة قطر ليست مع اآلخرين فقط، بل مشكلتها قطر مع نفسها، فهي تبحث عن عدو، سواء في الداخل أوالخارج وهي حريصة على إحداث تصدع في عالقاتها مع جيرانها. ويـقـول محللون إن خطاب أمير قطر يعتبر خطيئة كبرى لـن تغتفر وستدفع الدوحة ثمنها غاليا.