املدفع صامت مبكة ودويه مسموع في املدينة
للعام الـثـالـث على الــتــوالــي، مــا زال الصمت يخيم على مدفع رمضان بمكة املكرمة بعد أن سمع صوته ألكثر من 130 عاما قبل انتقاله إلى جوار شرطة العاصمة املـقـدسـة وتغطيته بغطاء بــجــوار مـدخـل الشرطة، حتى أن جبل املدافع لم تعد األنظار تلتفت إليه، واآلذان ترهف أسماعها.. وفــي الـوقـت الــذي صمت فيه مـدفـع رمضان بمكة املكرمة، انطلق مدفع رمضان باملدينة املنورة منذ ثالث سنوات للعمل من جديد بأمر أمير منطقة املدينة املنورة األمير فــيــصــل بــــن ســلــمــان بــعــد أن صمت ألكـثـر مــن 20 عــامــا. وكــان املتبع في كل عـام، نقل املدفع إلى جبل املـــدافـــع فـــي الـــــــ82 مـــن شعبان مــن كــل عــــام، ويـسـتـمـر حتى انـتـهـاء شهر رمــضــان، ويحمل املـدفـع 150 قذيفة صوتية تزن الواحدة منها كيال واحدا من البارود وتبدأ أول سبع طلقات من أعلى الجبل، إعالنا عن دخول شهر رمضان املبارك الذي اعتاد أهالي مكة واألحياء القريبة منه سماع صوته ثم يدوي صوته مرة واحدة عند الساعة الثانية فجرا. ويــطــلــق أهـــالـــي مــكــة اســــم (الــتــصــحــيــة) عــلــى صــــوت القذيفة، فينهمكون فــي إعـــداد الـسـحـور، ويختتم يـومـه بطلقتني قبيل الفجر بربع إلـى ثلث ساعة تسمى طلقتي (الكفاف)؛ ليتوقفوا عن األكـل والشرب ويستعدوا النطالق يوم جديد من أيـام شهر رمضان املـبـارك، وعند إعـالن اإلفطار يطلق أربـع طلقات معلنًا إنهاء العطش والجوع، ويختتم املدفع فترة عمله بسبع طلقات ليلة إعـالن العيد وسبع أخـرى بعد صـالة العيد بالحرم املكي، لينتهي بذلك دوامه ويعاد حمله مرة أخرى ليعود أدراجـه إلى مكانه. وطـالـب عــدد مـن أهـالـي العاصمة املقدسة سمير حافظ وعبدالله الحربي وبخيت الصالحي بعودة مدفع رمضان إلى مكانه الذي سمي باسمه (جبل املدافع)، مشيرين إلى أن هذا إرث تاريخي.