Okaz

‪WOMOL)«Ë dD‬ W uJŠ

-

التقية وإخــفــاء مــا تبطنه وإظــهــار خــاف الحقيقة أحــد أهــم مرتكزات السياسة امليكافيلي­ة اإليرانية التي تقوم على مبدأ »الغاية تبرر الوسيلة«. فـإذا كانت الغايات شريرة فالوسائل من باب أولـى تكون في مستواها املليء بالشرور واألحقاد والكراهية. لهذا سعت إيران الخمينية بعد تمكنها من ركوب الثورة على شاه إيران »يرحمه الله«، اإلنقاب على كل من ساهم في الثورة اإليرانية وكـان له دور فعا في تحقيقها بعد أن حالفهم مرحليا فقتلهم وذبحهم وسجنهم وشردهم ونكل بهم أشد تنكيل ولم يرع فيهم ذمة وال عهدا، محققﴼ قوله تعالى »كيف

‪َُ َْ ُْ َُ ََ‬ وإن يظهروا عليكم ال يرقبوا فيكم إال وال ذمـة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم

َِ وأكثرهم فاسقون«. الخمينية عندما ظـهـرت على الشعب اإليــرانـ­ـي كــان نصيب هــذا الشعب االستبداد والقهر وقتل كـل مخالف، حيﺚ بــدأت بحلفائها فـي الـثـورة ثـم بمخالفيها وأخيرا بشعبها ومــقــدرا­تــه وتنميته. وقــد أســعــرت وأوقــــدت وأشـعـلـت الطائفية البغيضة، بهدف أن تظهر أنها البديل املعتدل لإلسام املنفتح على اآلخر وسوقت ودعمت فكرة الكيانات الصغيرة البديلة للدولة واألحــزاب املتنافرة واملتحاربة حتى تتمكن من تفتيت الــدول العربية والسيطرة عليها كما هو الحال في العراق وسورية واليمن. حيﺚ دعـمـت امليليشيات الحزبية والطائفية بأنواعها ومولتها بالساح ومكنت لداعﺶ من الدخول إلى املوصل لكي يسهل خلق ما يسمى بالحشد الشعبي وكذلك لكي تتمكن مـن تهجير السكان وتغيير البنية السكانية فـي املنطقة وخلق الهال الشيعي الطائفي وصوال للبحر األبيض املتوسط. لقد استطاعت الخمينية خال 30 عاما من املؤامرات تسويق نفسها وفكرها الطائفي من خال اللعب على املتناقضات والدسائس والكيانات الطائفية وامليليشيا­ت ففتحت أراضيها للقاعدة وغيرها من منظمات حتى تمسك بخيوط اللعبة وتظهر خصومها باملتشددين واملتنطعني. لقد أصبحت إيران الخمينية ماذًا للخونة والراغبني في السلطة وأصحاب األجندات املشبوهة والطامعني في ثروات األوطان، فتجد العماء يغشونها ويذودون ويدافعون عنها على حـسـاب وطنهم ومـقـدراتـ­ه وتنميته كما هـو حــال حــزب الـلـه والحوثيني وغيرهم من خفافيﺶ الظام. كما سعت وحاولت إيران الخمينية مباشرة أو من خال عمائها تطويق اململكة العربية السعودية، من خال إذكاء الفتنة في مصر عن طريق حلفائها اإلخوان املسلمني وحماس والحوثيني باليمن، غير أن مخططها باء بالفشل حيﺚ خـرج اإلخونجية من مصر مدحورين وقضت عاصفة الحزم على حلمها في اليمن ونجحت السعودية من خال قوتها الناعمة والصلبة في حشد العالم اإلسامي وباملشاركة مع الواليات املتحدة األمريكية في اعتبار امليليشيات واألحـزاب البديلة للدولة كيانات إرهابية وبذلك قضت على ما كانت تروج وتسوق له إيران خال 30 عاما. فكان ال بد للكيانات املندسة أن تطل برأسها بهدف زعزعة وخلخلة الصف. إن خروج حكومة قطر عن التقية وهو النهج والخط واألسلوب الخميني في إخفاء ما يبطن ويرغب فيه كان لسبب قوي. فقطر لم تكن لتخرج عن هذا الخط إال لسبب قوي للغاية. حيﺚ شعرت قطر وألول مرة أن حلمها يتاشى ويذهب في مهب الريح بسبب نجاح القمم الثاث في الرياض واالعـتـرا­ف األمريكي واإلسامي بـدور إيران ومسؤوليتها عن الفوضى في املنطقة وما تسعى إليه من تفكيك الكيانات واإلضرار بـاألمـن الـقـومـي مـن أجــل أن تـسـود الـفـوضـى، كما شـعـرت قطر بـالـخـوف مـن الدعوة لحرمان اإلرهابيني من املاذ اآلمن، ألن قطر توفر املاذ اآلمن للعديد من اإلرهابيني وأحـسـت بــأن وجــود الـقـاعـدة األمـريـكـ­يـة لديها لـن يحميها ويـــدرأ عنها املسؤولية، وخاصة أن أبواقها اإلعامية التي تدعم املنظمات اإلرهابية تكشف تناقض مواقفها وأن خلط األوراق لن ينطلي ولن يمر بسام على املجتمع الدولي ويجب أن تطابق كلماتها وعهودها أفعالها على أرض الواقع، وأن تلتزم باالتفاقيا­ت والتعهدات التي وقعت عليها. قطر تتلمذت ونهجت واتبعت الطريق الخميني الذي يسعى إلى خلق الفوضى وإال فما هي مصلحة قطر في زعزعة وخلخلة األمن املصري وما مصلحتها في محاربة الدولة الليبية ومناصرة املنظمات والجماعات اإلرهابية وتواجدها هناك كما هو ثابت باألدلة القطعية، ما مصلحتها من استمرار الوقيعة بني الفلسطينين­ي واعتبار حماس املمثل الشرعي الوحيد والخروج على اإلجماع العربي، ما مصلحتها في أن تكون ماذا آمنﴼ لإلرهابيني. نعم قطر غافلة عن أن هذه الفوضى التي تسعى إليها ستكون هي أول من يسطلي وينكوي بنارها. غير أن الصغار تنطلي عليهم الخدع وال يقدرون األمر حق قدره. وقد آن األوان لتذوق قطر كحكومة وليس كشعب وبال أمرها ونهجها... والله املستعان.

 ??  ?? عاﺋلة مسلمة تﺒتهﻞ إلﻰ ا G ﻗﺒﻞ ا H فطار في ساﺣة أﺣد مساجد األﺣياء القديمة في دلهي بالهند. (رويترز)
عاﺋلة مسلمة تﺒتهﻞ إلﻰ ا G ﻗﺒﻞ ا H فطار في ساﺣة أﺣد مساجد األﺣياء القديمة في دلهي بالهند. (رويترز)

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia