ضعف املركز املالي والتوسع في االقتراض وراء خفض تصنيف قطر
«اقتصاد الوهم».. أين اختفت الـ 100 مليار دوالر من أموال القطريني؟
قديما قالوا «حينما يتحول األبيض إلى رمادي، والرمادي إلى أسود، واألسود إلى عجوان.. فتش عن اإلعالم، وعندما يتحول الحق إلى شك، والشك إلى زور، والزور إلى بهتان.. فتش عن اإلعالم». كانت تلك القاعدة وما زالت منهجية قطر وإعالمها في التعامل مع حقائق السياسة، والتاريخ، وأيضا االقتصاد، فبدال من االعتراف باألخطاء، والعزم على اإلصالح، أسست ورسخت الدوحة ملبدأ وزير إعالم أملانيا «جوبلز» في حقبة النازي هتلر«أكذب، ثم أكـذب، ثم أكـذب حتى تصدق»، إلى أن تعرت الحقيقة بلغة األرقام التي ال تقبل الزيف أو التأويل. فقطر التي تعد ثالث أكبر مصدر للغاز الطبيعي بالعالم، وتبلغ احتياطاتها منه نحو ،%14 بما يصل إلى 900 تريليون قدم مكعب، بعائدات سنوية يقدرها الخبراء بنحو 100 مليار دوالر سنويا، لم تفلح في سد عجز ميزانيتها للعام الـحـالـي، املـقـدر بنحو 46.5 مليار ريـــال، وذلــك رغــم عــدد سـكـان، الــذي يصل إلى 2.576.181 نسمة، بحسب إحـصـاءات وزارة التخطيط التنموي واإلحـصـاء في الــدوحــة. وبـحـسـاب الـــ 100 مليار دوالر مـن عــائــدات نفط وغــاز قطر على أعداد مواطنيها ( 38.81814 =2.576.181 /100.000.000.000 دوالر) أي أن نصيب املواطن القطري الواحد نحو 39 ألف دوالر سنويا، فقط عوائد نفط وغاز بالده، عدا بنود اإليرادات األخرى في امليزانية؛ األمر الذي يدعو إلى تساؤالت استنكارية ملاذا العجز بميزانية قطر، وملاذا قفزت ديونها الخارجية إلى نحو 601 مليار ريال قطري، 165( مليار دوالر)، بحسب تحليل أجرته «العربية.نت». تلك التساؤالت تقود إلى االستفهام، أين ضاعت وتبخرت أموال القطريني؟ في ظل قلة أعدادهم التي ال تصل إلى ثالثة ماليني نسمة. الخبير االقتصادي محمد ماهر قال لـ«عكاظ»: «مستوى الدين الخارجي في قطر ارتـفـع بشكل كبير إلــى %150 مـن الناتج املحلي، وهــو رقــم كبير بالنسبة لقطر، وينطوي على مخاطر تؤثر على التصنيف االئتماني». واســتــبــعــد قــــدرة قــطــر عــلــى مــواصــلــة الــنــمــو االقـــتـــصـــادي بــنــفــس الـــوتـــيـــرة، بعد انتهاء فترة االسـتـعـدادات الستضافة كـأس العالم ،2022 وزيــادة الطلب املحلي على الـخـدمـات والـسـلـع. وأشـــار إلــى الـغـمـوض الــذي يكتنف الـصـنـدوق السيادي االستثماري القطري، الذي وصلت قيمته إلى 300 مليار دوالر. وأضاف: «ال يوجد وضوح في الرؤية وال شفافية في األصول للصندوق».