«طوى» ال تزال ممتلئة.. وشاهدة على فتح مكة

ال تزال بئر «طوى» التي اغتسل بمائها املصطفى صلى الله عليه وسلم قبيل فتح مكة ممتلئة، وتقع البئر شمال املسجد الحرام بحي جرول الذي أزيل من منازله العشوائية ما يقارب الـ07% بأمر من امللك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير مكة املكرمة. وكـان حي جـرول من أشهر األســواق املكية التي يقصدها أبناء مكة املكرمة والقرى املحيطة بها، واحتضن تجار الجملة، وباعة البهارات والخضار والفواكه، وسـوق العلف والحبوب، والحمام، وسوق املاشية ولم يتبق بها حاليا سوى جزء من هذه السوق بعد أن تم انتقالها إلى حي الكعكية إال أن هناك من سكان جرول من مازال متمسكا بمتجره وخصوصا محالت بيع أطعمة حمام البيت، إذ يتجمع عليهم بعض الناس الذين يدفعون لهم مبالغ شهرية صدقة عنهم ويقومون بتوكيلهم إلطعام الحمام بها بشكل يومي. وأقيمت في جرول محطة لتبريد املسجد الحرام والتي يتم نقلها من خالل أنفاق شقت لهذا الغرض إذ أزيل عدد كبير من مساكن جرول إلقامة هذا املشروع املهم. «عـكـاظ» وقفت على بئر طــوى، تلك البئر التي اغتسل فيها املصطفى صلى الله عليه وسـلـم، إذ قامت هيئة السياحة بتسويرها أثناء عمليات اإلزالـة األخيرة التي شهدها الحي إال أنها تحتاج إلى عناية واهتمام نظرا لكثرة الحجاج الذين يقفون على هذه البئر األثرية القديمة وقد قام عدد من الزائرين بتكسير السور للوصول إليها بعد أن تم تسويرها بالسياج. يقول أستاذ التاريخ والحضارة اإلسالمية بجامعة أم القرى الدكتور فـواز الدهاس إن حي جـرول من أقـدم أحياء مكة املكرمة ويضم هذا الحي بئر طوى األثرية والتي اغتسل فيها الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة فتح مكة املكرمة ووجه جيوش الفتح من هذا املكان وهذه البئر موجودة حتى اليوم، مشيرا إلى أن هذا الحي كان يشتهر بالبساتني وقد سمي بجرول ألن السيول تمر به وتجرف معها الحصى فسمي بذلك، وأضاف «فالحي كان يعرف سابقًا بحي طوى أو بئر طوى وهو واٍد من أودية مكة، يسيل في سفوح جبل أذاخر والحجون من الغرب، وتفضي إليه كل من ثنية الحجون -كداء قديما- وثنية ريع الرسام -كدي- قديما. ويذهب حتى يصب في املسفلة عند قوز النكاسة -الرمضة ّقديما- من الجهة املقابلة»، وال يفصل جرول اليوم عن ساحات الحرم املكي سوى أمتار قليلة، وأن %90 من مبانيه قديمة، والبقية عبارة عن أبراج سكنية بنيت أخيرا ملساكن الحجاج، وأن املشاريع التطويرية نسفت ما ال يقل عن %70 من الحّي لصالح التوسعة التطويرية لساحات املسجد الحرم املكي. ويسهم املشروع في توفير الطاقة لتوسعة الساحات الشمالية للحرم، والتي ستتم تغذيتها عبر هاتني املحطتني بمنظومة من شبكات التوليد، تزامنًا مع توسعة خادم الحرمني الشريفني لساحات الحرم املكي الشمالية، وتطلب إزالـة عقارات قدر عددها بـــ(052) عقارًا في حي «جــرول»، نزعت ملكيتها لصالح محطة الخدمات املركزية. وأقيم املشروع على مساحة 40 ألف متر تقريبًا، ويتضمن املشروع محطات لتبريد أجهزة التكييف، ومحطة توليد الكهرباء للتوسعة الـجـديـدة، وخــزانــات لـلـوقـود واملـــاء، ومحطة عمالقة ملعالجة النفايات وتحويلها إلى مواد صلبة يتم سحبها إلكترونيًا، ويسهم ذلك في تسريع عمليات النظافة داخل الحرم املكي والساحات املحيطة به، خصوصًا في أوقات الذروة مثل أيام شهر رمضان املبارك وموسم الحج. كما يتضمن إنشاء نفقني أرضيني من أسفل حي «جـرول»؛ لتمديد شبكات التبريد والكهرباء، ومسار خاص لسيارات الخدمة بهدف فصل حركة املشاة عن أعمال صيانة وتشغيل خدمات املسجد الحرام، إضافة إلى معالجة مياه الوضوء، وإعادة تدويرها من خالل حفظها داخل خزانات عمالقة تتحكم فيها مولدات ضخ عالية الدفع.

تشير الروايات إلى أن الرسول اغتسل من بئر طوى ما يضفي مكانة مهمة للبئر على األفئدة.

بئر طوى كما بدت أخيرًا من الداخل. (تصوير: عمران محمد)