قطر تصب الزيت على النار
ل يخفى عـلـى أحــد الــيــوم أن قـطـر بـاتـت جــهــازا سياسيا ديبلوماسيا لجماعة اإلخــــوان، فهي تتكلم بلسانهم وتــدافــع عــن أفـكـارهـم وتتكفل بالرعاية والنفقة على أعيانهم، بـل تـعـدى بها األمــر حتى وصــل إلى إفــرازاتــهــم مــن التنظيمات اإلرهــابــيــة كـالـقـاعـدة وجبهة الــنــصــرة وغــيــرهــم، فـلـطـاملـا كــانــت قــطــر تــوصــل رسائل الـقـيـادة السياسية لتلك التنظيمات وتبثها عبر قناة الجزيرة بقصد إيصال تلكم الرسائل إلى جمهور أوسع، كما أن دولة قطر الوحيدة التي تفاوض ديبلوماسيا عن جبهة النصرة فباتت لسانهم الناطق ونافذتهم التي يطلون منها على الجماهير ووجـهـهـم الديبلوماسي، بـنـظـري ل يستبعد أن تـكـون الــقــيــادة السياسية قــد بـايـعـت املــرشــد أو وكيله الـقـرضـاوي فــإن املـتـأمـل فـي البعد السياسي لـلـدولـة والجماعة يجدها متطابقة، تنبثق من كيان واحـد، فنرى جمودا في فهم الواقع، خصوصا في قضية التقارب مع إيران، رغم جرمها وطائفيتها وتآمرها وتدخالتها السافرة في بلدان املسلمني، وسعيها الدؤوب في زرع الفنت والقالقل في أوساطها، وهذا يعكس رسائل «حسن البنا» التي حث بها أتباعه بتوحيد الصف مع الكيانات الرافضية وجف الحبر عندها بعد موته، والتي أثبت الواقع بطالنها، إل أن حزبية أتباعه أعمت بصائرهم، وكـــعـــادة الــعــدو املــتــربــص فــي الـوقـيـعـة بــني خصومة متى ما سنحت له الفرصة، نجد إيـران تمد يدها إلى قــطــر، مستغلة الــخــالف الــقــائــم بينها وبـــني أشقائها العرب لنتفاجأ بالرد على لسان أميرها: «نريد تعزيز عالقاتنا أكثر مما مضى» وهــذا بمثابة صـب الزيت على النار، ويبني عدم إدراك قطر لخطئها وإصرارها على ضاللها بقوة، وينبئ عن كارثة قد تجرها قطر عليها وعلى جيرانها، ويبقى السؤال هل ستجلب لنا قطر قبسا آخر من لظى نار املجوس في املستقبل على غرار حزب الله والحوثيني والحشد الشيعي، فاللعب بالنار أمر ل تحمد عقباه مطلقا.
عبدالرحمن محمود ـ كاتب يمني