Okaz

حقوق الناس ال يكّفرها شيء

- بشرى فيصل السباعي bushra.sbe@gmail.com

صدقت الحكمة القائلة «نصف العلم أخطر مـن الجهل»، فنصف العلم يجعل الجاهل يتصرف بأهوائه التي يسوغها بنصف العلم الذي لديه، وعـنـدمـا نــرى قــدر مظاهر الـتـديـن والــوعــظ الـديـنـي لكن ال نــرى لها أثرا فــي أخـــالق وســلــوك املسلمني يتأكد لنا أن املسلمني واقــعــون فــي نصف العلم، وعلى سبيل املثال من أكثر املعلومات الدينية تداوال وبخاصة في رمـضـان هـي عـن سهولة مغفرة الله للذنوب ولــو كانت مثل زبــد البحر بـمـا ال يـزيـد عــن تــرديــد جملة اسـتـغـفـا­ر، لـكـن ال يــتــداول إجــمــاع الفقهاء بأن هذا فقط في جانب حقوق الله، أما حقوق الخلق بني بعضهم فالله ال يـغـفـرهـا لـلـجـانـي وال يتحلل مـنـهـا الــجــانـ­ـي إال بـعـفـو صــاحــب الحق باآلخرة وقيامه في الدنيا برد املظالم ألهلها مادية ومعنوية ومعالجة وتصحيح تبعاتها، وال يوجد أي عمل يمكن أن يكفر خطايا االعتداء عـلـى الــحــدود والـحـقـوق املــاديــ­ة واملـعـنـو­يـة لـآخـريـن أقـــارب وغــربــاء وال حتى الحج والعمرة واالستغفار والذكر والصدقة وبناء مسجد وأنواع العبادات وال حتى الجهاد والشهادة في سبيل الله بحرب مشروعة وال حتى أن كانت مع النبي، روى البخاري؛ ملا قتل رجل اسمه «مدعم» أثناء خدمته للنبي في عودتهم من غزوة خيبر (فقال الناس هنيئا له الشهادة فقال النبي: كــال، والــذي نفس محمد بـيـده، إن الشملة التي أخـذهـا يوم خيبر مــن املـغـانـم لــم تصبهاَّ املـقـاسـم لتشتعل عليه نـــارا). فبالصحيح (يغفر للشهيد كل شـىء إال الــديــن)، قـال الـنـووي «شــرح صحيح مسلم ج ص/13 :»29 «قوله»إال الدين«فيه تنبيه على جميع حقوق اآلدميني، وأن الجهاد والشهادة وغيرهما من أعمال البر ال يكفر حقوق اآلدميني، وإنما يكفر حقوق الله». وبالصحيح (املفلس من أمتي من يأتي يـوم القيامة بـصـالة وصـيـام وزكـــاة، ويـأتـي وقــد شتم هــذا وقــذف هــذا وأكــل مــال هذا وسفك دم هـذا وضــرب هـذا فيعطى هـذا من حسناته، وهــذا من حسناته فإن فنيت حسناته..أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار). وقال (الدواوين عند الله ثالثة) منها ما يغفره ومنها ما ال يغفره وذكر منها (الديوان الذي ال يترك الله عز وجل منه شيئا فظلم العباد بعضهم بعضا) أحمد والحاكم وقال: صحيح اإلسناد. ويشمل التعدي على غير املسلمني (مـن قتل معاهدا لم يـرح رائحة الجنة) البخاري. (أال من ظلم معاهدا، أو انتقصه، أو كلفه فـوق طاقته، أو أخـذ منه شيئا بغير طيب نفس، فأنا حجيجه يوم القيامة) أبو داود. للتواصل أرسل sms إلى 88548 االتصاالت 636250, موبايلي, نيز738303 تبدأ بالرمز 217 مسافة ثم الرسالة

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia