Okaz

العيال لن تكبر!

-

ال يسلم الـشـرف الرفيع مـن األذى حتى يسال على جوانبه الــدم، إن القادة الكبار العظام وهم في مسرح التاريخ يؤدون فصال في ملحمة مؤثرة في سجلهم، قدر هـؤالء األفــذاذ وهم يقومون بهذه املهمة أن تخلق مواقفهم النبيلة الشجاعة املؤثرة التي همها هو إحقاق الحق وإرساء قواعد العدالة، قدرهم أن تخلق مواقفهم هذه قلقا لدى بعض كبار األجسام واملناصب وصغار العقول واملناقب، تستفزهم ألنها تقض مضاجعهم، فال ليلهم ليل وال نهارهم نهار، ال تعرف قلوبهم للبرد والسالم سبيال وذلك تحصيل حاصل، ألن صدورهم اشتعلت نـارا، وهم يـرون هذا الوطن العظيم بقداسة أراضيه، فقد أكرمه الله بالحرمني الشريفني يسطع نورهما في سمائه، وكـذا عندما يرونه بــإرثــه الـغـنـي بنبل الــعــروب­ــة وشـهـامـة الــرجــال، حـتـى أديــمــه يفيض قصصا مــأى بتفاصيل الــبــطــ­والت والـنـجـاح­ـات الـتـي تـكـاد تكون أسطورة من األساطير ال أحالم العصافير التي يحلم بها من ال يملك من العقل وال الحكمة شروى نقير، كما يزدادون حقدا وأملا كلما رأوا قـادة هـذا البلد الكريم وهـم ينتقلون من نجاح إلـى آخـر، ومـن مجد ملـجـد، كما يـــزداد غيظهم حتى تـكـاد مـرارتـهـم تنفجر مـن هــول ذلك حينما يــرون التفاف الشعب األبـي الوفي النبيل حول مليكه وولي عهده وولـي ولـي عهده، في الظروف كافة، ويفدون وطنهم وقادته بأنفس النفيس، وهــل هـنـاك أغـلـى مـن الـــروح الـتـي يقدمونها حبا وتضحية عــن طيب خــاطــر، بــل ويهنئون بعضهم بـالـشـهـا­دة التي نالها أبناؤهم، يظن بعض هؤالء الكبار في السن والجسم والصغار فـي العقل والقيمة، يظنون إذا مـا سمعوا أو قــرأوا فـي الصحف أو أدوات التواصل االجتماعي بعض االنتقادات املخلصة، ألداء بعض اإلدارات أو الــتــســ­اؤل عــن نـقـص بـعـض الــخــدمـ­ـات الـتـي ال تشكل إال غيضا من فيض اإلصالحات التي تنجز، وال يعلمون أن شعب هذا الوطن تربى على الخير والنعمة ألجل ذلك يستغرب بعض القصور، وبمساحة حرية الـرأي التي أعطيت له من هذه الدولة ال من غيرها فإنه يمارسها دون خوف أو وجل، هم يظنون بعض تلك االنتقادات هي املجمرة التي يستطيعون رمي حطب الفتنة فيها، ال أحد خلق لـيـزايـد على إخـــالص حكامنا إن كــان فــي األمـــور الـتـي تهم الشعب داخليا أو ما ترى فيه مصلحته سياسيا. بعد النجاحات التي تمت والـتـي كانت ضربة ثالثية قاضية لـم يتحمل البعض ذلــك، رئيس أمريكا وسـت وخمسني دولــة وثــالث قمم! والله ما سبق أن حصلت في التاريخ، بل ويتم فيها هذا التناغم مما عجز البعض أن يصلوا إليه في عشرات السنني، وكيف يصلون وهم حتى ليسوا على قائمة االنتظار، ألن التذاكر التي كانوا يحملونها كانت مكتوبة بأحرف الحقد فمن حرارة أكبدتهم احترقت. الحقيقة لـم يفتهم القطار ألنــه أصــال لـم يكن هناك أي مقعد شاغر ألمثالهم، إن إيران ومن يسير في محورها سواء دوال أو أفرادا ممن باعوا أنفسهم «شيلة بيلة»، للعمة اإليرانية السوداء أو البيضاء فال فرق، وهم ومن يلعب دورا مشبوها ضد هذا الوطن لقد منوا بهزيمة أخلت بتوازنهم فأفقدتهم الـرشـد، هــؤالء الحاقدون الذين ضحكت عليهم عقولهم «النص نص» كانوا يشاهدون كثيرا مسرحية عادل إمام «العيال كبرت» فدار في خيالهم وبحكم أنهم عيال في عقولهم وتصرفاتهم أنهم سيكبرون. والحقيقة أن هــؤالء العيال أنصحهم بتأليف مسرحية أخرى يكون بعضهم فيها «كومبارس» ألنهم حتى ال يمكنهم أن يـكـونـوا أبــطــاال عـلـى خشبتها مــع تفاهتها، هذه

املسرحية التي تليق بهم هي، «العيال صغرت».

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia