Okaz

ﻗﻄﺮ ﻭﻣﺼﻴﺮ ﺍﻷﻗﺰﺍﻡ.. ﻣﻐﺎﻣﺮﺓ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﻻﻧﺘﺤﺎﺭ

- زياد عيتاني

عندما تحاول األقــزام الوصول إلـى مواقع العمالقة، تسخر كل إمكاناتها من أجل النيل أو الوصول إلى مبتغاها. هذا ما ترتكبه وما ارتكبته قطر في السنوات املاضية. إنــه فـقـدان لـلـوزن والــتــوا­زن فـي مقاربة األشـيـاء عندما ترى حجم إمكاناتك وقدراتك ومقوماتك كدولة، فتناطح لتكون في مصاف الكبار، وهنا استدرج عدم التوازن حكام قطر إلى املغامرة األشبه باالنتحار، فظنوا أن باإلعالم تصنع الدول، وأن بالفضائيات تحكم األرض، وأن التقارير اإلخبارية إن كثرت تغطي قلة عــدد السكان، فخاضوا الـحـروب الوهمية وقــاتــلـ­ـوا الــريــح، تـــارة عـبـر جـزيـرتـهـ­م الـقـاحـلـ­ة، وطــــورًا عبر أمــوالــه­ــم املــوهــو­بــة للفطريات فــي اإلعـــالم املــرئــي واملكتوب واإللكترون­ي. حولوا اإلعالم، وخصوصا «الجزيرة»، إلى منصة للنيل من الكبار، وإلــى قـاعـدة لترويج بقايا اإلخـــوان، ومــا أدركـــوا أن اإلخوان أينما حلوا جلبوا القهر والفشل وحصدوا االنهيار. لقد حاول حكام قطر أن يجعلوا من أنفسهم شركاء مع العالم بصنع القرار، فساوموا وفاوضوا وأهدروا األموال والثروات واستضافوا صعاليك مجتمعاتهم ومنحوهم االمتيازات وفتحوا لهم الفضاء والحسابات املصرفية، إال أن كل ذلك لم يغير بواقع األمر شيئا، فسقف هذه الدولة أن تؤجر مساحة فــيــهــا لــجــيــش غــريــب يــقــيــم قـــاعـــد­ة عــســكــر­يــة عـلـيـهـا تحقق مصالحه وتحمي القلة الواهمة. اإلعــالم املغرض قد ينفع مرة واثنتني وثالثا، لكن الحقيقة حقيقة في النهاية وال يمكن ألحد تشويهها أو حجبها، قد يحجب اإلصــبــع الـشـمـس عــن عــني صـاحـب اإلصــبــع، لـكـن ال يمكن أن يحجبها عن الناس أو عن قلة من هؤالء الناس. أزمـــة حـكـام قطر أنـهـم صنعوا الـكـذبـة كــي يصدقها الناس فقاموا هم بتصديقها، وعندما تصنع كذبة فتصدقها أنت تلك ذروة املأساة؛ ألن العاقل يصبح جاهال، والجاهل يمسي أبلهًا، وما بني الجاهل واألبله كان لقطر شرف اللقبني.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia