كلنا «نبراس»

بالصدفة وقعت فـي يـدي قبل يومني مجلة «املكافحة» التي تصدرها اللجنة الوطنية ملكافحة املــخــدرات بشكل ربــع سـنـوي، وهــي املــرة األولـــى الـتـي أشاهد وأقـــرأ هــذه املطبوعة الـتـي وجدتها ثـريـة باملعلومات املهمة املتنوعة عـن هذا الوباء املدمر والتوعية بخطره ووسائل مكافحته، يشترك في كتابتها عدد من املتخصصني في كل جانب بأسلوب علمي كثير الفائدة. ومع علمي بجهود إدارة مكافحة املـخـدرات ومشروعها الوطني «نـبـراس» وتقديرنا لهذا املشروع الذي يحاول باجتهاد واخالص إنقاذ املتورطني في جحيم املخدرات ومساعدة أسرهم للتعامل الصحيح معهم بتقديم املشورة بطريقة تحافظ على الخصوصية، إال أنني أعتقد أن هذه املشكلة الخطيرة تحتاج الى ما هو أكثر بكثير من جهود إدارة واحدة مهما بلغت. لقد اعتدت عدم امليل إلى نظرية املؤامرة بشكل تلقائي ومجاني، لكني وجدت عند ربـط بعض الظواهر ببعضها وتمحورها حـول هـدف واحـد أن استهداف اململكة بمحاوالت إغراقها باملخدرات بكثافة تفوق أي بلد آخر هو عمل ممنهج ومنظم كإحدى وسائل تدمير املجتمع وشل قدرات شبابه وتحويلهم إلى كائنات مهشمة تعيش في الهامش بال إنتاجية، أو شخصيات عدوانية تسلك طريق الجريمة. تـصـوروا أنــه مـن عــام ٤٣٤١هــــ إلــى ٧٣٤١هــــ، أي خــالل ٤ سـنـوات فقط تم ضبط ٧٦٢ مليون قـرص كبتاجون و٤١١ طنا من مخدر الحشيش بحسب ما نشرته املجلة. فـأي كارثة يمكن أن تحل بوطننا لو لم تكن أجهزة الضبط متيقظة، مع أننا نعاني من تسريب كميات كبيرة رغـم كل جهود املبذولة من األجهزة املعنية. إن مشروع نبراس ال يجب أن يكون مشروع إدارة واحدة فقط، وال مشروعا حكوميا فحسب، وإنما مشروعا وطنيا شامال تشترك فيه كل األجهزة وكل املواطنني وفق استراتيجية محكمة وفعالة ومستمرة، ليكون الشعار: كلنا نبراس.