متر.. يقطعها الساعي بني الصفا واملروة
يسعى املعتمرون والحجاج بني جبلني صغيرين متقابلني، هما جبل أبي قبيس وجبل قعيقعان، فسمي األول بالصفا ألن حجارته ملساء، واألخير سمي باملروة ألن حجارته بيضاء توري النار، إذ يحتالن مكانة كبيرة في نفوس املـسـلـمـني؛ كـــون الـسـعـي بينهما شـعـيـرة مــن شعائر اإلســـــالم، وتــذكــرهــم بـقـصـة هــاجــر عـلـيـهـا السالم، وسعيها الحثيث بــني الجبيلني إلرواء طفلها إسماعيل السالم حينما تركهما إبراهيم عليه السالم في واد غير ذي زرع. طـــول املـسـعـى بــني الـجـبـلـني يـبـلـغ 394.5 مــتــر، وعــرضــه 20 مــتــرًا، بينما ارتفاع الــــــدور األرضــــــي فـــي املــســعــى 11.75 مـتـر، كما أن ارتــفــاع الـــدور العلوي في املسعى 8.5 متر، ويبلغ طول املـسـافـة الــتــي يقطعها املعتمر والـحـاج في السعي 2761.5 متر في سبعة أشواط. ومــر السعي بـني الصفا واملــــــــــــــروة بتوسعات عـــــــدة، كــــــان أكبرها حجم توسعة امللك عـبـدالـلـه أخيرًا، وتـــــــــــعـــــــــــاهـــــــــــد املــــســــلــــمــــون منذ األزل عـــــــــلـــــــــى توسعة املسعى، فقبل دخول امللك املؤسس عبدالعزيزبن عبدالرحمن آل سعود، مكة املكرمة كان املسعى سوقا تجارية تقوم على جانبيه الدكاكني والــعــمــائــر، وكــــان الــســاعــون بــني الـصـفـا واملـــــروة يــــؤدون نـسـكـهـم وسط الضجيج والزحام فأمر بـأول عملية ترصيف للمسعى بحجر الصوان حماية للحجاج واملعتمرين من الغبار واألتـربـة في عـام 4431هــــ، كما تمت إعـادة طالء وترميم األبـواب املحيطة باملسعى، إضافة إلى تجديد سقف املسعى حماية لــزوار بيت الله من الشمس وحـرارتـهـا. وفـي عهد امللك سعود بن عبدالعزيز شــرع في بناء الطابقني األولــى والثاني من املسعى، تنفيذا لرؤية امللك املؤسس. أما في عهد امللك فهد بن عبدالعزيز آل سعود فقد تمت توسعة منطقة الصفا في الطابق األول، إضافة إلى هدم وإزالة بعض املباني حول منطقة املروة. وعالوة على ذلك، أضيفت أبـواب جديدة في الطابقني األرضـي واألول للدخول والخروج من جهة املروة. وبعد أن كان عرض املسعى 20 مترًا تمت توسعته ليصل إلى 40 مترًا، مستغال املساحات املالصقة للحرم وبلغ عدد الطوابق 4 طوابق بمساحة إجمالية تجاوزت 87 ألـف متر مربع، بعد أن كانت املساحة اإلجمالية تـقـارب 29 ألـف متر مـربـع، أي بـزيـادة تـجـاوزت 43 ألـف متر مربع قبل التوسعة. فيما تبلغ مسطحات البناء اإلجمالية بكافة األدوار ملناطق السعي والـخـدمـات نحو 125 ألــف متر مـربـع. وهــو مـا يعني بالتأكيد تخفيف االزدحـــــام بـشـكـل مــلــحــوظ، وبــالــتــالــي ضــمــان ســالمــة الحجاج واملعتمرين. وقد جاء ت التوسعة التي أمر بها امللك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله مهتمة بأدق التفاصيل، إذ وفر هذا اإلنجاز الكبير لزوار بيت الله الحرام 3 أدوار و4 مناسيب للسعي تتصل مباشرة بأدوار التوسعة السعودية األولى للحرم، فيما يرتفع دور سطح املسعى الجديد على أدوار الحرم الحالي ويتم الوصول إليه عن طريق ساللم متحركة ومصاعد، إضافة إلـى 3 جسور علوية، وممر للجنائز من قبو املسعى إلى الساحة الشرقية عبر منحدر ذي ميول مناسبة لتوفير الراحة. كما اشتمل املشروع على توسعة منطقتي الصفا واملروة بشكل يتناسب مع التوسعة العرضية والرأسية وتركيب 4 ساللم كهربائية جديدة من جهة املروة، لنقل الزوار خارج املسعى، حتى يتمكن الحجاج واملعتمرون من الخروج بيسر بعد الفراغ من نسكهم وتؤمن التوسعة الجديدة ممرات مـخـصـصـة لــــذوي االحــتــيــاجــات الــخــاصــة، إضــافــة إلـــى تــوفــيــر مناطق للتجمع عند منطقتي الصفا واملروة.