ملاذا أغاضتهم إمييالت العتيبة؟!
حـصـدت قــنــوات الفتنة وإعـــام الـشـوشـرة فــي قطر فـشـا آخــر بـعـد أن صــدعــوا رؤوســنــا بتنويهاتهم وتــغــريــداتــهــم بــانــتــظــار إيــمــيــات سـفـيـر اإلمـــــارات العربية في واشنطن السفير يوسف مانع العتيبة، وماذا ستحمل من أسرار ومفاجآت تطير لها رؤوس جوقة املتصيدين واملوتورين والــدائــريــن فــي فــضــاء الـتـشـفـي ومـنـاكـفـة كــل مــا يـصـب فــي خانة النجاح. ماذا يفعل السفراء عادة في البلدان التي يمثلون فيها دولهم؟ من الطبيعي أنهم مبعوثون سياسيون لدولهم في املقام األول وليسوا مندوبي شركات تجارية فيقيمون الصات وينسجون الصداقات مع رجال الصحافة واإلعـام وجماعات الضغط، ويــزورون مراكز الثقل في البرملانات وكل من له دور في صنع قرارات البلد، من أجل التمكن من الدفاع عن قضايا بلدانهم التي انتدبتهم لهذه املهمة السامية التي وصفها أحـد كتاب الدبلوماسية في القرن التاسع عــشــر بــأنــهــا أنــبــل وأرقــــى مـظـهـر لـإنـسـانـيـة فــي صــــورة التعاون الدولي بني األمم. فالسفير ينشد تعميق الــصــداقــات، ويسعى إلــى أن يـكـون مؤثرا لصالح سياسة دولته ومواقفها، والسفير األملعي اإلماراتي يوسف العتيبة لم يخرج عن هذا السياق، فكان إلى جانب زميله السفير الـسـعـودي األسـبـق وزيــر الخارجية الحالي السيد عــادل الجبير، بحسب ما نقله لي باحث أكاديمي في واشنطن، يشكان ثنائيا احترافيا في العمل ونجمي املجتمع الدبلوماسي في «واشنطن دي ســي»، وكــان يشار إليهما بالبنان، ومثلما يعرفه من يتابعه فالرجل شعلة مـن الـذكـاء والتأهيل والـنـشـاط، حقق لبلده سمعة طيبة وضمن لها رصيدا قويا في واحــدة من أهـم عواصم القرار العاملي يحسده عليها كثير، ومنهم من تلصصوا على محتويات بريده اإللكتروني املزعومة فكان ال يعمل في الخفاء أو يكذب مثلما يكذب اآلخرون على إخوتهم وأبناء جلدتهم، فهل أن تعويق جهود إيران التوسعية من خال إضعاف عاقاتها االستثمارية في أمريكا شيء غريب أو سر خارق، فهذه هي سياسة دولته وشقيقاتها في الخليج، وهي معلومة للجميع وأن ينفتح على جمعيات ومراكز أبحاث وصحفيني نافذين أمـر عــادي وينبغي عليه التعرف إلى كــل مــن يـريـد أن يلتقيه، فـهـذه هــي وظـيـفـة الـدبـلـومـاسـي الحاذق يواجه وال يتهرب يسمع كثيرا ويتحدث قليا كما يقال في مبادئ الدبلوماسية؟ سفير نشيط ومحنك يجتهد في كل ما يعتقد أنه يخدم وطنه وينفذ سياسة خارجية لبلده، استطاعت أن تجعل من اإلمــارات العربية قوة إقليمية مؤثرة، وأبوظبي صارت عاصمة يشد إليها الرحال كل صناع القرار في العالم ولن تثنيها كل محاوالت التصيد في املياه العكرة من طرف جهات استشاطت غضبا عندما أدانها العالم بالدليل، وهي ترعى وتشجع وتمول كل منظمات اإلرهاب والقتل والعبث بأمن املنطقة فراحت كما هو دأبها تسعى لتعكير صفو العاقة األخـويـة القوية بني اإلمـــارات وشقيقتها اململكة العربية السعودية، وهـذا هو ما يؤرقهم ويزعجهم فتمخض جبلهم كما يقال وولد لهم «إيميات»؟ فمن يصدق أن سفيرا في واشنطن يسعى لدى صحفي لتمكني شخصية سعودية من الحكم، فأليس سمو ولي ولي العهد في صلب صناعة الـقـرار السعودي وهــذه السياقات معروفة أنها محكومة بـآلـيـات شفافة لـولـي األمــر ملك الـعـزم والــحــزم خادم الـحـرمـني الـشـريـفـني املــلــك سـلـمـان رعـــاه الــلــه، ويـمـكـن ملــن دسوا بيان وكالة «قنا» أن يدسوا على إيميل كلمتني زيادة ليريحوا حــكــام قـطـر ويـقـبـضـوا الــثــمــن؟ أرادوا أن يـصـنـعـوا لـهـا زوبعة فـارغـة وجعجعة لعلها تحجب عنهم مـا صــار العالم يدينهم بـه بالدليل امللموس والـقـرائـن بصوت عــال رعايتهم لإرهاب املـتـنـقـل عــلــى عــربــة قــطــر وكــوارثــهــم ومــؤامــراتــهــم عــلــى أمتهم وجيرانهم األقربني. ســفــيــر مــتــألــق وتــعــلــم فـــي أرقـــــى جــامــعــات الـــغـــرب تـــمـــرس في املهمات، واستطاع أن يصنع نجاحه في عاصمة يعرف الكثير من الدبلوماسيني الذين عملوا بها صعوبة اختراق بواباتها وحجم الصعوبات والتوازنات التي تشتغل عليها هيئات صنع القرار األمريكي. سـعـادة السفير يوسف العتيبة تقبل تحية محب لـك مـن دنيا العروبة وأنــت تتفانى في خدمة وطنك وأمتك العربية، فأنت مبعث فـخـر واعــتــزاز فــي كــل مــكــان، لـقـد أغضتهم فأغضبتهم فبغضوك كرها وحسدًا وما زادوك إال رفعة وتميزا، فالفاشلون واملحبطون واملتهمون واملعزولون دوما ينتقصون من النجاح ولبئس ما روجوا وبئس ما حصدوا. فمملكة الحزم وإمارات زايد عصية على سهام الغادرين.